تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عبد الحميد عبد ربه..حُكـم بالإعـدام ولـــم ينفـــذ

مئوية الشهداء
الثلاثاء 3-5-2016
مات عبد الحميد عبد ربه في أوائل الخمسينيات إثر مرض خبيث أصاب حنجرته, كل من عرفه قال إن صوته المرتفع كان سبب مرضه, ولم يستطع الأطباء الشباب الذين عالجوه أن يقدموا حجة أخرى فبقي ذلك القول سارياً حتى اليوم!!

‏‏‏

ولم تزل أرملته, كسابق عهدها, تحب الأولاد والمطبخ.. وتلاحق نشرات الاخبار في جميع المحطات التي يستطيع مذياعها أن يلتقطها.. إلا أنها تتنهد بحسرة إذ تقول:‏‏‏

لم يعرف أولادي أباهم أيام عزه!‏‏‏

كان في شبابه ضابطاً في الجيش, درس أركان الحرب في اسطنبول, واشتغل بالسياسة كل عمره..وتعود لتتأوه وتقول: السياسة خربت بيتنا!‏‏‏

روت لي أشياء كثيرة عن نشاط زوجها السياسي أثناء فترة الانتداب الفرنسي...‏‏‏

تحدثت عن الاجتماعات التي كانت تعقد في (الفرنكة) (الغرفة) الكبيرة فوق.‏‏‏

حدثتني عن عريضة كتبها ورفاقه تعبر عن سخط الشعب في سورية على الحكم الفرنسي وقالت إن تلك العريضة أرسلت إلى جنيف, وأرسل زوجها إلى سجن القلعة حيث تمكنت بعد جهود طويلة من الحصول على إذن بإرسال الطعام إليه على(الحمارة البيضاء).. وكانت الحمارة البيضاء دلالة عز!!‏‏‏

ذكرت في حديثها شكري القوتلي, وعبد الوهاب الإنكليزي, والملك فيصل الأول.. ولكن أطرف حادثة روتها جرت أيام الحكم العثماني. كان عبد الحميد عبد ربه بين مجموعة السياسيين الذين حوكموا في عالية لمناوأتهم الحكم التركي محاولة إحياء الكيان العربي, وحكم على الجميع بالإعدام.‏‏‏

وعندما احضروا إلى ساحة الشنق, كان جمال باشا السفاح يشرف على تنفيذ الأحكام بنفسه, ونودي على عبد الحميد عبد ربه, كان مكتف اليدين, مهيئاً للشنق وربما كان شعوره وقتها موزعاً بين رهبة الموت وفخر الشهادة.‏‏‏

تقول كتب التاريخ أن عدد الذين حكموا بالإعدام يوم 6 أيار كان أربعين وأن الشريف حسين تدخل عندما بدأت الاعدامات في دمشق وبيروت, مهدداً بشنق الأتراك المحتجزين لديه إذا واصل جمال باشا تنفيذ إعداماته...فتوقفت بإعدام 7 شهداء في دمشق و7 في بيروت.. وصدر عفو عام عن البقية.‏‏‏

وتقول الروايات التي يتناقلها الكبار عن تلك الفترة أن جمال باشا وعبد الحميد عبد ربه كانا زميلين يجلسان على نفس مقعد الدراسة..وأن السفاح تذرع بذلك المقعد ليتهرب من تهديد الشريف حسين وادعى زمالة الدراسة التي لم يكتشفها إلا بعد صدور العفو, فشتم عبد الحميد عبد ربه وأطلق سراحه.‏‏‏

وأضافت أرملته:‏‏‏

كان لبيتنا بوابة كبيرة تنفتح على حدائق واسعة تفصل بين بيوت العموم, وسمعنا زمور العربة (لم يكن هناك سيارات في ذلك الوقت) فركضت الصبايا, وكل أهل البيت لاستقباله... وتعالت الزغاريد, فوقف عبد الحميد أمام البوابة يرفض الدخول, وقال: «تزغردن وفي بيت عبد الوهاب الإنكليزي الولاويل!».‏‏‏

وكان عبد الوهاب الإنكليزي يسكن في الحارة المجاورة.‏‏‏

لم يشنق عبد الحميد عبد ربه مع من شنق يوم 6أيار, ولم تذكر كتب التاريخ اسمه بين الأبطال.‏‏‏

ولكن شتيمة جمال باشا بقيت متوارثة في عائلة عبد ربه بالرغم من أنها تحدث حبل المشنقة.. وبالرغم من معرفة الجميع أن تلك العبارة التركية لم تكن إهانة إذ توجه إلى سياسي سوري..‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية