ذكر أمام خليفة قول الشاعر الأعشى :
أرقت و ما هذا السهاد المؤرق
وما بي سقم، و لا بي تعشق
فقال الخليفة : ما يقول هذا الشاعر ؟
قالوا : يتغنى
فقال : بماذا ؟
قالوا : زعم أنه سهر من غير مرض و لا عشق.
فقال : إذا هو لص وليس بعاشق.
***
القاضي والسكران
خرج أبو حازم القاضي من داره إلى المسجد، و إذا بسكران في الشارع، فقال الناس : سكران، سكران.
فوقف القاضي وقال : هاتوه، فأدنوه منه.
فقال له القاضي : لماذا تمشي وانت سكران ؟
فقال السكران: لست سكراناً.
فقال القاضي : إذا كنت كما تدعي اجبني من ربك ؟
فقال السكران : ليس هذا من سؤال القضاة، إنه من سؤال منكر ونكير.
فغلب على القاضي الضحك و قال : خلوا سبيله.
***
طفل أفحم المعري
قال أبو العلاء المعري لقيت غلاما حدثا فسألني : ألست القائل
وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم يستطعه الأوائل
قلت : بلى.
قال الغلام : فإن الأوائل وضعوا ثمانية وعشرين حرفا للهجاء فهل تستطيع أن تزيد أو تنقص حرفاً واحداً ؟
قال أبو العلاء : فسكت سكوتاً ما عهدت لي مثله.
***
ليس من بني آدم
طلب بخيل من قارئ الكف أن يكشف له عن حظه، وأعطاه مبلغا ضئيلا، فأمسك القارئ بكفه وأطال النظر فيه، ثم قال له:
أبوك لم يتزوج ولم تتزوج أمك.
فقال البخيل مندهشا: كيف ذلك، وابن من أكون إذن؟
قال قارئ الكف : وهل من المعقول أن تعطيني هذا المبلغ القليل وتدعي أنك من بني آدم ؟