تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خليل مقداد: في بصرى أروع مسارح العالم بعض المستشرقين شوه تاريخها

ثقافة
الأربعاء 23/1/2008
بشار الفاعوري

الدكتور خليل مقداد عاشق بصرى , اعطاها عمره ومستقبله , تولع بأحجارها البازلتية فدرس التاريخ, ألف عنها كتباً

وابحاثا ساهمت في اغناء مكتبتنا الاثرية, فضلا عن آخذها ريادات على مستوى عالمي, رفض كل المغريات التي قدمت اليه من فرنسا ليكمل مسيرته الاثرية في بلاد مهد الحضارة.‏

لو أن كل مثقف اهتم بمدينته لأنتجنا بلا مراء روائع عالمية, عن هذا الحب لمدينة بصرى وحوران وتقييم البحث الاثري في بلادنا كان حوارنا :‏

> أنجزت كتباً عن بصرى ( الحضارة والتاريخ) هل اخذت المدينة حظها من الدعاية في الداخل والخارج?‏

>> بالطبع لا , لأن بصرى تستحق عملاً بحثياً متواصلاً , يتجدد بموجب المعطيات التي تقوم بها الحفريات الاثرية, واذا نظرنا الى بصرى وحوران بشكل عام نجد ان نظرة العلم اختلفت كليا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين, وما عليه الحال اليوم , فما كتبه المستشرقون عن بصرى او الحوض البازلتي هي ابحاث تشوبها الغموض والكلام المهدوف لطمس الحضارة الاسلامية.‏

فيما يتعلق بالجانب الميداني تناولت بصرى بداية من مسرحها ثم الى التنظيم العمراني بعدة لغات اجنبية, ايضا اعتماد الناس في العهد النبطي على المياه, وكيف ابتكروا نظام الري والسقاية, واستطاعوا التكييف مع الطبيعة, والنهوض بالمنطقة زراعياً فكان نموذجا يحتذى به في العالم, اضافة الى دراسة تنظيم الطرقات وومنهجيتها وكيف تأقلمت مع المدينة الهلينستية, والمدينة الرومانية, واتوقف هنا عند مسرح بصرى ملك مسارح العالم, الذي اعطيته حقه جيدا من خلال تعميق بدراسته (هندسيا, التزاوج بين القلعة والمسرح, هويته العربية, مكانته الدولية, منهج الحفريات), معتمداً على اللوحات والمخططات والوثائق الشاهدة على ما كتبته واخذ هذا البحث الريادة في العالم عندما نوقش في فرنسا , فمقياس العمل لدى المقارنة بين الموقع الاثري والكتابة مهما بلغت اسفاري من تكاليف بالرغم من اني لم اتلق مساعدة من أي جهة رسمية سورية وغيرها, فلم اعرف فندقاً او مقهى , ننام في الحافلات والقطارات ومع ذلك فهو واجب وطني متابعا بنفس الوقت نهج مدرسة والدي.‏

جانب آخر, كتاب بصرى كعاصمة الانباط, أخذ جهداً, وغير مفاهيم كثيرة من حيث اعتقاد الناس بعدم وجود الانباط في سورية, ولا نسقط هنا القضايا التقنية كدراسة الفخار, المسكوكات , الكتابات , المنحوتات , فالآثار مدرسة انتربولوجية ليست مقتصرة على عدة ابحاث وكتب .‏

> هوس لديك تجاه مدينتك ومحافظتك, ألم تتخط هذا الجانب.?‏

>> الانسان يبدأ بالخصوصية ثم ينتقل الى العمومية, وحقيقة ادركت هذا الجانب وتجاوبت مع هذا المطلب من خلال انجاز كتاب قيد الطباعة يتحدث عن الفسيفساء, الذي أخذ عمومية وخصوصية بنفس الوقت , بمعنى انطلقنا من الفسيفساء كعلم وتذوق , فدرسنا جميع اللوحات الفسيفسائية جنوب بلاد الشام ثم المواقع الاخرى في بلادنا , اضافة الى مقارنتها ب 250 لوحة على مستوى العالم تحمل فائدة للدارس والمختص والمثقف ولدي الآن مشروع كتاب عن المسكوكات وآخر عن هندسة الابنية الجنائزية من قبور وأضرحة ومدافن , ولا يحسب عليّ انه تعصب اقليمي, ولكن نظرة الناس عن اسطورة مصر والاهرامات, في حين نجد بالمقابل ان هذا الفن أخذ دوره في بلادنا وسأبرز أهمية المدافن محلياً, عربياً ,عالمياً, ومشكلتي دائماً اتطرق الى القضايا والابحاث ا لصعبة وآجدها ضالة عاشق العلم .‏

>حوران تراث وحضارة ويقال انها كانت اهراءات روما , ما ابرز المحطات التي استوقفتك في تاريخها?‏

>> شهد تاريخ حوران المتواصل عبر التاريخ فترات اشراق وتراجع وانحطاط, ولأن ابن المنطقة دائماً منتج استغل انسان حوران كامل اراضيها الزراعية في فترة ما قبل التاريخ, والحقيقة حوران ليست فقط اهراءات روما بل جنوب حوران كانت تصدر الى افريقا واوربا وآسيا. ولا ننسى التفاعل والتبادل التجاري على صورة سوق عالمية, فالمنتجات تذهب منها الى كافة اصقاع العالم وبالعكس, أضف الى ذلك مدن حوران لعبت دوراً كبيراً في طريق الحرير, جعلها قوة اقتصادية وابرزت ذلك في كتابي (حوران عبر التاريخ) كما اعطينا اضاءة لمدينة درعا بعنوان (مدينة المدائن) ومدى تأثيرها على تاريخ المنطقة أيام الرومان فكانت حداً فاصلاً بين مدن الديكابوليس للتوافق بين الرومان والانباط , اضافة الى دراسة لهدفها ومغاورها ودراستها من ناحية جغرافية.‏

> أهم المنغصات التي تقف في وجه الباحث العلمي?‏

>> يقول الدكتور مقداد ضاحكاً : هي كثيرة فلا يوجد تناسب بين ما تنتجه وما تأخذه, ينقصنا الدعم المادي والعلمي ووسائل الايضاح, ايضا حضور المؤامرات ونفتقر الى أسس تخدم الباحث وتجعله منتجاً حتى يكون في مصاف الباحثين العالميين , الذين لا يختلفون عنا بأي شيء سوى في الادوات المتوفرة لديهم فقط ولأن سورية مهد الحضارة يجب ان تولي جانب الآثار من يعمل بها أهمية مادية ومعنوية كونه يساهم في رفع اسمها عاليا.‏

> كيف تقيم البحث الاثري في بلادنا‏

>> قطع خطوات جيدة بالمقارنة مع غيره من الدول العربية, و لكننا ما زلنا في مرحلة نمو وتحت سيطرة البعثات الاجنبية الكثيرة, بالتالي الى الآن لم يتشكل الكادر الكفؤ والعدد المناسب الذي يغطي هذا الكم الهائل من المواقع الاثرية, فضلاً عن عدم وجود التضامن والتكاتف كما في الغرب.‏

> هل اخذت حقك كباحث أثري مهم في بلادنا?‏

>> هذا الذي لم أخذ حقي فيه , ,كما يقول الشاعر:‏

ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن احلام الرجال تضيق طموحاتي كانت عالية, اتيحت لي فرصة العيش في فرنسا, وآخذ مكانتي‏

(ا لعلمية, الادبية, الاجتماعية, المادية) فرفضت تلك المغريات, وعدت الى بلدي لأكون لبنة في بناء الامة, ولكن للأسف وجدت نفسي في متاهات لا يعلمها إلا الله كالسفينة في اعماق المحيطات تذهب بها الرياح شرقاً وغرباً محاطين بالشللية, والمافيات ولكني استطعت تجاوز كثير من هذه النقاط وأحقق بعض الانجازت التي الى الآن ليست بالمستوى المطلوب.‏

تعليقات الزوار

رياض الكفري ( السعودية - القصيم ) |  rkafery@yahoo.com | 23/01/2008 08:28

أجمل تحية احييكم : إن ما اشار اليه الدكتور خليل في كلامه تحمل بطياتها الجمال والشوق والحب للمكان والبلد والناس والذكريات انها لغة القلوب وخصوصية المشاعر الانسانية ومهما كانت الظروف والمغريات وطال الزمان وتأرجحت الكلمات تبقى الاحلام حيث بدأت طيف ونموذج وعنوان الانسان .. وكما وصف المذكور مدينته بصرى بجمالها وتراثها واطلاتها الرائعة ورغم انه لايمتلك مساحة واسعة لتحقيق الطموح والتطلعات الا أنها بدمه واعماق اعماقه . وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية