تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطلاق بعيون الأطفال أشباح وأصوات غريبة

مجتمع
الأربعاء 23/1/2008
ثورة زينية

يبقى الطلاق تجربة مؤلمة ليس من السهل محو بصمتها وتجاوزها بسهولة, وإذا كان للزوجين أسبابهما الخاصة والموجبة

للجوء إليها فإن الأطفال يفرض عليهم الخضوع للأمر وتجرع مرارته دون أن يكون لهم فيه لا ناقة ولا جمل. ومن الطبيعي أن تختلف التأثيرات وردود الفعل من طفل إلى آخر ومن حالة إلى أخرى, ففي حين يتأقلم بعض الأطفال مع مرور الزمن مع المتغيرات الجديدة, يعاني آخرون طويلاً من مشاكل واضطرابات.. ومما لا شك فيه أن الأطفال يدهشوننا بقدرتهم على الإحساس بمشكلة انفصال الوالدين وهم في سن جد صغيرة ويدهشوننا أكثر بالطرق الغريبة التي يعبرون بها عن هذا الإحساس وبردود أفعالهم تجاهه. إحدى الأمهات أدهشها طفلها الذي لم يكن يتعدى الثلاث سنوات عندما انفصلت عن أبيه, إذ أخذ يشتكي من أنه يرى أشباحاً ويسمع أصواتاً غريبة, إلا أن أكثر ما آلم الأم وأثر فيها هو تساؤله البريء (لماذا بابا ليس هنا ليطردهم?), دون أن يترافق ذلك مع أية إشارة صريحة إلى موضوع الانفصال بحد ذاته, ما أربك الأم وجعلها عاجزة عن التصرف حيال شكوى مبطنة وغير مباشرة بخصوص طلاقها من الأب.‏

وحسب خبراء التربية والسلوك فإن الطفل الذي عاش تجربة طلاق الوالدين عندما يشتكي من شيء غير واقعي وفي شكل متكرر فإنه يعبر بطريقة لا واعية عن أزمته الخاصة الناتجة عن الانفصال ومغادرة أحد الوالدين للبيت, وحتى عندما يحصل الانفصال والطفل في سن مبكرة لا يستطيع فيها الاحتفاظ بذاكرة حول الأحداث التي رافقت الطلاق أو ردود فعل أحد الوالدين تجاهه, فإن ذاكرته تحتفظ بالمشاعر التي تركتها هذه التجربة في نفسه, وهي غالباً مشاعر أليمة, نتيجة إحساسه بخلافات والديه وعندما يسأل الأطفال عن أكثر ما يزعجهم بخصوص طلاق والديهم فإن الجواب غالباً ما يكون أنه ابتعادهم القسري عن الطرف الذي لم يعد يقيم في المنزل العائلي, وهذا طبيعي فكل الأطفال يحبون أن يكونوا في كنف والديهم معاً, فللأم حضورها المهم جداً كما للأب حضوره الذي لا يقل أهمية في حياته.‏

ولعل ما يعزي الأزواج والزوجات الذين اضطروا إلى اللجوء إلى الطلاق لإنهاء عشرة لم تعد محتملة وإن الخبراء يجمعون على أن الخلافات الزوجية والأجواء المشحونة وتبادل الشتائم والاتهامات في النهاية هي أشد تأثيراً وتدميراً لنفسية الأطفال من تجربة الطلاق بحد ذاته, وأن طفلاً ينشأ في كنف أحد والديه فقط ولكن في جو من السلام والهدوء يكبر أكثر ارتياحاً بكثير منه حين يفرض عليه العيش في جو من الكراهية الزوجية التي تحول واحة البيت المفترضة إلى ساحة للمعركة.‏

تعليقات الزوار

soso |  znkeh1983@yahoo.com | 23/01/2008 10:44

من الاكيد ان المشاكل التي سيعانيها الاطفال من الطلاق اقل بكتير من ان يعيش بين ابوين لا صلة لهم بالحياة الزوجية ولا العائلة سوى المنزل الذي يجعهم ومجموعة من العادات والتقاليد التي تفرض على الطرفين الاقامة الجبرية فينج عن هذا الزواج الفاشل ابناء في داخلهم الف عقدة نفسية ومشاكل ومشاكل مكبوتة لا يعرف كيف يتخلص منها ضمن المجتمع الحالي الذي نعيشه الغة السائدة فيه القوي ياكل الضعيف واقولها بكل جراة انا من الفتيات التي تعاني في داخلها مشاكل لا اعرف ماحلها مشاكل نفسية وعاطفية وعائلية ومادية كبرى واشعر اني اعيش في هذه فقط لان جسدي في دورته الحياتية فيه قلب ةرئتين وعينين واذنين وقدمين ويدين وجسد سليم والحمد لله ولكن بقيت روحي ميتة كجثة بالية تلجا الى الله احيانا وتدعو وتستجير به واحيانا كثيرة اترك نفسي لمرور الوقت هكذا بلا جدوى فقط لضياع الوقت واخيرا اعتذر لكثرة الكلام وشكرا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية