فمنذ بدء الاعتداءات التركية المتواصلة، ومهما تكن ذرائع وأكاذيب أردوغان، فإنه يبحث عما يغسل به وجهه المعفر بالانكسارات من العاصي إلى الفرات والخابور، ولو سنحت الفرصة له لبحث في اليرموك والأعوج، محاولاً التظاهر بتمزيق الفصائل الإرهابية التي دعمها واحتضنها طيلة السنوات العجاف السبع الماضية، وهو لا يهمه ذلك سوى إعلامياً، لذا لجأ لإقناع بعض الفصائل الإرهابية التي تعمل تحت امرة « النصرة « بالانشقاق عنها، في وقت كانت فيه تلك الفصائل تتقاتل وتتناحر أصلاً، وتتخبط نتيجة الهزائم التي يلاقيها أمثالها في أراضي أخرى من البقاع السورية، وكانت غايته تسجيل تلك الانشقاقات لمصلحته، وأنه هو من أنجز ذلك.
أما الغاية الثانية فهي المساعي الفاشلة في توحيد صفوف من يسمون بالمعتدلين الذين جاءت بهم أميركا، وإعادة جمعهم وترميم صفوفهم ، وهذا أيضاً لن يتحقق نتيجة تعدد الأيديولوجيات والانتماءات والولاءات التي يتبع لها أولئك «المعتدلين» ، حيث لا اعتدال ولا وسطية، إنما التطرف والتكفير هو ما يتصفون به من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وغايتهم واحدة وهي نشر الفوضى والفتن المذهبية والطائفية ، لكونهم يعملون لحساب أميركا وإسرائيل أصلاً.
البعد الثالث يتمثل بخشيته من ارتداد تداعيات ما يجري إلى الداخل التركي والتهديد الوجودي للدولة التركية، والدخول على خط تفكيك الجماعات الإرهابية التي رعاها ومررها، جاء تحت شرط إبعاد الخطر الكردي عنه، لكنه لن يتردد في تناسي الالتزام ببنود الاتفاقات التي توصل إليها مع الشركاء الدوليين في آستنة، والتي مهدت لدخول إدلب مناطق خفض التوتر، كماعليه أن يأخذ بعين الاعتبار المفاجآت التي يمكن أن تحصل لخططه وأهدافه، لكون الجيش السوري لن يتردد في محاربة الإرهاب أينما وجد، والحكومة تعد كل من دخل أراضيها دون التنسيق معها يأتي في إطار الاعتداءات السافرة ولن تسكت عنها.
huss.202@hotmail.com