وتبقى متطلبات الطبابة والهاتف واللباس والمدرسة والجامعة, وهذا يثقله بضغوط على أعصابه إلى درجة أن أحدهم قال لي (كلما فكر بحاله شعر أن قلبه سيتوقف).
وآخر سأل: هل ثمة دواء يفقدنا الاحساس بالوجع?! ولكي تكتمل جاءتنا أزمة المحروقات والكهرباء.
صحيح كان دخل المواطن السوري قبل سنوات متواضعاً لكن القوة الشرائية لهذا الدخل البسيط كان مقبولا تغيرت اليوم قدرة هذا الدخل المتواضع باتجاه الأسوأ, وتسونامي الأسعار يجتاح السوق السوري دون أن تقف قوة ما في وجهه.
سؤال إلى ذوي الفهم الاقتصادي في أي موقع كانوا: هل ارتفاع الأسعار يأتي في سياقه الطبيعي أم أنه في معظمه نتائج لخلل ما?!
يقول الناس : إن مشكلة ارتفاع الأسعار تصاعدت وتفاقمت مع بداية حديث الحكومة عن ارتفاع أسعار الوقود ولكن الحديث عن ارتفاع الوقود توقف..وموجة الغلاء لم تتوقف!! ماذا وراء الأكمة?!
منذ أسبوعين أجرت الثورة لقاء مع السيد وزير المالية شمل قضايا كثيرة بما في ذلك الحديث عن جوانب شخصية في حياته وللحق كان الحديث شفافاً وفي اللقاء قال: إن الحكومة باتت تمتلك رؤية حول ارتفاع أسعار الوقود ورد الدعم إلى مستحقيه ولكن كيف..ومتى سيتم ذلك..هذا الذي لم يقله وليته قاله, لأن ثمة من يقول: إن أزمة المازوت تحركت بعد هذا اللقاء, وبعد لقاء الدكتور الحسين مع الجزيرة.
وثمة من لا يرى صلة بين الحديث وأزمة المازوت الخانقة.
يبقى السؤال: كيف نشأت الأزمة.. وما الذي فعلته الحكومة لحلها أو لحل أي أزمة عند نشوئها?!, ولماذا يصيب الصمت الجهات المسؤولة عند وقوع أزمة وعند صخب الأسئلة في الشارع تجاه أي قضية? لماذا لا يخرج علينا أحد من الحكومة ليحلل أسباب الأزمة والإجراءات التي اتخذتها الحكومة للحل لجعل المواطن مقتنعاً بوجود اهتمام للمعالجة وعدم الاكتفاء بالحديث عن الأزمة والدوران حولها?!
أحد المفاصل في مجال الاقتصاد قال بمباهاة: نواجه من الإعلام بكلام قاس ولا نرد ,تعلمنا على استيعاب ذلك, قلت: تعلمتم على عدم الاكتراث بأنين الناس.
الحكومة والصقيع ..وأسئلة
الحكومة اليوم في دائرة العتاب ولن أقول في دائرة الغضب بالرغم من قسوة الصقيع على المواطن الفقير.
بحسب رأي جارنا (أبو عاطف) كل الذين تحت مظلة المسؤولية في دائرة العتاب.
أراد أبو عاطف- مع بداية موجة الصقيع التي اجتاحت القطر وتركت آثارها المدمرة على الزراعة عامة وعلى الزراعة المحمية في الساحل السوري بشكل واضح ومريع- حماية بيوته البلاستيكية المزروعة بالبندورة ولكن الصقيع أتى عليها في لحظات فجعلها هباء منثوراً.
لا أحد يستطيع أن يقول عن أبي عاطف إنه مزارع فاشل أو كسول فقد كان الصقيع في هذه المرة أقوى منه..يقول أبو عاطف لي عمر طويل في مقاومة الصقيع وفي كل مرة كنت أغلبه لأن الحكومة كانت معي في هذه المرة هزمني الصقيع لأن الحكومة كانت مع الصقيع, سألته كيف حدث ذلك يا أبا عاطف?
أجاب بحزن المهزوم: احتجت إلى المازوت فلم أجده رحت أبحث عنه من محطة وقود إلى أخرى بين طرطوس واللاذقية بسيارة مستأجرة بعد يوم كامل استطعت تأمين برميلي مازوت ولما عدت وجدت الكهرباء مقطوعة وفي الصباح أعلنت وفاة محصول البندورة ووفاة كل أحلامي بتأمين طعام أولادي وفاتورة الدواء وأقساط المصرف الزراعي, أرجو أن يقول لي وزير المالية من أين سأجد المال لدفعه للمصرف الزراعي وكيف سأجد فاتورة الدواء والمدرسة والجامعة, ومتطلبات موسم قادم, الحكومة بقطعها الكهرباء والوقود انتصر الصقيع علينا كمزارعين, لماذا لا تعوض الدولة على المزارع المتضرر ألسنا نعمل في بناء الوطن?!
قد يسأل سائل: لماذا لا تملكون محولات كهربائية من يسأل هذا السؤال يشبه بفهمه فهم ماري انطوانيت التي قالت لمن أخبرها أن الشعب يحتاج إلى الخبز فقالت له: فليأكلوا البسكويت.. ثم قال وهو يمسح دموعه نحن مزارعون فقراء من أين سنحصل على محولات كهربائية لا تؤاخذني من يفقد رزقه لقمة عيش أولاده يفقد عقله.. أسأل: لماذا لا يتوقف تهريب المازوت? هل عجزت الحكومة عن ذلك سمعت أنها عجزت هذا كلام محزن لماذا لا تلغى تراخيص أصحاب المحطات الفاسدين?!.
أريد أن أسأل وزير الكهرباء: جماعة الكهرباء يلاحقون المواطن الفقير الذي يسرق خطاً لإنارة لمبة واحدة, الفقر دفعه إلى سرقة الكهرباء لماذا لا يتم التوقف عند من يسرق مئات المصابيح بطاقة عالية والتي تبدو للجميع منارة ليلاً ونهاراً حول المقاصف والشركات وأصحاب الفيلات..يقال إن أصحابها لا يدفعون فاتورة كهرباء ولو كانت تدفع لما ظلت مضاءة ليلاً ونهاراً بهذه البهرجة الفاضحة!