إذا ما غدر الزمن بها هذا ما تقوله (مرح مخلوف 20 سنة) وتشاركنا الرأي والدتها التي تتفق معها مضيفة إنه يجب على الفتاة أن تنهي تعليمها ثم تفكر بموضوع الزواج لأن العلم والوظيفة هما سلاحان لها.
لا دراسة مع الارتباط
علا (24 سنة موظفة) تؤكد أن الدراسة لا تعوض ويفترض بها عدم القبول بعرض الخطوبة أو الزواج لأنها لن تستطيع أن تكمل تعليمها مع الارتباط بحيث يصعب التركيز على الاثنتين معاً.. ولكن ما نشاهده في هذه الأيام هو التركيز على الزواج أكثر من التعليم لأن الأهل يقولون (بالنهاية الفتاة للزواج وللبيت) وذلك لأنهم مجبرون بسبب ظروف الحياة أو الفقر.. إلخ.
موافقة بشروط
هل من الأهمية أن تكمل الفتاة تعليمها بنظرها ولماذا?
تقول تاج وهي موظفة وطالبة: بصراحة إذا جاءني عريس وكان مناسباً فإنني أوافق على الارتباط به ولكن دون التخلي عن متابعة عملي ودراستي فالأم يجب أن تكون متعلمة لكي تعلم أبناءها بحيث لا يصبحون فاشلين فالأبناء يقتدون بآبائهم وأمهاتهم والمرأة تملك طاقات هائلة وهي قادرة على التوفيق بين دراستها وعملها وبيتها وهناك أمثلة كثيرة على ذلك.. وتضيف: هذا ليس صعباً ولا سهلاً وللوصول إلى الهدف يحتاج إلى الجد والجدية والمتابعة.
هذا كان رأي بعض شاباتنا حول متابعة التعليم أو الزواج والارتباط.
وحسب التقرير السنوي لاتحاد شبيبة الثورة حول واقع الشباب لعام 2006 وبالنسبة لزواج الفتاة فقد تبين أن 42.6% أيد زواجها بعد الانتهاء من الدراسة دون النظر إلى العمل وكان هذا التأييد أكثر انتشاراً بين الإناث عن مستواه بين الذكور.
أما رأي علم الاجتماع فكان موافقاً تقريباً لها, الدكتور توفيق داوود أستاذ علم الاجتماع الاقتصادي بجامعة دمشق يقول حول هذا الموضوع:
الحديث عن العلاقة بين ظاهرتين: الأولى اجتماعية إنسانية بيولوجية وهي الزواج والثانية إنسانية معرفية وهي العلم بالتأكيد تحتاج إلى وقفة ربما هي مطولة ولكن سنسعى لاختصارها من أجل أن نؤكد على مسألتين اثنتين, إن اتمام الدور البيولوجي للإنسان هو مطلب تقره المجتمعات الإنسانية بكل مراحل تطورها وتعترف بمشروعية هذا الحق للفرد ولكن العلم والمعرفة والتعليم هي الظاهرة التي نمت وترعرعت في الرحم الاجتماعي الذي عانى طويلاً من أجل أن يستكمل ملامح الظاهرة المعرفية العلمية للإنسان.
فالتعليم هو مطلب ضروري للمجتمع ليكون قادراً على تجاوز تخلفه ومشكلاته والطريق إلى ذلك باعتقادنا هو تمكين المرأة من الحصول على هذا الحق عبر المراحل الزمنية العمرية التي تمر بها وبالتالي التعليم في المراحل العمرية الأولى وفيما يجب أن لا يكون فيها زواج أي حتى سن الثامنة عشرة لأنه وعلى الأقل في تلك المرحلة تكون قد حققت أو أنجزت مرحلة تعليمية معقولة ومقبولة تمكنها من إمكانية التمييز بمفردها من خلال معرفتها بالمستقبل.
ولا أعتقد أن فتاة متعلمة تضحي بمستقبلها العلمي والمعرفي من أجل ألا تؤجل المشروع البيولوجي والاجتماعي الزواجي لعدد قليل من السنوات لأن عملية تأجيله وصرف تلك السنوات على التحصيل العلمي يشكل ضمانة حقيقية لمستقبلها وليس هناك من ضامن في هذا العالم لحياتها ومستقبلها وعيشها الكريم إلا من خلال العلم وتحصيله فالعلم هو النور والمسؤولية والثقافة والقدرة وهو بين كل هذا وذاك السلاح التي تمتشقه الفتاة ضد الجهل والاستعباد خاصة في مجتمعات مثل مجتمعاتنا فالزواج المبكر هو طريق النهاية. وتأسيساً على ذلك فإننا ندعو المجتمع بمؤسساته من الأسرة إلى المدرسة ثم الجامعة حتى السلطات التنفيذية والتشريعية لسن القوانين التي تمنع الزواج المبكر للفتاة قبل إنهاء مراحل التعليم الأولى وصولاً إلى إمكانية التمييز بين الضروري والأكثر ضرورة وعقد المقارنة بين زواج الآن أو أي علم ومعرفة وزواج بعد ذلك في المستقبل.
ولاسيما أن المجتمع يشهد تغييرات على كافة نظمه ومؤسساته التي تدفع بالجميع في اتجاه ضرورة تأخير سن الزواج للشباب والفتيات.
وإذا كان العلم هو أحد أسباب هذا التأخير فإن الحرية هي دواعيه المطلبية.