ولأننا شعب يجمعنا مع المناضل نيلسون مانديلا كل ماسبق, أقام الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وسفارة جمهورية جنوب إفريقيا مسابقة أدبية حول الكتاب شارك فيها طلاب جامعات القطر, وتمّ مؤخراً إعلان نتائجها بفوز الأربعة الأوائل بجائزة المسابقة وهي السفر إلى موطن الزعيم مانديلا لمدة أسبوع بالتزامن مع عيدي الاستقلال لكلا البلدين.
التظاهرة دعماً للموهبة والإبداع
أجرينا المسابقة في سورية تعبيراً عن احترامنا لما يحمله نيلسون مانديلا من فكر تحرري إنساني, وتأييداً لالتقائنا معه في حركة التحرر الإنسانية حسبما أوضح الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي, وأضاف مبيناً أن هذه المسابقة تأتي دعماً للموهبة والإبداع وتنمية للفكر والثقافة.كما أنها تعبير صريح عن طبيعة شعبنا المسالم الباحث عن الحرية والعدالة والسلام والانفتاح على الآخر.
وأشار د. بركات أنه أردنا من خلال هذه التظاهرة الفكرية العلمية التعبير عن تقديرنا واحترامنا للقيم النبيلة والمبادىء السامية التي ناضل من أجلها الرمز الإنساني مانديلا بعزيمة وثبات ولقي في سبيل ذلك شتى أنواع العذاب والسجن في محاولة يائسة من قوى الظلم والعدوان ليتخلى عن مبادئه التي تهدف إلى احترام الإنسان أياً كان.
المشاركون 45 طالباً وطالبة
ممثل الاتحاد الوطني لطلبة سورية ايهاب حامد نوّه إلى أن هذه المسابقة فرصة طيبة للطلبة تعرفوا من خلالها على المسيرة النضالية لمانديلا ونحن كاتحاد نحرص على مشاركتنا في فعاليات أخرى مماثلة لإغناء معارف وخبرة طلبتنا وإحاطتهم بتجارب أناس يستحقون التكريم والخلود في ذاكرة الأجيال.
وعن عدد المشاركين في الفعالية أشار السيد حامد بأنه بلغ /45/ طالباً وطالبة علماً أن الاتحاد قام بتوزيع الملصقات والكتب وعقد سلسلة اجتماعات في فروعه وحثّ الجميع على المشاركة وعموماً هذه الفعالية تعد خطوة ستليها خطوات مماثلة بعون الله.
سفير جمهورية جنوب إفريقيا في دمشق السيد محمد دانغو يعتبر هذه المسابقة مناسبة لتعزيز وتقوية العلاقات القائمة بين البلدين وفرصة لتعريف الشباب السوري بحياة إنسان استحق أن يكون رمزاً للحرية الإنسانية.
وأبدى سعادته للقاء الطلبة خلال جولته على مختلف جامعات القطر أثناء الإعلان عن المسابقة.
نتطلع للقاء مانديلا
الفوز أسعدهم لكنه لم يفاجئهم, فمعظمهم كانت له مشاركات في مسابقات عربية أثبت خلالها كفاءة الشباب السوري وسعة ثقافته.
- الطالب ميلاد العودة الله - ماجستير سنة ثانية علوم سياسية بجامعة دمشق حقق المركز الأول اعتبر بداية شخصية مانديلا شخصية محفزة للمشاركة في المسابقة فالجميع لديه شيء من المعرفة عن هذا المناضل لكن عندما يقرأ المرء كتاباً من / 700 صفحة / عن تاريخ كتبه مانديلا بيده مبيناً كيف حقق الحرية لوطنه لابدّ وأن نصل لاستنتاجات ومعارف أكثر عمقاً وتقديراً لهذا الرمز الذي تمكن من تغيير تاريخ جنوب إفريقيا بنضاله وصبره وإيمانه بقضيته.
- مايا الكاتب طالبة سنة ثالثة بكلية العلوم السياسية - جامعة دمشق نالت المركز الثاني في المسابقة التي كانت بحاجة لمزيد من الإعلان والترويج لها حسب رأي مايا وذلك تحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص أمام الطلبة لأن مشاركتها جاءت نتيجة مصادفة فضلاً عن أن الكتاب لم يكن متوفراً فاضطرت للبحث عن معلومات عن مانديلا بواسطة الانترنيت بعد ذلك قامت بتصوير الكتاب للاطلاع عليه, وهي تعتبره هام جداً أدبياً وفكرياً ولولا المسابقة لما قرأته إلا بعد أربع وربما عشر سنوات, وترى مايا أن تجربة مانديلا علمتها أن الأمل يبقى حياً ولايموت وأن العظماء يتمتعون دوماً بالتواضع وهو مايلمسه القارئ لكتاب رحلتي الطويلة من أجل الحرية, وكل ماتأمله مايا وستسعى لتحقيقه في زيارتها لجنوب إفريقيا لقاء السيد مانديلا ومحادثته.
- محمد محمود ديبو الفائز الثالث بالمسابقة طالب بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق قراءة الكتاب شيء ثمين ومفيد يمكن المرء من التعرف على تجربة قائد كبير ناضل وكافح من أجل الحرية التي لايقدرها سوى من افتقدها, ونحن كعرب نستفيد من هذا النموذج باليقين أن الحق لايمكن أن يضيع إن كان هناك من يطالب به ويدافع عنه فبعد خمسين عاماً من النضال استطاع مانديلا أن يقهر نظام الفصل العنصري. الأمر الذي يؤكد حتمية عودة القدس والجولان المحتلين لأصحابهما وأهلهما وبأن الغاصب مندحر لامحالة.
- مصطفى عبد الفتاح الفائز الرابع, طبيب أسنان وطالب بالتعليم المفتوح قسم الترجمة.
يرى أن الكتاب غني والمسابقة كانت جديرة بأن تخاض لأن مادتها الأولية كتاب لايتحدث عن تجربة شخصية بل عن حياة أمة عاشت تحت وطأة الأغلال إلى أن تحررت بفعل كل من آمن بضرورة كسر هذه القيود, نتمنى إعادة هذه التجربة لأن سورية غنية بالكوادر القادرة على تحصيل نتائج جيدة ولو حاولنا إحصاء المسابقات التي تجري خارج سورية ويشارك فيها شبابنا لرأينا ودون مبالغة أن 90% من الفائزين هم سوريون, كانت لي مشاركات عدة حصلت فيها على جوائز من السعودية - قطر - الإمارات - البحرين.