يجانبه في هذه الحقيقة المرة المفكر (انطون مقدسي) عندما قال: إن جامعاتنا تخرج أنصاراً أميين.
هذا على مستوى التعليم الجامعي العام ولكن ماذا عن مشاريع التخرج بدءاً من شهادة الليسانس إلى الدكتوراه? فالعجب بليغ الأثر, والموقف شديد الخطر بحل الجامعات الغربية اعتمدت قانوناً لجودة التعليم ونحن ما زلنا نحبو فيه متطلعين إلى تعليم جامعي جيد, ويبقى ذلك مؤجلاً إلى حدوث طفرة حضارية تقدس العلم والعلماء وتجعلهم يقودون المجتمع.
شهاداتنا الجامعية اليوم تعاني من الأمرين, إن من جهة عدم تقديمها الشيء الجديد أم لجهة ضعفها لغوياً, حتى أن الدكتور القديم في شهادة ما لا يستطيع التكلم بلغته ولا الكتابة الجيدة فيها.
بهذا أصبح لزاماً علينا أن تراجع الهيئات العلمية نفسها وتضع معايير لجودة الشهادات الجامعية وفقاً لمنظور حديث قوامه الآتي:
-تقديم أفكار جديدة تحل مشكلات المجتمع المختلفة.
-إضافة قفزات علمية في مجال البحث العلمي.
-قدرة مقدم الشهادة على إجادة اللغة العربية والانكليزية والحاسوب.
-عدم منح درجة امتياز إلا لكل مشروع يفتح باباً جديداً في أي فرع معرفي.
-إعادة مشاريع الشهادات العليا غير الناضجة جداً إلى أصحابها مرة أخرى ليصار إلى البحث أكثر والإجادة الرصينة والكشف المبدع.
-إصلاح مجمل أصحاب الشهادات العليا القديمة عبر تفعيل قدرة اللغة العربية والانكليزية والحاسوب.
-وجود قدرة عالية على التحدث والحوار والإقناع والشرح لدى المتقدم لنيل الشهادة وهذه ضرورة لا بد منها بهدف التعليم في مرحلة لاحقة.
-بالنسبة للشهادات العليا في المجال الفني والإعلام فإذا لم يقدم أصحابها رؤى متمردة عن الواقع المعاش وإبداعات منجزة مختلفة فلا حاجة لنا منهم حتى يكونوا قادرين على فتق الواقع بجمال يثري الجميع.
حقاً حان الوقت لكي نبدأ وإلا بقينا رهناء محابيس التخلف.