منطقة خالية من السلاح النووي, وركز المشروع على حق جميع الدول في الحصول على الطاقة النووية وتطويرها لأغراض سلمية كما تفعل إيران الآن, كما ركز مشروع القرار إلى دعوة (إسرائيل) للتوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية المؤرخة في 1/1/1968 وعلى معاهدات الحظر الشامل للتجارب النووية, وخطر الأسلحة البيولوجية, وحظر الأسلحة الكيميائية بالرغم من وجود 13 قراراً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن, ورغم ذلك فان الولايات المتحدة عرقلت إصدار مثل هذا القرار لأن في (إسرائيل) ترسانة ضخمة غير معلنة من السلاح النووي, إضافة إلى الأسلحة الكيميائية والجرثومية والصواريخ البالستية, و(إسرائيل) في ذلك تخلق حالة من عدم الاستقرار الأمني في المنطقة, فهذه الحالة تجعل دول المنطقة رهينة للابتزاز الإسرائيلي وتخلق سباقاً رهيباً للتسلح ولهذا سارعت الدول العربية إلى التوقيع على معاهدة منع انتشار السلاح النووي, وطالبت في الوقت ذاته أن يدخل التسلح الإسرائيلي في إطار النظام العالمي لمنع الانتشار النووي وخصوصاً أن الخطر الإسرائيلي يصيب الولايات المتحدة نفسها وهو ما أشار إليه الباحثون الأميركيون قبل غيرهم وفي مقدمتهم الكاتب الأميركي بنجامين فرانكلين الذي نبه عام 1706- 1790 الشعب الأميركي وحذره من التغلغل اليهودي والخطر المحدق بالشعب الأميركي الذي عقد مؤتمراً لإعلان الدستور عام 1789 (هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة وذلك الخطرهو اليهود.. وإذا سمح لهم بالدخول فسوف يخربون دستورنا ومنشآتنا.. يجب استثناؤهم من الهجرة بموجب الدستور) لقد أدرك فرانكلين منذ أكثر من مئتي عام أبعاد المخططات الصهيونية ومصير المجتمع الأميركي إذا لم يتحصن بما يرد به غوائل بعض المهاجرين إليه, فرانكلين تكلم عام 1789 ولم يكن في الولايات المتحدة أكثر من 230 ألف يهودي قدموا بصورة رئيسية من اسبانيا والبرتغال وغربي أوروبا, وكان تحليل فرانكلين للواقع الأميركي وتصوراته من خلال تاريخ الصهيونيين وتحركهم وراء الإدارات الأميركية سياسياً ومنطقياً, وكانت بذور الصهيونية آنذاك تنمو باطراد واتضحت معالمها في مطلع النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث حطت رحالها في الربوع الأميركية تستمد منها قوتها وتقانتها السلاحية, وبالفعل تمكن الصهيونيون من السيطرة على معظم الاحتكارات والاتحادات الرأسمالية وحتى على بعض الإدارات الأميركية, فالرئيس الأميركي هاري ترومان 1884-1972- كان الصوت الناطق باسم الصهيونية.
لقد حمت الولايات المتحدة (إسرائيل) من قرار مجلس الأمن باستعمالها حق النقض.. ومن المتوقع أن تحميها أيضاً من قرار جعل منطقة (الشرق الأوسط) خالية من أسلحة التدمير الشامل, فالإدارة الأميركية الحالية ترى أن (إسرائيل) بحيازتها السلاح النووي تدافع عن نفسها ضد الشعب الفلسطيني المنتفض ثانية من أجل حريته واستقلاله وتحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني.ضد الدول العربية المحيطة بإسرائيل, وهو اعتقاد خاطئ لأن (إسرائيل) تهدد باستخدام السلاح النووي إذا ما شن العرب عليها حرب إبادة و (إسرائيل) والإدارة الأميركية الحالية تعرفان جيداً أن هذا غير ممكن.
وهكذا تمثلت المشكلة الرئيسة في التعنت الإسرائيلي وفي الدعم الأميركي المطلق لهذا التعنت في المسألة النووية فالإدارة الأميركية الحالية لا تكتفي بتزويد (إسرائيل) بالتقانة والمعرفة النوويتين ولكنها تقوم بإحباط أي جهد دولي أو عربي يرمي إلى سلوك الحق وإلى الضغط على (إسرائيل) في امتلاكها السلاح النووي, وتتصدى الإدارة الأميركية الحالية لاحتمال صنع الطاقة النووية لأغراض سلمية في إيران, ومع أن من حق الدول أن تصنع هذه الطاقة طالما أنها لأغراض سلمية وليست لأغراض حربية كما هي الحال في (إسرائيل) باعتبارها من حلفاء الإدارة الأميركية التي تختلق الذرائع لكي تحافظ( إسرائيل) على امتلاكها واحتكارها هذه الأسلحة وكأن الإدارة الأميركية الحالية تقوم مقام (إسرائيل) في حربها ضد إيران.