تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين الحياة والموت:القدس.. على خط المواجهة

مجتمع
الجمعة 29-5-2009م
فادية مصارع

على خطّ المواجهة يعيشون.. هكذا هي حياة الفلسطينيين، مواجهة على الأرض وفي المسجد الأقصى.. في الكنائس والإسكان والتعليم..

مواجهة مع الموت لأن سلطات الاحتلال تحاول جاهدة قتل القطاع الصحي وحرمان المرضى المحتاجين من خدماتهم، وخاصة سكان الضفة والقطاع فقد هبط عدد مراجعي المستشفيات بسبب جدار الفصل العنصري والاغلاق المتواصل الذي فرضه المحتل من 344،172 عام 2002 الى 177،571 عام 2003، وخفض نسبة إشغال المستشفيات الى ما دون 50٪ رغم أن 90٪ من المقدسيين مضطرون للتسجيل في التأمين الصحي الاسرائيلي الذي يدفعون له مبالغ طائلة، إلا أن 77٪ منهم يعتمدون على المؤسسات الخاصة للحصول على الرعاية الصحية.‏

مؤسسة القدس الدولية اختارت أن تقف معهم إن لم يكن في قلب المعركة بالأجساد والأرواح فبمساعدتهم وشد أزرهم وذلك منذ تأسيسها عام 2000 بعد اقتحام شارون لحرم المسجد الأقصى وهي تعمل على إنقاذ القدس والحفاظ على هويتها العربية ومقدساتها الاسلامية والمسيحية كما أنها تعمل على تثبيت الشعب الفلسطيني المقدس على أرضه، وتوفير مقومات الصمود واستنهاض طاقات الأمة وحشدها والتنسيق فيما بينها وتعميق وعيها بالمشروع الصهيوني، من خلال خطط استراتيجية ومرحلية تسعى لتأمين احتياجات سكانها وذلك عبر إقامة مشاريع لمساندة أهلها وفي مقدمتها مشروع صيانة المقدسات وإعمارها الهادف الى التصدي للمخططات الصهيونية في محاولتها السيطرة عليها أو طمس معالمها.‏

مشاريع قطاع التعليم‏

مدير الموارد المالية في مؤسسة القدس طارق حسين حدثنا عن هذه المشاريع والتي تنفذ حسب الميزانية إذ إنها تجمع تمويلها من خلال تبرعات المواطنين والعرب في بلدانهم بمهنية وشفافية واستقلالية تامة وهي بذلك تسعى لأن تكون أكبر مرجعية في شأن المقدسي ومن المشاريع التي بدىء بتنفيذها، مشروع تأهيل عدد من مدارس الأوقاف في القدس والتي تستوعب حوالي 36٪ من الطلاب وتعد ثاني أكبر مقدمي الخدمات التعليمية في المدينة، لكنها تعاني من عجز كبير في ميزانيتها بسبب النمو المضطرد لعدد الطلاب الملتحقين بمدارس الأوقاف ونتيجة الأوضاع الاقتصادية لسكانها أصبحت الحاجة أكثر إلحاحاً لتأمين الدعم المالي اللازم الذي يمكّن المدارس من الاستمرار في تقديم خدماتها التعليمية، وعدد المدارس الخاضعة للتأهيل 64 مدرسة إضافة الى مشروع تحديث مركز حاسوب المدرسة الصناعية التابعة لجمعية لجنة اليتيم العربي الخيرية، يهدف المشروع الى تزويد مختبر الحاسوب بعدد من الأجهزة الجديدة لمواكبة مناهج التعليم الحديث.‏

فضلاً عن مشروع للدورات المعرفية الدائمة لطلاب وطالبات الجامعات والعاملين والعاملات في المؤسسات الأهلية والرسمية والمهتمين بشؤون القدس، ترسم من خلالها الصورة الصحيحة لماضي وحاضر المدينة المقدسة وأطماع المحتل فيها ومخططاته في تهويدها والسيطرة عليها.‏

مشاريع القطاع الصحي‏

تلبية لحاجة أهالي البلدة القديمة في القدس والمصلين في المسجد الأقصى كمركز طوارىء قادر على استيعاب أعداداً كبيرة من المرضى والمصابين الذين يصعب نقلهم الى بقية أنحاء المدينة بسبب حواجز الاحتلال والاكتظاظ في البلدة القديمة لفت حسين الى أن مؤسسة القدس الدولية قامت بمشروع إنشاء مركز طبي للطوارىء وبدأت بتدريبه وتأسيسه وشراء المستلزمات والتجهيزات الطبية.‏

ومن المشاريع المهمة أيضاً مشروع تعزيز خدمات رعاية الصحة النفسية للمصابين باضطرابات نفسية في المجتمع المقدسي من مختلف الفئات والأعمار يهدف المشروع الى تقليص وعلاج حالات الاضطراب النفسي لدى المرضى والمعنّفين من أهالي القدس.‏

أما مشروع الصحة المدرسية فهدفه نشر الوعي الصحي لدى الطلاب والأهالي، وحث الطلاب على اتباع سلوكيات صحية سليمة وتقديم العديد من الخدمات والنصائح الطبية للطلبة الذين يواجهون في مدينة القدس خاصة هجمة شرسة من الاحتلال الذي يسعى جاهداً لنشر الآفات والسلوكيات المضرة بين الطلاب وخصوصاً التدخين والمخدرات عبر شبكات مختصة من الطلبة والمعليمن ينشرهم في جميع المدارس التابعة له في القدس فمشروع التوعية الصحية المدرسية ليس مجرد مشروع تثقيفي وقائي بل يتجاوز ذلك ليصبح جزءاً من مواجهة الحرب التي يشنها الاحتلال على المدينة، وقد بدأت الجمعية العلمية الطبية بتنفيذه بإشراف مؤسسة القدس.‏

أما مشروع الأيام الطبية المجانية التي تقيمها مختلف الهيئات والجمعيات لإغاثة أهل القدس والمدن المحاصرة الذين لا يستطيعون الحصول على العلاج في الأيام العادية فيسعى الى الوصول للمرضى حيثما وجدوا في مدينة القدس وتشغيل الأطباء والمختصين العاطلين عن العمل فيها.‏

وقد أكد طارق حسين أن تثبيت أهلنا في مدينة القدس هو الهدف الأساس من مشروع إنشاء صندوق لدفع تكاليف ورخص وغرامات البناء في القدس للمقدسيين المهددين بفقدان منازلهم نتيجة عدم قدرتهم على دفعها، إضافة الى مشروع توثيق الأملاك والعقارات في البلدة القديمة لمدينة القدس للسكان المقدسيين لتثبيتهم من خلال ترتيب الوضع الاسكاني القانوني، وتوفير سجل موثق يحدد ملكية العقارات العربية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية