حيث يتولد الشعور بالحاجة وحب التملك في سن مبكرة، وقد يظهر هذا الشعور في الفترة الأخيرة من السنة الأولى وللأهل هنا الدور الأساسي في تكوين هذا المفهوم لدى أطفالهم... فإذا لم يدرب الطفل منذ طفولته في محيط الاسرة ليفرق بين خصوصياته وخصوصيات غيره، قد يستمر معه عدم الإحساس بالملكية إلى أن يكبر ويصعب عليه تكوين مفهوم الملكية، فيمد يده إلى ملك غيره ويتهم بالسرقة.
فالطفل يدرك ما هو له وما لغيره مع تطوره في النمو وتعتبر الأسرة أول مؤسسة يتعلم فيها الطفل مبادئه و سلوكياته وقيمه.. فإذا أهمل الأهل هذه القيمة... ولم ينتبهوا مثلاً لحيازة طفلهم أشياء لا تخصه. ولم يعيروا الأمر اهتماماً فإن الطفل يكبر وهو غير مدرك لخطورة استيلائه على أشياء لا تخصه... فالتدريب على الأمانة يبدأ بالأمور الصغيرة التي تبلور لدى الطفل مفاهيمه السليمة. وعلى الأهل أن يتحلوا بسلوك الأمانة... لأن الأطفال يميلون بشكل واضح إلى تمثيل الخصائص الأخلاقية لآبائهم.
- ومن الأمور التي تؤخر تكوين مفهوم الملكية لدى الأطفال هي تبادل جميع من في المنزل الأشياء في كل وقت... فكثير من الأدوات في المنزل ملك مشاع يستخدمه كافة أفراد الأسرة، لدرجة أن الأمور تختلط مع الأطفال فلا يميزون بين ما هو لهم وما لغيرهم... ولا نستطيع بالطبع أن نمنع التبادل بين الأسرة...
فهذا التعاون والتبادل دليل على تماسك الأسرة الواحدة.. لكن لتلافي النتيجة السلبية التي تعقب ذلك أن نؤكد على أن هناك أشياء خاصة للطفل وحده.. أدوات ولعب لانتصرف بها إلا بإذن منه وبرضاه... وهنا تبرز أهمية تخصيص مكان خاص به منذ صغره .. حتى ولو كان درجاً واحداً يحفظ فيه أدواته الخاصة...
والأطفال في الحقيقة يقتنون أشياء قد تكون بسيطة وساذجة لكنها بالنسبة لهم تكون في منتهى الأهمية .
وهكذا فإن عملية التفريق بين الملكية الشخصية وملكية الغير تبدأ في المنزل وتستمر في المدرسة... ثم تنتقل إلى العالم الكبير.. ولا بد من تضافر جهود الجميع لزرع الأمانة لدى الأطفال.