تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في عرض (إنت عمري) نحو مزيد من الثرثرة (الحركية)!!

ثقافة
الخميس 4-6-2009م
لميس علي

عادي جداً وطبيعي.. أن يرافق ظهور فنون جديدة مصطلحات نقدية تواكب تلك الفورات المدركة والمفهومة أحياناً، وغير الواضحة وحتى المبررة أحياناً أخر.

منها على سبيل المثال مايستخدم في مجال التشكيل كأن يقولون (ثرثرة بصرية).. ولما صارت الثرثرة بإمكانات وأبعاد بصرية، ما المانع إذاً من سحب المصطلح على الحركة، أفلا يمكن للحركة أن تكون فائضة عن الحاجة.. سقط متاع.. فضلة.. أو ليست الحركة هي التعبير الأبسط والترجمة الحية والمباشرة للغة الجسد.. ماذا لو كان ذاك الجسد ثرثاراً (حركياً)؟.‏

ثرثرة حركية. . أو لغو حركي.. والأخطر أن يكمن وراءه لغو على صعيد (الفكرة).. هو مايقتحم ذهنك تماماً لدى حضورك للعرض المسرحي الراقص إنت عمري) أدته فرقة محور لفنون الأداء على مسرح القاعة متعددة الاستعمالات- دار الأوبرا، من تأليف وإخراج خالد عبد الرحيم.‏

يتخذ العرض من رائعة أم كلثوم (إنت عمري) خلفية موسيقية، وعلى أساسها تنهض الفكرة الرئيسية- وحقيقة لولا الأغنية، التي كانت حاملاً حقيقياًللعمل لتاه الجمهور وما تمكن من تلقي أي فكرة أراد العرض إيصالها.‏

للوهلة الأولى..‏

تتخيل عند سماعك بعمل مسرحي راقص يوظف أغنية أم كلثوم تلك.. تتخيل مايمكن تسميته (تطعيم الفنون).. صهرها ومزجها معاً خلقاً لماهو أكثر جدة وإيحاءً وجمالاً- كما يفترض..‏

العرض يجمع بين ماهو أكثر كلاسيكية في الغناء العربي مع ماهو أكثر حداثة من فنون الأداء.. فهل استطاع تحقيق شيء من التوازي بين طرفي المعادلة التي أقحم نفسه على حلها، أم ناء تحت وطأة ثقل الحمل الذي تورط به عن سابق معرفة أو عن سابق معلن الجهل..‏

من الواضح أنه ( يتعكّز) على المخزون العاطفي والجمالي الذي خلفته الأغنية لدى المتلقين.. هو يستثمر سلفاًجماهيرية الأغنية..‏

ومع هذا لم يشتغل على هذا الاستثمار بشكل متقن وناضج فنياً.‏

فبينما تتكىء الأغنية على موضوعة مدركة هي (الحب) وفقط، يأتي مضمون العرض بموضوعة- سنطلق عليه اسم موضوعة تجاوزاً- مشتتة ذات أجزاء مخلخلة، وحتى غير منسجمة.‏

من كلمة المخرج، التي ذكرت في بداية العرض، ومن بعض التلميحات.. تتبدى لناموضوعة ارتباط الإنسان بأرضه ووطنه.. ولن نركن إلى هذه طبعاً فهناك المشاهد الراقصة (الثنائية أو الثلاثية) الموحية بقصص الحب.. ثم مشاهد تمثيلية بحتة تحدثت عن علاقة الأم بأبنائها إلى ماهنالك من إضافات تومىء بأمور من مثل: مرض المرء.. سفره.. تعبه.. ولسنا ندري لمَ خُتم العمل بالموت؟..‏

فأي رابط استشفه مخرج العمل مابين الحالة العشقية في (أنت عمري) والموت، وكأنما قُسِرت النهاية لتكون على هذه الهيئة التشاؤمية..‏

لعله أراد المزاوجة بين حالة الحب التي تفيض بها الأغنية، وحالة العشق التي تجمع الإنسان بأرضه.. هو احتمال وارد.. ربما..‏

التشتت على صعيد الفكرة.. وازاه ورافقه تشتت على الصعيد البصري..‏

نوع من التمويه أو الخداع البصري- الحركي حاول فريق العمل ممارسته على المتلقي. إذ قُسِمت الخشبة إلى ثلاثة مستويات في بعض الأوقات..‏

بمعنى: هناك بذات اللحظة مشهد يتم أداؤه في أقصى عمق الخشبة، وفي منتصفها مشهد آخر، وعلى أقصى أحد جوانبها مشهد ثالث، إضافة إلى خلفية شاشة العرض، وهوما ساهم بدوره بإضعاف توضيح أحد الموضوعات (الأفكار) التي حاول العمل التطرق إليها..‏

الأمر (النهفة) أنه ذُكر في البداية أن الفنان نضال سيجري قد أخرج الإخراج.. وبالفعل العرض برمته يحتاج إلى إعادة إخراج، وقبلها إلى إعادة بلورة للفكرة الأساس..‏

ألا توافقون أن أي عمل مبدع يحتاج قبلاً إلى فكرة محكمة مسبوكة بمهارة وحرفية عالية. ومن ثم يتم التفكير بأدوات إخراجها وطرائقه.‏

فضل العمل الأبرز أنه أظهر طاقات شابة موهوبة تحتاج رعاية فعلية، وليس تهويمات حركية، مثل الخريجة الحديثة العهد من قسم الرقص التعبيري في معهد الفنون المسرحية (نارينيه كجه جيان) التي تملك إضافة إلى إمكاناتها في الرقص، وجهاً بطاقات تعبيرية مميزة تلفت الانتباه إليه.‏

تعليقات الزوار

maroan |  maroan@yahoo.com | 10/06/2009 11:36

من الواضح أن هناك سطحية في تلقي العرض من قبل الصحفية ربما يجدر بمن ينقد عملا أن يكون داريا في هذا النوع من الفنون ويمكن للهوة في النقد أن يكتفو بقول هذا العرض لم يعجبني وهذا حق مصان مع خالص المحبة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية