فالخوف شيء قائم عند بني البشر Human beings .فمنذ 70 عاماً تقريباً, كان وجود هتلر كافياً لبث الخوف والرعب في العالم.لكن في الوقت الحالي,ثمة أسباب أخرى للخوف,يأتي من بينها العراق الذي تحول إلى برميل بارود,وافغانستان التي تشهد صراعاً دموياً,وكوريا الشمالية التي تحولت إلى لغز لم نجد له حلاً بعد.وباكستان التي تشمل جميع العناصر التي تسبب لنا مشكلة دولية,ثم هناك تنظيم-القاعدة- وفروعه المنتشرة الذي يستحق منا اهتماماً كبيراً.
لقد تعرضنا للابتزاز من قبل البيت الأبيض حتى نعتنق سياسة الخوف التي قادت وضيقت مجال سياستنا الخارجية,وعملت في الوقت ذاته على تسميم قدرتنا على التواصل بفعالية مع الآخرين.ولعل أحد مظاهر هذا الخوف هو عدم رغبتنا في التفكير جدياً حول الرؤى البديلة.إن مكانة أمريكا شهدت هبوطاً حاداً ومستمراً في السنوات الماضية.إن علينا بذل قصارى جهدنا من أجل رؤية أنفسنا بنفس الطريقة التي يرانا بها العالم.
فالعالم ينظر إلينا بسخرية واستهزاء عندما يرانا على الرغم من كل قوتنا وثروتنا خائفين من المهاجرين غير الشرعيين والمنافسة الاقتصادية الأجنبية.إن الناس يضعون أنفسهم مكاننا ويتوقعون منا أن نتصرف بثقة أو هو ما يتعين علينا أن نتصرف على هذا النحو,وأن نعرف أنه يمكن إظهار ثقتنا الحقيقية في سجلات صعبة difficult arguments ,والقبول بالنقد, ومعاملة انفسنا باحترام والقيام بواجبنا في حل المشاكل الدولية.
نحن لا نشكل سوى 4 في المئة من مجموع سكان الأرض الذي يشكل الآسيويون نصفه من حيث العدد.ويشكل المسلمون ثلثه من حيث الديانة.وهذا العالم( إلى درجة كبيرة) أكثر اطلاعاً بالأفعال والتصرفات الراهنة للولايات المتحدة منه بإنجازاتها السابقة.
والمشكلة أن هناك الكثيرين ممن ينظرون إلى إدارة بوش أنها هي وأمريكا شيء واحد, وهذا ما أثر سلباً على سمعتنا التي أصبحت بحاجة لاصلاح سريع.
يتعين علينا أن نعرف أننا لن نسترد عافيتنا بمجرد الشعور بالخوف ولكن نستطيع ذلك عندما نتزود بالوعي عن العالم المحيط بنا,ونتعلم لغات أجنبية, ونحترم العقائد والتقاليد الأخرى لشعوب العالم,ونجعل نظرتنا أكثر عمقاً من تلك النظرة التبسيطية, التي ترى العالم من خلال منظور الخير والشر فقط.
وأرجو من الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية ألا يكون الشيء الذي يهتم به عندما يؤدي القسم هو الحاجة لإخافتنا وإنما الحاجة لاسترجاع إيماننا بأمريكا التي فقدت الكثير من سمعتها.وإذا ما دمجنا الإيمان بقيمنا,مع ثقة البحث عن القيم الموجودة لدى البلدان والشعوب الأخرى,فسيكون لدينا قاعدة انطلاق جديدة للقيادة الأميركية أكثر رسوخاً بكثير مما نعاني منه حالياً.