أساس المشكلة
بدأت المشكلة مع اصدار المؤسسة للقرار رقم 356 تاريخ 22/3/2009 المتضمن الموافقة على ادراج قياسات جديدة لاطارات مقدمة من شركة نبال القاري لبيع اطارات بريدجستون وتويو بأسعار ونقشات جديدة.وبنفس اليوم الذي صدر فيه القرار تم اتخاذ قرار لالغائه لاكتشاف الادارة ان هناك خللا في الاسعار مع العلم وحسبما توصلت اليه «الثورة» ان اعتماد الاسعار المقدمة لا يتم الا بناء على تقرير لجان سبر الاسعار التي من المفترض ان تكون قد قامت بواجبها للتأكد من صحة ودقة الأسعار المقدمة وبغية الاستمرار في الحصول على الاسعار المناسبة للوكلاء قام بنفس الوقت وكيل اطارات هانكوك بتقديم اسعار جديدة تمهيدا لتوقيع عقد مع المؤسسة للبيع بالأمانة وهنا تبين ان الصراع الخفي الحاصل بين وكلاء الاطارات المعتمدين لدى المؤسسة هو الذي فجر الموقف وبدأ كل منهم يحفر للاخر محاولا اكتشاف خفاياه وتلاعباته في تقديم الاسعار والاصناف الجديدة واللجان في المؤسسة -كما علمنا- تقوم بدورها على الورق وتحديدا لجان سبر الاسعار التي تحظى بثقة ادارة المؤسسة وايضا مديرية المبيعات فيها ..!؟ الذين لم يكتشفوا الخلل إلا بعد ان اختلف الوكلاء المعتمدون فيما بينهم وهنا بدأت الحقائق تتكشف.
آلية عمل غير واضحة
الخلل المشار اليه جعل ادارة المؤسسة تتنبه فعلا الى ان الاسعار التي تقدم لها ليست دقيقة لاسيما ان اعتمادها يتم بعد موافقة اللجان المختصة لسبر الاسعار مع العلم ان عمليات السبر للاسعار المقدمة من الوكلاء المعتمدين وحسب كتب مديرية التخزين والمبيعات التي تقول انه بناء على الفاكس رقم /233/ مثلا تاريخ 5/3/2009 الموجه الى كل من فرع /حمص - حلب اللاذقية-الحسكة /لاجراء سبر للقياسات جاءت النتيجة وبعد عملية السبر ان الاسعار المقدمة من قبل الشركة المعنية هي اخفض من الاسعار الموجودة في السوق المحلية المعنية.
وتطلب المديرية اقتراح النظر بطلب اضافة القياسات الجديدة المقدمة وبنفس الشروط للعقد الاساسي المبرم ووفقا للاسعار المقدمة طبعا للجدول المرفق المتضمن القياس والنقشة والسعر ...!!
امام ذلك قامت الادارة وبعد ان بدأت تتفاوت الاسعار التي راح الوكلاء يقدمون عروضهم فيها قامت بتشكيل لجنة بموجب قرارها رقم /446/ تاريخ 13/4/2009 مهمتها دراسة العروض المقدمة من وكلاء الاطارات لكل من الماركات التالية:
/بريدجستون-تويو-دنلوب-هانكوك/ من حيث الاسعار ومقارنة ذلك مع الاسعار العالمية والمحلية وبما يتماشى مع الترتيب العالمي للماركات والقياسات والنقشة والمنشأ وبما يحقق المصلحة العامة على ان تنهي اللجنة عملها خلال اسبوع .
مفارقات واضحة
من خلال مفارقة بسيطة بين الاسعار المقدمة للمؤسسة من قبل وكلاء الاطارات المعتمدين والاسعار في السوق المحلية تبين لنا :ان سعر الاطار قياس 1200R2418 في السوق المحلية من نوع هانكوك 18000 ليرة في حين السعر المقدم للمؤسسة لنفس الاطار هو 22000 ليرة وان سعر الاطار نفسه من نوع بريدجستون هو 22750 ليرة كما ان سعر الاطار قياس / 60R15/215/ نوع هانكوك في السوق المحلية 3000 ليرة في حين ان السعر المقدم الى المؤسسة 3500 ليرة وان سعر نفس الاطار بريدجستون هو 4500 ليرة.
وان سعر الاطار قياس /2018/1200/DMO3/ في السوق المحلية هو 17500 ليرة في حين ان السعر المقدم للمؤسسة هو 25000 ليرة و ان سعر البريدجستون 21000 ليرة ولن ندخل في تفاصيل اكثر مع الاشارة الى ان اسعار السوق المحلية يعطي عليهاالوكيل حسم 10٪ حسب الكميات المستجرة .
بدأت التخفيضات
امام ذلك اوضحت مصادر «للثورة» ان اللجنة قامت بالاجتماع مع الوكلاء وطلبت اجراء تخفيضات حقيقية على الاسعار المقدمة بما يتناسب مع الازمة الاقتصادية والركود العالمي وانخفاض اسعار معظم السلع في العالم و منها الاطارات وبعد تداول مع الوكلاء تم الحصول على نسبة تخفيض تراوحت بين 1٪ -2٪ وفي محاولة ثانية ايضا مع باقي الوكلاء تم التوصل الى تخفيض بنسبة تتراوح بين 1٪ الى 5٪ لمختلف القياسات وشملت الياباني و الكوري وايضا الصيني باستثناء هانكوك الذي قدم تخفيضا على بعض القياسات فقط.
اعتراف غير معلن
وحسب المعلومات التي حصلت عليها الثورة فإن نتيجة سبر اسعار السوق والاطاع على قوائم الاسعار لدى المؤسسة تبين :
ان سعر اطار الهانكوك الكوري قياس 14/65/ 185 اعلى من سعر الدنلوب الياباني ويقترب من سعر التويو و اتضح ايضا ان اسعار شركة الحبش للاطارات مرفعة جدا خاصة اذا علمنا ان سعر الاطار : 20.5/25/ 24 هو 90 الف ليرة بموجب الكتاب 13/1/2008 وبتاريخ 13/11/2008 اصبح سعر نفس الاطار 125 الف ليرة سورية ونتيجة للمقارنة التي اظهرت ان اطار الشاحنة الكوري نوع هانكوك قياس: 18/24/1200/ هو اعلى من اسعار جميع الماركات اليابانية ولا حاجة لسرد كل التفاصيل مع العلم ان جميع الاسعار المقدمة الى المؤسسة اظهرت عدم تماشيها مع الترتيب الفني العالمي ما ادى الى استياء جميع الشركات وفي مقدمتها اليابانية في وقت يعترف فيه الجميع بخبرة المؤسسة الطويلة في مجال بيع الاطارات ورغم ذلك تم تمرير قرارات عبر لجان سبر الاسعار في السوق المحلية حيث تناست تلك اللجان ان المؤسسة نفسهاهي اكبر سوق لبيع الاطارات في سورية ونسيت ان تدقق الاسعار والقياسات بما يتوفر لديها من بيانات..!؟ في وقت تم ادخال فيه قياسات الى المؤسسة بأسعار جديدة وهي موجودة اساسا .
رأي المؤسسة
الدكتور مروان الفواز مدير عام المؤسسة اجاب على هذا الخلل بالقول : في الواقع لدينا بعض القياسات الصناعية الصينية من الاطارات وهي اعلى من سعر الاطار الياباني والسبب يعود الى المواصفات الفنية التي يتمتع بها الاطار والذي يحدد السعر ليس قياس الاطار وانما النقشة وعدد الطوق وطريقة الاستخدام والتسليح وعدد الاطواق والاسلاك وطريقة توضعها داخل الاطار وعمق النقشة وهذا كله ينعكس على وزن الاطار ويؤثر على السعر ولدينا ايضا الاطارات السياحية الكورية ارخص من اليابانية وبنسب متفاوتة تصل احيانا الى 25٪ والمؤسسة قامت مؤخرا بوقف اجراء البيع لماركتي اطار البريدجستون والتويو وي كاجراء مؤقت واحترازي بهدف التدقيق في بعض القياسات على اساس النقشة والسعر المرتفع وان وقف البيع لا يعني فسخ العقد كما ان اللجنة التي شكلت تدرس حاليا جميع عقود البيع بالامانة المبرمة مع المؤسسة طبقا لتعميم مجلس الوزراء 2916/15 تاريخ 29/9/2009 لتتناسب مع الانخفاض العالمي في الاسعار ولتتماشى مع تقييمها الفني العالمي، واشار الدكتور الفواز الى ان الاسعار بالنسبة للاطارات محررة وان البيع بالامانة ليس ملزما لجهات القطاع العام كما ان المؤسسة بموجب ذلك لاتشتري الاطار وان للتاجر هنا حرية ان يعرض السعر الذي يريد وللزبون ان يختار الاطار الذي يناسبه وفقا للوائح الأسعار المعممة على الفروع .
اجتماع صامت
ولمتابعة الموضوع دعت ادارة المؤسسة جميع الوكلاء المعتمدين لديها الى اجتماع مساء الاثنين الماضي وتعمدنا حضوره مع الدكتور مروان الفواز مدير عام المؤسسة وكنا نتوقع ان يحصل مواجهة عنيفة بين مختلف الاطراف لكن المفاجأة كانت لنا كما للادارة ان احدا لم يلفظ ببنت شفة ولم يستمر الاجتماع لاكثر من 5 دقائق في حين اكد الدكتور الفواز على الحضور جميعا ان يتقدموا بأسعارهم الجديدة والمدروسة لمختلف اصناف الاطارات على اختلاف مناشئها لغاية اليوم الخميس ومن ثم تقوم المؤسسة بدراستها واتخاذ ما يلزم من اجراءات .