ففي طرطوس أكثر من مئة ألف بيت بلاستيكي حيث لاتزال هذه الزراعة المحمية تشكل عامل جذب للمزارعين في المحافظة ناهيك عن الزراعات الأخرى.. في السهول والجبال.. التي تستوعب الكثير من الأيدي العاملة في محافظة تشتهر بكثرة العاطلين عن العمل. ويعرف الجميع أن عدم توفير المازوت لتدفئة تلك البيوت البلاستيكية كان له الدور الحاسم في ارتفاع أعداد البيوت المتضررة التي وصلت إلى قرابة 13 ألف بيت بلاستيكي بموجب إحصاء رسمي وقدرت قيمة الأضرار بحوالي 400 مليون ليرة.
الآن تغيرت هذه الأرقام فالموجة مستمرة ومشكلة المازوت لم تحل بعد, أي أن الأرقام ربما تتضاعف أوتضاعفت فعلاً.
وهذه المشكلة متكررة أصلاً وإن تعددت أسبابها.. وسنوياً تقوم الجهات المعنية بإحصاء وتقدير الأضرار .. وتبقى تلك الإحصائيات حبيسة الأدرج ولايقف الأمر عند هذا الحد بل هناك مطالبات جدية بالتخلي عن هذه الزراعات المحمية والتوجه نحو زراعات بديلة.. بدل إنشاء صناديق لحمايتها ولو باقتطاع نسبة معينة من أرباحها بمشاركة المزارعين أنفسهم ومشاركة الدولة بنسبة معينة أيضاً.. وبمشاركة اتحاد الفلاحين كونه الجهة الصالحة والمعنية بهكذا أمور.. لأن المطالبة بالبحث عن زراعات بديلة حل ارتجالي لمشكلة يمكن تجاوزها بتعاون الجميع.. لأن هذا القطاع يستوعب أكثر من ثلث القوة العاملة في المحافظة وتعيش من وراء تلك البيوت آلاف الأسر..
لذلك المطلوب التعاون لحماية هذا النمط من الزراعة كي يعود إليها بعض من اسمها وتعود زراعة محمية.. لامجرد أنفاق بلاستيكية!!