حيث لم تقتصر الخسائر هذا العام على بعض المحاصيل الشتوية مثل الفول, بل أدت شدة الصقيع إلى تأذي آلاف الأشجار المثمرة والحراجية مثل الليمون واللوزيات والكينا والعنب والتفاح والرمان بالإضافة إلى مئات الدونمات المزروعة بمحاصيل الفول والخس والزهرة والملفوف وأنفاق الشتول والخضار.
فموجة الصقيع هذا الشتاء كما ذكر المزارع عدنان محمود لم يشهد لها مثيلاً منذ عام 1954 حيث تجمدت المياه الراكدة حتى في قاع وادي اليرموك وهذا أمر يؤكد الانخفاض الشديد للحرارة ما أدى إلى تأذي الخضار الباكورية والأشجار في وادي اليرموك في مناطق جلين وكويا وحيط وغيرها وهذه ظاهرة لم تحدث حتى الآن منذ أكثر من /55/ سنة ولم يسبق أن تجمدت المياه في قاع الوادي!
وأكد المزارع عبد الرحمن أبو حسن أن كامل محصول الفول تضرر في مناطق زراعته في مزيريب وطفس ونوى وداعل والعجمي وغيرها وتقدر خسارة المزارعين هذا الموسم بعشرات الملايين وخاصة بعد غلاء أسعار بذار الفول وأجور الأراضي الزراعية.
وأشار الفلاح ياسر الحايك إلى أن الأضرار هذا العام بسبب الصقيع كانت كبيرة وشديدة التأثير على الوضع المادي للفلاحين, فالصقيع أدى لإتلاف محصول الفول والأزهار ومعظم الأجزاء الخضراء منه وأصبح لون الثمار والنبات أسود وكأنه محروق بالنار مشيراً إلى حدوث أضرار في محاصيل الخس والزهرة والملفوف والبازلاء.
أما المواطن قاسم أحمد فقد أفاد أن الصقيع أثرّ بشكل كبير في أسعار الخضار وخاصة الفول وقد ارتفعت أسعاره بسبب قلة العرض ونادراً ما نلاحظ في الأسواق حالياً محصول الفول الأخضر وسعر الكيلو غرام منه يتجاوز /50/ ل.س قابلة للزيادة وهذا الأمر ينسحب على باقي الخضار والفواكه حيث بدأت أسعارها تتحسن بشكل تدريجي.
بينما ذكر المزارع محمد الطيباوي أن احتمالات حدوث الصقيع في أشهر كانون وشباط كبيرة وبالتالي تتكرر المأساة كل عام ونقع في الخسائر بسبب عدم المقدرة على اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من هذا الشر القاتل حيث تكلف وسائل الوقاية أموالاً وهذا الموسم جاء الصقيع مفاجئاً وطالت أيامه وكان شديداً.
ولم تقتصر أضرار الصقيع على الخضار والأشجار فقط بل أدت شدة البرودة والتجمد إلى حدوث أضرار كبيرة في شبكات مياه الشرب داخل المنازل وحتى الشبكات العامة أخذت نصيبها من ذلك وتجمدت فيها المياه ما أدى إلى تأذي نحو 45% من شبكات وخطوط المنازل حسب مصادر وحدات المياه والعاملين فيها بالمحافظة.
وذكر المهندس معن أن تجمد المياه أدى إلى انفجار سخان مياه الحمام في منزله أثناء محاولة تشغيله, كما أن سخانات المياه الشمسية المنزلية أصيبت بأضرار كبيرة في المحافظة وتفجرت أنابيبها, حيث يزداد حجم المياه أثناء التجمد وبالتالي حدوث ضغط كبير داخل الأنابيب ما يؤدي إلى انفجارها في أضعف نقطة لها.
وأشار المواطن معين عثمان إلى أن خط مياه منزله انفجر بسبب الصقيع ولم يشهد طوال حياته مثل هذه الحالة من الصقيع, مشيراً إلى حدوث أضرار في شبكات المياه المنزلية والعامة وقد كبدت المواطنين خسائر مادية كبيرة وخاصة مستخدمي الطاقة الشمسية في الحمامات وتسخين المياه.