وخلال اجتماع الحكومة أمس أشار روحاني إلى انه كلما حاول المناوئون فرض الضغوط على البلاد رد عليهم الشعب الإيراني بيقظة وحزم والمزيد من الجهد.
واعتبر الاتفاق النووي اختبارا كبيرا جدا لكل الحكومات المشاركة في المفاوضات وسائر حكومات العالم، مؤكدا أن الالتزام والوفاء بالعهد هو أساس ثقة العالم بحكومة ما، ونحن في ايران تحلينا بالدقة واليقظة فحينما قطعنا عهدا التزمنا به حتى النهاية وهو فخر لنا.
وصرح بأنه لو تخلى الطرف الآخر للمفاوضات عن تعهده فهذا الأمر لا يشكل فشلا لنا بل هو فشل للطرف الآخر. وقال لقد اخترنا الطريق الصائب في الوقت والمرحلة اللازمة ودخلنا المفاوضات بصورة جيدة وتقدمنا فيها بكل قوة ودقة وما حققناه كان أفضل الممكن.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران مستعدة لمواجهة أي قرار أمريكي بخصوص الاتفاق النووي.
وأشار ظريف إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد باتخاذ إجراءات بخصوص الاتفاق النووي مع إيران ولكن هذه التهديدات لا تعني أنه سينسحب من هذا الاتفاق بالضرورة ،مشددا على أن سبب مواقف ترامب تجاه إيران هو المكانة الاقليمية والدولية التي وصلت إليها وما حققته من انجازات على مختلف الصعد.
وبدوره لفت رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في تصريح له إلى أن التطورات في المنطقة تتطلب المزيد من التشاور والتنسيق بين المجلس والحكومة الإيرانية لمتابعة الأوضاع والرد على أي مواقف مستجدة.
وكان مساعد الرئيس الإيراني رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي حذر أمريكا من محاولة إضعاف أو إلغاء الاتفاق النووي ،مشيرا إلى أن الاتفاق كان إحدى وسائل بناء الثقة بين إيران والدول الغربية ووفر فرصة لطهران لتقوم بأنشطتها النووية السلمية بحرية ، في حين دعت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة الماضي جميع الأطراف المعنية بالاتفاق النووي مع إيران للالتزام ببنوده.
من جهة أخرى وفيما يخص ردود الأفعال الدولية حول الاتفاق النووي الإيراني وتصريحات ترامب الأخيرة أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني يزعزع الوضع في الشرق الأوسط، مؤكدة أنه لا يوجد هناك حتى الآن أي بديل لهذا الاتفاق. وقال مدير قسم أمريكا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية غيورغي بوريسينكو الأربعاء، إن موسكو لا تفهم ما هي مصلحة واشنطن في خروجها من الاتفاق النووي حول إيران، مشيراً إلى أن هذه الخطوة المحتملة ستزعزع الوضع في الشرق الأوسط بشكل أكبر وستؤثر على الاستقرار العالمي.
في حين أكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن تهديدات ترامب الأخيرة بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، هي الحلقة الأحدث في سلسلة من التصريحات المعادية لإيران.
وأضافت في مقال كتبه الأمريكي جو ماكلين، الذي كان عضوا سابقا في الفريق الاستشاري لباراك أوباما، أن الأشد خطورة من بين التصريحات «الترامبية» الأخيرة هي ما ورد في الآونة الأخيرة عن أن إدارة ترامب تعمل على تصنيف مؤسسة الحرس الثوري الإيراني بين المؤسسات الإرهابية.
وأوضح ماكلين أن الاتفاق بالنسبة لترامب يعد أحد إنجازات الرئيس السابق باراك أوباما وهو الشخص الذي يحتقره ترامب بشدة لأن «أوباما سخر منه علنا أمام وسائل الإعلام»، لذلك تدفع النرجسية ترامب إلى محو آثار أوباما كلما سنحت له الفرصة. ويخلص ماكلين إلى القول بان الاتجاه العام السائد حاليا في الكونغرس الامريكي هو عدم المساس بالاتفاق النووي مع إيران،وبالتالي حتى إذا اتخذ ترامب قرارا متسرعا فإنه لن يمر من الكونغرس وبالتالي يصبح بلا قيمة.
ومن جانبها أكدت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، «الأهمية البالغة» للاتفاق النووي مع إيران.
وقال المكتب الإعلامي لرئيسة الوزراء البريطانية، في بيان وزعه بين بعض وسائل الإعلام، إن ماي شددت خلال المكالمة، على التزام بريطانيا وشركائها الأوروبيين الصارم بالحفاظ على الصفقة، مؤكدة أنها تمثل أهمية بالغة بالنسبة للأمن الإقليمي».
في حين اتصل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون هاتفيا مع نظيره الاميركي ركس تيلرسون، مؤكدا دعم لندن من جديد للاتفاق النووي.
وكان جونسون قد اعلن في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بانه اتصل هاتفيا مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف وتحدثا عن الاتفاق النووي واخر المستجدات حوله .
الجدير بالذكر أن المفاوضات النووية جرت في 14 يوليو 2015 بين إيران والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا وتم الاتفاق عليها، وتُعد هذه المفاوضات النووية بمثابة اتفاق عالمي جمع العديد من الأطراف المؤثرة على تلك المفاوضات والمتأثرة بها، وفي نهاية المطاف، فأن مصير هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد عناء طويل، هو الالتزام ببنود هذه المفاوضات وإيجاد أرضية للتعامل البناء بين جميع الأطراف وأي إهمال لهذه المبادئ، يمكن أن يُعيد تلك المفاوضات إلى بدايتها.
مع التأكيد بأن إيران قد اتخذت بالفعل خطوات حازمة من اجل المشاركة البناءة بهدف تحقيق أهداف مشتركة في إطار هذه المفاوضات النووية، إلا أن الولايات المتحدة لم تلتزم بتلك المفاوضات ولم ترفع تلك القيود والعقوبات التي فرضتها في وقت سابق على الاقتصاد والتجارة الإيرانية، بل على العكس من ذلك فلقد فرضت حواجز جديدة حلت محل الحواجز السابقة.