وحاليا أضحت هذه الانواع من التقارير (في الشكل والمضمون) تطبق على قطاع غزة, المنطقة الواقعة تحت السيطرة الاسرائيلية والتي تبعد ساعة بالسيارة عن تل أبيب فنحن نقرأ أخبارا عن ثمن علبة السجائر في غزة المحاصرة والذي يصل إلى خمسة عشر دولاراً بينما يعيش ثلاثة وستون بالمائة من سكان غزة بدخل أقل من دولارين ونصف باليوم متجاوزين بذلك معدل الفقر في رواندا.
وتتابع تقريرا تلفزيونيا مدهشا عن منتج لمشروبات غارية في القطاع غير قادر على الحصول على غاز ثاني أوكسيد الكربون وقد وجد طريقة مبتكرة لانتاج الصودا الغازية مستخدما غازات أخرى متوفرة, أو تتابع تقريرا عن الارتفاع الكبير بأسعار الحمير حيث يوجد بنزين لأجل السيارات وعن كيفية نقل البضائع بالحيوانات انها صور عظيمة فها هو منتج المياه الغازية يعرض بفخر اختراعه الكيمياوي وينفي الادعاءات بأنه قد يسبب السرطان وحمار غزاوي جائع يباع بالمزاد العلني مقابل ستين ,سبعين , مائة دولار ويقول البائع بأنه لم يعد قادرا على تأمين الطعام له, ويهنئ قائد حماس اسماعيل هنية شعبه بعيد الأضحى ويقول إنه لم يعد هناك حملان ليضحى بها في القطاع الجائع.
تحت حصار محكم, وبعد عقود من الاحتلال وسنوات من الانتفاضة حطمت فيها اسرائيل البنية التحتية القليلة التي كان يملكها القطاع وبعد اشهر عديدة من الحظر الكامل على كل شيء باستثناء الطعام الاساسي. الأمر الذي عطل الاقتصاد هذا مع الغزوات اليومية للدبابات الاسرائيلية والقتل الخارج عن القانون من قبل الطائرات الاسرائيلية , لم يعد قطاع غزة أكبر سجن مفتوح في العالم بل هو مختبر كبير للتجارب البشرية يقوده الجيش الاسرائيلي.
بعض من هذه التقارير يكون مع أخبار جيدة حول لجنة دولية تعد بإعطاء أكثر من سبعة مليارات دولار للسلطة الفلسطينية خلال السنوات الثلاث القادمة ويصف بعض المعلقين الاسرائيليين المبلغ الموعود بأنه أكبر كمية منحت لقائد في أي مكان, هذا رغم انه أصغر بكثير من الدعم العسكري الأميركي الممنوح للقوة الاقليمية, اسرائيل خلال ثلاث سنوات .معلقون آخرون سيقولون بأن كل عائلة فلسطينية ستحصل على حوالي ألف دولار شهريا إذا وزع المبلغ بالتساوي, ولكنهم سيضيفون بفرحة المنتصر, بان الجميع يعلم بأن معظم المبلغ سيذهب إلى الجيوب الفاسدة وليس للرجل الفقير الذي يبيع الحمار في غزة. ومرة ثانية يلام الفلسطينيون على بلائهم ولا أحد يكلف نفسه بالتفكير أكثر بقليل, والتساؤل لماذا تبدو اسرائيل معنية جدا بدعم السلطة حتى بعد أن خسرت الدعم من شعبها?
إن الخطاب السياسي في اسرائيل مولع بالأسئلة وخاصة من ذاك النوع الذي طرحه الرئيس شمعون بيريزحين قال:( لايوجد مستوطن اسرائيلي واحد أو جندي في غزة, إذاً لماذا يطلقون النار علينا?
نعم لماذا يفعلون ذلك?!!
الانترنت- موقع ( رسالة من اسرائيل)