تصميم على الصمود, وتمرد على الواقع, ورغبة في صنع مستقبل مشترك, كلها عناوين لأفكار شباب قررت حماستهم تحدي الواقع الراهن وتحويل أشباه أحلامهم إلى حقيقة بجانب من اتحدت أحلامهم سوية, موضوع قديم تتجدد فصوله مع كل جديد يتطور بتطور أفكارهم ومدى الاصطدام بالواقع الراهن لهم.
(كريم وهالة) خاتم الخطوبة في يديهما قطع سنته الثانية, مع تصميم من كليهما على الاستمرار رغم ظروفهما المادية البسيطة ووجود العديد من العوائق الصعبة التي أنهكتهم وصولا للتخرج وبداية البحث عن مكان لوجودهما في سماء الحياة العاصفة (كما يقولان) مؤكدين أن التصميم على تحقيق غايتهما والصدق المطلق بينهما هو الأساس الحقيقي لنجاحهما.
(سهير) في الثانية صحافة,ترى أن العلاقة العاطفية أثناء الحياة الجامعية أمر بات غير مقبول والسبب يعود برأيها للشاب نفسه وذلك لعدم قدرته على وضع بنيان متين لهذه العلاقة وتحديدا من الناحية المادية فالمشوار أمامه طويل بعد التخرج, من تأمين لدخل مادي مستمر ومنزل ومتطلبات أخرى ينطلق منها نحو حياته العملية.
بينما (نهاد ونادر) تراهما مصممين على موقفهما في تحد لجميع الظروف التي تعترضهما بعد التخرج في سبيل (الحب) الذي يسكنهما فما دامت القناعة والوعي متوفرين من كلا الجانبين فالعوائق مهما كان حجمها فلن تؤثر على مسيرتهما.
مطبات وعثرات قاتلة
هذه الفكرة بالنسبة (لدارين) في سنة التخرج من كلية التاريخ, كانت السبب الرئيسي لتراجعها دراسيا لأكثر من سنتين بعد ارتباطها عاطفيا بزميلها الذي ذوقها من العشق مرارة (كما تقول) وحول حياتها إلى جحيم حقيقي.
فبعد سلسلة من الأكاذيب من قبله,قررت وضع حد لعلاقتهما فما كان منه سوى العمل على مضايقتها في كل لحظة والعمل على تشويه سمعتها عبر اختلاق قصص (أثناء علاقتهما) تعتبر مؤذية بحق كرامتها مستغلا معرفة أغلبية زملائهما بعلاقتهما الغرامية.
في حين أن مشاعر (نيرمين) دونما التفكير العقلاني لتصرفاتها, حول حياتها إلى مأساة حقيقية حب جارف لأحد زملائها, رأت عبر رقة كلماته فارس أحلامها وعشقها الأبدي, كلمات دفعتها لتخسر أعز ما تملك في سبيل إرضائه والحفاظ على حبه الذي بادلها إياه بالمقابل بعدم قدرته على الاستمرار معها لاكتشافه أنها ليست فتاة أحلامه.
حب على الطراز الغربي
فمثلا (ياسر) في السنة الرابعة طب يؤكد ودونما خجل على علاقته بإحدى زميلاته الجامعيات التي ما زالت في السنة الثانية علم نفس: العيش سويا في منزل واحد في اقتسام للمصروفات والنفقات مع التصرف كأي زوجين فيما بينهما وأمام الجيران.
أسلوب غير مرغوب به في مجتمعنا العربي لكنه يمارس في السر والقليل من الحالات التي تعلن عنه والذي يشجع على توسع نطاق ممارسيه عدم الدراية بأخطاره مستقبلا وتوفر الوسائل الكافية للفتاة لإصلاح ما يحدث عبر وسائل طبية, المال أهم ما لديها.
بين الحلم والواقع
بين رافض للفكرة ومشجع لها كانت الآراء حول الارتباط الأبدي انطلاقا من ساحات العشق الجامعي لكن القرار هنا يبقى خاضعا للعديد من العوامل أولها مدى وعي الطرفين لهكذا قرار مع قدرة على تحمل مسؤولياته وصلابة معدنهم في مواجهة الظروف التي ستواجههم, أهمها الواقع المادي والذي يعتبر من أهم الأسس لنجاح أي علاقة زوجية.
فالحياة الجامعية شيء والواقع المادي والاجتماعي شيء آخر مختلف تماما عن حدائق الرومانسية التي تنمو محبتهم بداخلها والنجاح هنا لمن أدرك هذه الفكرة تماما ورتب سير حياتية على أساسها.