المفترض أن تكون المرجعية هي إرادة الشعب.. هذا نهج قائد الوطن.. الرجل الذي اعتلا عرش حب السوريين.. الإجابة تكمن في معيارية الخير والشر، والأخلاق التي اضطربت باضطراب نظم القيم، والتكالب على جمع المال القادر على شراء النفوس.
بماذا أخطأنا حتى وصلنا إلى ما نحن فيه؟؟.. لو عكسنا السؤال أين أصبنا؟؟.. لقربنا المسافة للرد عن الأسئلة المزدحمة في الأفواه والعقول.. لماذا تنامت الفردية وتلاشت روح الجماعة؟؟. أين حضورنا (بين الأنا والــ نحن). احتمالات بين الحذر والشك.
المستقبل في عيون الشباب علاماته هشة وضبابية، تصل بهم أحياناً لحالة من اليأس والإحباط، الذي يتنامى حولهم، وهم يسعون للتغيير وإعادة التأهيل فيما يمتلكون من قدرة الإبداع والإشعاع، لإطلاقها في معترك حياتهم، بعيداً عن الدوران حول الذات.
كل الأطراف بريئة إن كانت البوصلة سليمة، لكن علينا ألًا نتوارى خلف إصبعنا حتى لا نصحو على كابوس مرعب.. يوقعنا بين غموض الرؤى ووضوح المعايير، سياسية واجتماعية. فبالنورانية والعلم والمحبة، نحصن الوطن من حراس الخيال..
الواقع الأليم الذي تهالك على سوريتنا، أطلق شعلة العطاء لدى الشباب.. فهل يسعى المسؤولون لتعزيز الـ نحن فيهم بدل تنامي الأنا التي تدمر البنية الإنسانية، وترمي بهم في هوس جمع المال، وإدمان الشهرة بدل الإيثار، على حساب معركة الوطن..
ما أوسع بستان الكلام.. حول النهضة والإصلاح، فهلا ندخله من البوابة المهيبة، ما يمنح الشباب عزيمة الحياة.. ويرسم على الوجوه العابسة ابتسامة الأمل بدل ممارسة البلادة..أو الجنون السياسي.. فيستعد لغد آمن بفضل تضحيات الجيش وصمود شعبه..
السؤال الأعمق هل تحبط حالات الفساد المتراكم التي لم تعرف حتى اللحظة محطة للتوقف (رغم ما نحياه من عسر الحياة) عزيمة الشباب وصولاً لحالة يأس في إصلاح ما يقع في مساحة الشكوك على الأقل.. أم ما يوصل لحالة الغثيان من فساد البعض..
تحت وطأة قرارات الجور والظلم التي تصل لهدر الكرامة، عبر تاريخ عبثي للبعض زاخر بالنفاق مازال يتسرب عبر غضار الذاكرة دون حرج أو تردد.. بطريقة القطع المفاجئ.. ما يذيب أحلامهم في سديم النسيان.. وينضب أمواه أرواحهم الحميمة..
أجيال الغد الآتي تنضج اليوم في مختبر الرجال حيث الرجولة قيمة وليست جنساً بشرياً يخص الذكور.فِعْلُهُمْ خطوة تعقبها فاصلة، قد تأخذهم لتحول سلبي إن لم يُحْتَرَمْ أداؤهم العالي والمعمق من القيادات.. فالإشكالية في صلب تحديهم لعسرة الوطن..
وطننا الغارق بالياسمين وعبق الزهر الذي تتسابق إليه الفراشات.. رغم كل الدمار والخراب الذي حلَّ به.. يبحث أبناؤه عن اللقمة النظيفة، والكرامة المصانة غير المخترقة.. رافعي الرأس تثبيتاً لوجوده وإنسانيته.. في مواجهة إرهاب قاتل مدمر.
لا يقبلون الإذعان المثقل بالمواراة والخفية، التي تسترق قيمه العليا.. بين فساد وإهمال وتناسٍ تحت ركام التهميش، شباب يحتاج للعلم ليتمكن من المعرفة التي تقوده إلى العلمانية الحقيقية الطبيعية التي تحقق طموحاته تكريساً لقيم تتمم مكارم الأخلاق..
جيل الغد لا بدّ تكون شهيته مفتوحة لتقبل إعمارالإنسان، على آفاق تواكب العالم الذي يقفز إلى الأمام، ليتمكن من إعمار البلاد. باستعادة الحب الهارب من أيامنا القاسية.. بعيداً عن الغبطة والسعادة المزيفة التي يزينون له بها سلوك الحسد والغدر والخسة.
الوطن بحاجة لمواد قانونية حاكمة.. تعزز مواقف النبل، في مواجهة مواقف الحقد والكراهية.. فالمواقف تَكتب تاريخ أصحابها.. منذ ما قبل السياسة وصولاً لعصر النهضة والإصلاح.. الـ نحن فقط قادرة على تكريس التضامن البشري غير المجزوء.
الأنا تدمِّر معايير درجات القياس الإنساني.. في كل أنماط السلوك، وتحطم تفاعل الترتيب المنطقي لأبجدية الأمل.. ما يفتق رتق غفوة الأنام في قبورنا.. ويعزز الانضواء في موجات الظلام المحمول من خارج الحدود.. المدمر للوئام والمحبة.
الـ نحن تحمي الوطن من فاسدين أدمنوا الامتهان؛ وسرقة الأرزاق؛ والنوم على طنافس وفراش وثير.. يحمل لهم الراحة آناء الليل، بعيداً عن حكايات موتنا غير العذب أطراف النهار.. وتضع الجميع في حدود الاحتمالات بين الدمار والإعمار.
أرضنا التي عانت قبح الإرهاب.. والمواقف المتضاربة والمتناقضة ممن حملوا زيفاً شعار المعارضة، ينفثون سم مشغليهم في خرائط تشظي بضيقها جغرافية الوطن.. يغذون الأنا في ضعاف النفوس عبر ميزان مائل ينتج وعياً منخوراً..
المال سيد حياة تُسْقِطُ الأخلاق وصولاً لنهايات فاجعة.. وإن توارت خلف زمن من العطش.. يحتسي أصحابه نخب الهروب من إجابة سؤال نحييه، من أين لك هذا؟؟..