والتي طالبت خلالها بحق استرجاع كل دولة لتراثها المسروق خلال الحقبات الاستعمارية، لا تزال تلك النداءات مجرد حبر على ورق.
ولقد تصاعدت في الآونة الأخيرة ردات الفعل حيال سرقة تراث الشعوب ، بعد اكتشاف سرقة آلاف القطع الأثرية من متاحف عربية ومن مواقع الحفريات خلال الغزو الأجنبي والحروب الأهلية ، كما تتزايد يوماً بعد آخر في أكبر صالات المزادات العالمية مظاهر الترويج لكل ما هو نادر ومسروق من قطع أثرية ولوحات فسيفسائية ومخطوطات ورسومات ومنمنمات نادرة.
ويقول العديد من النقاد العالميين ، إن الاهتمام بالمخطوطات والمنمنمات العربية، ازداد في العقود الأخيرة ، بعد أن صدرت مجموعة واسعة من الكتب بالانكليزية والفرنسية والتي تتطرق من جديد إلى جماليات الفنون العربية، ويمكن أيضاً ربط هذه الظاهرة بارتفاع أسعار اللوحات في البورصة الفنية ووصولها إلى أرقام خيالية.
وبعودة تاريخية إلى كتاب برو كلمان (تاريخ الأدب العربي) نستطيع أن نتعرف على آلاف المخطوطات العربية المتواجدة في متاحف العالم، ويزداد شعورنا بحجم الكارثة حين نعلم أن فهارس المخطوطات العربية في مكتبة برلين وحدها كانت تملأ عشرة مجلدات ضخمة ويبلغ رصيد بعض المتاحف الأوروبية والشرق أقصوية من التراث العربي مئات الألوف من المخطوطات العربية، من ضمنها نسخ فريدة تروي بطريقة الرسم البانورامي (المنمنمات ) حكايات كتاب الأغاني ، حيث الانتقال من جلسة طرب إلى أخرى دون توقف أو انقطاع.
نتساءل اليوم عن مدى الجهد المبذول لإعادة الآثار والمخطوطات العربية المسروقة إلى المتاحف الوطنية، وهل ثمة خطوات جديدة اتخذت في 18أيار الفائت بمناسبة الاحتفال بيوم المتحف العالمي.