وأهدت المبلغ لمدرستها في قدسيا, لأنها كما قالت لولا تشجيع معلماتها الذي يوازي تشجيع أهلها, لم تتجرأ على كتابة القصة والمشاركة.
إنه حفل توزيع الفائزين بجائزة أفضل عمل في القصة والمسرح والمقالة, الذي أقيم يوم السبت الماضي في مسرح مدينة الشباب بالتعاون بين منظمة الشبيبة ووزارة الصحة, وصندوق الأمم المتحدة للسكان, حيث تسعى المؤسسات التي تعمل مع الشباب اليوم إلى إشراكهم في حل مشكلاتهم, ودفعهم ليكونوا هم من يوعون أقرانهم بخطر أي ظاهرة أو وباء, فكانت هذه المسابقة شكلاً من أشكال إشراك الشباب.
يقول الدكتور هيثم سويدان رئيس دائرة مكافحة الإيدز في وزارة الصحة والمشارك في الحفل: إن التعاون بين الوزارة والمنظمات الشعبية وخاصة الشبيبة من أهم أركان الخطة الوطنية لمكافحة الإيدز, في مجال نشر التوعية حول المرض بالنسبة للشباب, وهذا النشاط واحد من بين الكثير من النشاطات التي ننفذها بالتعاون مع منظمة الشبيبة, كالندوات والمحاضرات ودورات تأهيل الكوادر التثقيفية, وإقامة المعارض وهذه المسابقة للشباب الذين يملكون موهبة أدبية ليساهموا بالتوعية من خلال ابداعاتهم في أوساطهم وبوسائل اتصال محببة لهم كالمسرح والقصة, ونحن في سورية حافظنا على الحدود الدنيا من الإصابات وهذا بفضل العمل المتواصل, وبما أننا لا نستورد الدم ولا مشتقاته يبقى احتمال الإصابة الغالب عن طريق العلاقات الحميمية غير الشرعية, لذلك يبدو تأهيل كوادر تحمل معرفة سليمة لتقوم بنقلها إلى أوساطها قضية مهمة جداً.
إن الانتشار الكبير لمنظمة الشبيبة كان فرصة لفتح المجال واسعاً لمشاركة الشباب من مختلف المحافظات, فالفائزة عن المقالة الطالبة هبة ابراهيم من الصف الثاني الثانوي العلمي هي من إدلب, وتقول للثورة هذه ليست التجربة الأولى لي فأنا أشارك بمناظرات الأجناس الأدبية التي تقيمها المنظمة وهذه المناظرات مشجعة على الكتابة, بالإضافة لأنني أحب المطالعة وأهلي والمدرسون يشجعونني, وأحب عندما أكتب أن تكون لكتاباتي فائدة وتحمل توجيهاً للشباب وللناس إما للتشجيع على أشياء إيجابية أو لتجنب أمور سلبية, وقمت بتجميع الكثير من المعلومات عن هذا المرض وكتبت مقالتي, ورغم سعادتي بفوزي إلا أن الكتابة ستظل هواية عندي, وتبقى الأولوية لدراستي.
ويقول محمد أحمد العجيل الفائز الأول بالقصة القصيرة: صحيح أنني من محافظة بعيدة هي الحسكة لكنني عندما قرأت عن المسابقة بالجرائد قررت المشاركة لأنني أشعر أن من واجبي توعية محيطي بهذا المرض الخطير ليتجنب الشباب الدخول في علاقات قد تكون السبب في نقل المرض لهم, لأن الشباب يورطهم اندفاعهم في مرات كثيرة إلى علاقات غير آمنة, فلابد من توعيتهم.
أما أنس الحموي الفائز من حمص عن النص المسرحي فيشرح لي بأنه اختار المسرح لأنه أهم أداة ثقافية للتغيير فعندما يأتي الشاب أو الشابة مرة بالشهر ليشاهد عرضاً مسرحياً, سيبقى في ذاكرته, وسيعمل خياله أثناء العرض فيبقى بالذاكرة, وتعمدت التقيد بشروط المسابقة وهي: أسباب العدوى بالمرض والوقاية منه, والمعتقدات والمفاهيم الخاطئة بطرق انتقال المرض والتعامل مع المصاب من ناحية عدم التمييز والوصم, وأثر القيم والمبادئ والأخلاق السائدة لدى أفراد المجتمع في الحد من انتشار هذا المرض, فكتبت نصي بسلاسة ليشعر المشاهد أن عملي (بين الحقيقة والخيال) ليس عن الايدز مباشرة.
الجميع فائز
هذا ما يقوله رئيس المنظمة الدكتور عدنان عربش عن المشاركين الذين لم يحصلوا على مراتب وجوائز, لأنهم كما يقول: شاركوا وساهموا بنقل التوعية, ويقول في افتتاح الحفل أيضاً يكون عملنا أكثر فائدة عندما يكون تشاركياً مع البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز وصندوق السكان وغيرهما من المؤسسات الحكومية, لحماية الجيل وليكون أكثر وعياً, إننا نلتقي مع الأسر والشباب, ليكون الشباب أنفسهم أداة الوعي, لنشر المعرفة وتحصين الجيل.
بعيداً عن الخطابة
لقد سعينا لتقديم معلومات بسيطة وقريبة من الشباب فاعتمدنا هذه الطريقة بتثقيف شبابنا, يقول ملاذ مقداد رئيس مكتب الدراسات في المنظمة والمشرف على المسابقة: بعيداً عن الخطابة نظمنا استبياناً عن احتياجات الشباب السوري, ضم سؤالاً عن الإيدز, فوجدنا أننا لا نزال أمام مسؤولية كبيرة للتصدي لهذا المرض الخطير, فقد أظهر الاستبيان أن 18% من شبابنا لا يعرف عن المرض شيئاً, أي مليون ونصف من الشباب, فالعينة ضمت 7000 شاب وشابة من خمسة آلاف أسرة في جميع المحافظات, إذاً نحن مدعوون لتقديم الرعاية من خلال الوقاية, والاستبيان أظهر أيضاً أن مصادر معلوماتهم بأغلبها من الأعمال الدرامية, ففتحنا لهم المجال ليكون لهم دور من خلال الثقافة المباشرة, لقد شارك 109 شباب وشابات, منهم من حصل على معارف من المنظمة, إننا بدأنا بالعمل على قضايا السكان من سنة 1994 وأصدرنا العديد من الكتب ك(تعميق الوعي البيئي والسكاني لدى الشباب) و(الكلمة والصورة) لتعميق مفاهيم الصحة الإنجابية لدى الشباب, وأقمنا حوارات مباشرة مع الشباب بحضور اختصاصيين وأساتذة جامعيين, كما صممنا دليل الشباب حول القضايا السكانية, ونفذنا دراسة لتقييم احتياجات الشباب في مناطق مختارة في المحافظات السورية, وفي السنتين الماضيتين أعددنا التقرير السنوي الأول والثاني عن احتياجات الشباب السوري, وكل هذا يصب في عملنا بالمنظمة على قضايا الصحة والسكان مع الجيل.