تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عيدان ثقاب واشنطن

حدث وتعليق
الجمعة 28-6-2019
لميس عودة

هو الغلو بالعنجهية وتورم الهيمنة بالذهنية الأميركية، ما نلمس ازدياده برفع حدة المجون الاستعراضي الذي تمارسه الإدارة الأميركية الحالية،

وهي تنزع عنها كل قشور الإنسانية وحقوق الشعوب التي لطالما تاجرت إداراتها السابقة تحت شعاراتها تجارتها القذرة، لكنها في إدارة ترامب تظهر أكثر قبحاً وأشد فجوراً لتبدي على العلن سوءات إجرامها التي حاولت سابقاتها سترها وإخفاءها بحراكٍ أفعواني من تحت بساط الدبلوماسية.‏

ففي المشهد الأميركي الصارخ بفجوره، يرمي ترامب عيدان ثقابه في المنطقة من سورية إلى فلسطين واليمن وإيران، وفي كل بقعة ترفع فيها راية لمناهضة مشاريعه الاستعمارية، ومقاومة تمدد الورم التوسعي الصهيوني وينتظر اشتعال الحرائق على كل المساحة المستهدفة بالعداء الأميركي، وبكل ما يحكم أفعاله من جنون وطيش أحمق، يجلس على ناصية المشهد متلذذًاً بما اقترفت يداه من آثام وبلطجة عدوانية على خريطة المقاومة ويرمق إسرائيل بنظرة استدرار الرضا إنه كرمى لك سكبت كل زيوت الإرهاب وافتعلت الحروب وأقمت ولائم التطبيع في منامة كرامات وضمائر المؤتمرين وصفق المطبعون بكل امتهان وإذلال للقتلة المجرمين.‏

لا شيء يشبع جوع ترامب للمال، ولا شيء يضاهي شبقه لشفط ما في خزائن مشيخات النفط، إلا وده لمعشوقته الصهيونية التي لأجلها يمارس طقوس عربدته على الملأ، ويفرد مساحات إعلامية لتصريحاته الوقحة يشطب من خلالها حقوقا وينسف قوانين دولية ليشرعن احتلال غاصب للأراضي والمقدرات العربية، ولأجل ذلك يخرج كل ثعابين الإرهاب من جحورها على نغمة الانتقام، ويتمادى في كيل التهم الباطلة، وفرض حصار جائر على كل من لا ينساق وراء الرغبة الأميركية بالخراب ويرفض باستبسال بلطجتها.‏

من أخبر أحمق البيت الأبيض أن مشروعية حقوق الشعوب في أوطانها تتطلب اعترافاً أميركياً، ومن أدخل في رأس ذلك المتخم بغطرسة القوة أنه بجرة قلم يمحو تاريخ نضال الشعوب لاسترداد المحتل من أراضيها، ومن أوهمه أن بإمكانه فصل عرى ترابط جغرافية الدول، ومن هيأ له أن مقاومة الاحتلال تتطلب ترخيصاً وإذناً من واشنطن؟!.‏

مخطئ ذلك الأرعن الخارج من تحت العباءة الصهيونية قافزاً على خشبة التطبيع بالبحرين، وإن صفق له كل المنبطحين في المنامة وغيرها، فلا صكوك وهب الجولان للعدو الصهيوني شرعية، وإن ختمها بلعاب تسول رضا إسرائيل، ولا صفقة العار لتصفية القضية ستمر، ما دام بالمنطقة محور مقاوم قابض على جمرات الثوابت والحقوق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية