وذلك في ظل استمرار واشنطن بدعم الارهاب كي تكسب بعض الوقت الضائع لتحقيق مشروعها الاستعماري والذي تحطم أمام الصمود السوري.
عملية «الفجر الكبرى» التي كانت قد أعلنت سابقاً مع بدء معركة البادية قد توقفت مؤقتاً بسبب الهجوم الإرهابي الكبير الذي قام به «داعش» على السخنة وقاعدة الـ T3 وغيرها من المناطق في البادية، فيما أشارت مصادر ميدانية أن السيطرة على كامل مدينة الميادين باتت وشيكة ، وذلك في ظل نقل «داعش» عدد كبير من عناصر إلى عمق البادية لتنفيذ معركته الأخيرة، الأمر الذي فتح المجال أمام تقدم الجيش بإتجاه ماتبقى من الميادين وبذلك تصبح كامل الضفة الغربية لنهر الفرات محررة من الارهاب ، خاصة ان المصادر تحدثت عن أن التقدم باتجاه البوكمال سيبدأ قريباً مما يعني السيطرة على أهم معبر سوري مع العراق، وعلى جزء لا بأس به من الحدود السورية العراقية، مما يجعل «داعش» محاصر في صحراء دير الزور وفي بعض قرى الضفة الشرقية من نهر الفرات، فيما ذهبت بعض التحليلات الى أن المعركة في الجنوب سوف يحسمها الجيش العربي السوري من دون معارك جدية إذ يتجه بعد السيطرة على كامل الحدود السورية الأردنية لفتح معبر نصيب الحدودي، والذي تعرقل بسبب شروط التنظيمات الارهابية التي تستمر الاردن بدعمها فهي لا تملك قرار فتح المعبر رغم زعمها المتكرر لنيتها افتتاحه، كون القرار في بعض جهاته « اسرائيلي».
ما يؤكد عدم جدية الاردن بفتح المعبر ما تم الكشف عنه عبر مصادر تابعة للتنظيمات الارهابية من أن الأردن أجّل فتح معبر نصيب بحجة شروط روسية حول خروج التنظيمات الارهابية من درعا البلد وتسليمها للجيش العربي السوري، وهو مارفضته هذه التنظيمات، هذه التسريبات جاءت عبر وكالة «آكي الإيطالية» والتي نقلت هذه المعلومات وفقاً للمدعو إياد بركات مما يسمى «الجيش الحر « الإرهابي ، حيث كان سبب الرفض برأيه أنه سيؤدي إلى حصار عناصره الارهابية وبحسب زعمها بين كماشة الجيش العربي السوري و»داعش» وذلك بعد أن تم الاتفاق على 90% من التفاصيل لفتح المعبر.
واستبعد المدعو بركات أن يقبل الأردن، ومن خلفه الولايات المتحدة بهذه الشروط وهو مايؤكد مجدداً عمالة وارتهان هذه التنظيمات للدول المتآمرة على سورية، حيث زعم أن ذلك سيؤدي الى القضاء على التنظيمات المتبقية في الجنوب وهو ماتم رفضه من قبل جميع الاطراف، خاصة أن ما يسمى « الجيش الحر» يتهاوى ويتلاشى كنظيره « داعش» حيث أعلنت كافة الفصائل التابعة له في البادية عن الانسحاب من كامل المنطقة وانحصاره ضمن مربع التنف، فهم اعترفوا عبر مواقعهم بهزيمتهم وتقدم الجيش عبر البادية.
في الضفة الاخرى من الارهاب « داعش» يستمر بالاندحار من مساحات تواجده بما يبشر بتلاشيه كذر الرماد ، فقد تحدثت مصادر ميدانية مؤخراً عن تقلص مساحات تواجده في ريف حماة الشرقي في ظل استمرار المعارك بين ما تسمى «هيئة تحرير الشام» و»داعش» في ريف حماة الشرقي فيما تحدثت مصادر اخرى تابعة «للهيئة»عن ان المعارك مع» داعش» لا تزال مستمرة حتى الآن، وهو مايشهد تراجعا تدريجيا له إلى المناطق التي دخل منها.
بدء تبخر «داعش» لم ولن يرضي واشنطن والتي استمرت بدعمه بحجة محاربته وهو مادفعها الى دعم»قسد» وايصال الاسحلة له والتي وصلت في النهاية وبطريقة ما الى التنظيم ، الامر الذي دفع بوزارة الدفاع الروسية، بتقديم تساؤلات بخصوص تسلل مسلحي «داعش» من نقطة مراقبة أمريكية قرب قاعدة التنف، التي ينتشر فيها جنود أمريكيون، وهو الذي لم يفسره الجانب الاميركي.
فقد أكد المتحدث باسم الوزارة إيفور كوناشنكوف أن هناك دلائل مثبتة أن نحو 600 ارهابي خرجوا على متن سيارات رباعية الدفع، أمام أعين العسكريين الأمريكيين، من منطقة التنف باتجاه غرب سورية وهو أمر مخالف للقانون فهي تحاول جعل المنطقة «ثقبا أسود» مليئا بالارهاب ، كما حذرت وزارة الدفاع الروسية من أن مسؤولية تخريب العملية السلمية في سورية سيتحملها الطرف الأمريكي فقط، أي أن الجانب الروسي رفع من وتيرة لهجته ضد واشنطن في ظل تجاهلها المستمر لجميع الاتفاقات بين الجانبين والتي تضمن اعادة الأمن الى الاراضي السورية، بل استمرت بدعم «داعش» عبر أكثر من وسيلة وطريقة، مع معرفتها التامة أنها بدأت تفقد تدريجيا مواقعها في الشرق الأوسط فبعد أن حققت مهارة فائقة في التعامل مع الإرهابيين، تخاصمت مع حلفائها الرئيسين في المنطقة.
دعم واشنطن «لقسد» من جهة لتمرير مصالحها الاستعمارية في المنطقة لم يقف عند حدودها بل ذهب بها الى دعم الارهاب الذي تدعي محاربته ، فقد أشارت تسريبات اعلامية تابعة للتنظيمات الارهابية عن اقتراب التحالف الدولي بمساعدة « قسد» من إعلان السيطرة الكاملة على مدينة الرقة أبرز معاقل التنظيم، وذلك بعد عقد صفقة تسمح بموجبها قوات « قسد» لعناصر التنظيم المحاصرين داخل المدينة بالخروج إلى مناطق يسيطر عليها ، وما يؤكد هذه الأنباء وفقاً للتسريبات وصول 5 حافلات إلى حي «المشلب» في الجزء الشرقي من الرقة، إضافة إلى دخول 5 حافلات من الجهة الشمالية قادمة من قرية «الأسدية»، مشيرة إلى أن الأمريكان يحضرون لعقد اجتماع خلال الأيام القليلة القادمة دعوا إليه شيوخ عشائر يتعاملون معهم بغرض التجهيز لإنشاء إدارة للرقة شبيه بتلك التي في «منبج»، حسب التسريبات أيضاً، بيد ان القوات المدعومة اميركياً نفت هذه المعلومات في ظل تأكيد بعض المعلومات الميدانية أن المفاوضات بين كماشتي الارهاب قد تعثر نتيجة فرار الكثير من ارهابي» داعش» من الميادين والبوكمال نتيجة الانتصارات الكبيرة للجيش العربي السوري، الامر الذي دفع «بقسد» الى اعادة ضرب « داعش» ريثما يتم الاتفاق.