التهديد الأمريكي باللجوء إلى السلاح النووي لمحاولة المساس بالإرادة الكورية الديمقراطية دفعت بريطانيا إلى وضع سيناريوهات، تحسبا لحرب وشيكة قد تندلع بين الجانبين الأمريكي والكوري، أما الاتحاد الأوروبي فقد ذهب أشواطا مغايرة تماما، وقرر بالتالي سلسلة جديدة من العقوبات على بيونغ يانغ تعتبر الأشد من نوعها.
وفي التفاصيل هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام الأسلحة النووية «إذا لزم الأمر»لمواجهة كوريا الديمقراطية.
وقال بيان صادر عن الرئاسة الأمريكية إن ترامب بحث مع وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس الأركان جو دانفورد الخيارات التي تمتلكها الولايات المتحدة في مواجهة كوريا الديمقراطية.
وكان ترامب هدد في تغريدة على موقع تويتر بيونغ يانغ وقال: إن شيئا واحدا فقط سيكون له مفعول مع كوريا الديمقراطية، من دون أن يوضح ما الذي يقصده فعلا.
في سياق متصل نشرت الولايات المتحدة قاذفات استراتيجية أمريكية في شبه الجزيرة الكورية وسط التوتر الذي تشهده المنطقة جراء الاستفزازات الامريكية المتكررة والموجهة ضد كوريا الديمقراطية.
ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء عن مصدر في المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي قوله أمس ان نشر القاذفات يأتي في اطار اتفاق لنشر الاصول الاستراتيجية الامريكية.
من جهة ثانية اعلنت هيئة الاركان الكورية الجنوبية أمس ان قاذفتين أمريكيتين من طراز /بي 1 بي لانسر/ ترافقهما مقاتلات كورية جنوبية ويابانية نفذت تدريبات مشتركة فوق شبه الجزيرة الكورية.
وقالت الهيئة في بيان ان قاذفتين أمريكيتين من طراز بي 1 بي لانسر انطلقتا من قاعدة في جزيرة غوام الامريكية ورافقتهما مقاتلتان من كوريا الجنوبية من طراز اف 15 كيه واجرت تحليقات فوق شبه الجزيرة الكورية .
واضاف البيان ان القاذفتين نفذتا بعد دخولهما المجال الجوي لكوريا الجنوبية تدريبات بصواريخ جو أرض في المياه الواقعة قبالة الساحل الشرقي للبلاد ثم عبرتا أجواء كوريا الجنوبية الى المياه الواقعة بينها وبين الصين لتكرار التدريبات.
من جانبه ذكر الجيش الامريكي في بيان منفصل أن مقاتلات يابانية انضمت الى التدريبات التي كانت أول تدريبات ليلية مشتركة للقاذفات الامريكية مع مقاتلات من اليابان وكوريا الجنوبية مشيرا الى ان هذه التدريبات هي استعراض واضح لقدرتنا على القيام بعمليات مع كل حلفائنا في أي زمان ومكان.
في غضون ذلك قالت صحيفة ديلي ميل إن القوات البريطانية تعد «خطة سرية» للتعامل مع احتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية، ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر مطلعة لم تحدد هويتها أنّ مسؤولين بريطانيين تم تكليفهم بإعداد خطط لردود أفعال بريطانية محتملة للتعامل مع الوضع حال نشوب حرب مع بيونغ يانغ.
وأوضحت الصحيفة أن تفاصيل هذه الخطة السرية طفت على السطح بعد أن حذر الرئيس الأميركي من أن هناك شيئاً واحداً فقط سيفلح مع كوريا الديمقراطية، وذلك في تصريح تم تفسيره من قبل وسائل الإعلام كإشارة إلى استخدام القوة ضد بيونغ يانغ.
وأشارت ديلي ميل في هذا السياق إلى أن المقترحات، التي تم طرحها في إطار هذه الخطة، يشمل نشر حاملة الطائرات البريطانية الجديدة «اتش ام سي كوين الزابيث» في المنطقة.
وستحمل هذه السفينة، التي من المتوقع أن يتم تسليمها للقوات البحرية في وقت لاحق من العام الجاري، مجموعة من مقاتلات اف 35بي ستضم 12 طائرة من هذا الطراز.
وأشار مسؤول رفيع من الحكومة البريطانية، إلى أن لدى قواتها البحرية عدداً كبيراً من السفن التي يمكن إرسالها إلى المياه التابعة لشبه الجزيرة الكورية مع حاملة الطائرات، موضحاً أن من بينها مدمرات من طراز تايب 45 وفرقاطات من طراز تايب23.
كما شدد المسؤول على أن حاملة الطائرات المذكورة أعلاه، التي يتكون طاقمها من 700شخص، من الممكن إدخالها إلى الخدمة العسكرية أسرع من المخطط له في حال تطلبت الضرورة.
في هذه الأثناء أقر الاتحاد الأوروبي، سلسلة جديدة من العقوبات ضد كوريا الديمقراطية، وذلك تطبيقا لقرار صدر عن مجلس الأمن الدولي، ردا على تجربة نووية لبيونغ يانغ في بداية أيلول 2017.
وجاء في بيان لمجلس الاتحاد الأوروبي تم تبني هذا القرار في 11 أيلول 2017 ردا على الأنشطة التي تقوم بها جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في مجال الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، في انتهاك وازدراء فاضح لقرارات مجلس الأمن الدولي السابقة.
والعقوبات المفروضة على كوريا الديمقراطية، تعتبر الأشد التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي الذي سبق أن فرض إجراءات عقابية بحق أربعين بلدا في الإجمال حتى الآن.
ويتوقع أن يتم تبني هذه العقوبات في منتصف تشرين الأول.
وأضاف بيان المجلس الأوروبي أنه علاوة على ذلك لن تمنح الدول الأعضاء تراخيص عمل جديدة لمواطني كوريا الديمقراطية تمكنهم من دخول أراضيها والعمل فيها حيث أنه يشتبه في حصولهم على عائدات تستخدم في دعم برامج غير قانونية للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية في بلادهم.