< هل يجب على من علم بالفساد أن يبلغ عنه؟
<< الحقوق نوعان حق الله وحق الناس، فمن ترك الصلاة أو الصيام أو شرب الخمر أو وقع في الزنا فقد اعتدى على حقوق الله تعالى، وأما من سرق أو ارتشى أو اغتصب مالاً فقد اعتدى على حق الناس، وحقوق الله مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاححة، ولا يسن تتبع عورات الناس فيما هو من حق الله تعالى ، بل المأمور به هو الستر الجميل لعل الله يهدي قلبه إلى هدى أو يصده عن ردى.
وأما حقوق الناس فمن واجب المسلم أن يسعى في رفع المظالم عن الناس ووقف الفساد والمفسدين، ويجب على من عرف شيئاً من حقوق الناس أن يؤدي الشهادة فيما يعلم لئلا تضيع حقوق الناس، قال تعالى: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه).
وشرب الخمر وفعل الزنا خطايا تتعلق بحقوق الله، ولكن المجاهرة بهذه الفواحش كالسكر العلني أو الدعارة فهذا يجعلها اعتداء على حقوق الناس ويجب الإبلاغ عنها ولو لقي المبلغ في ذلك عنتاً أو عناء فهو في سبيل الله، وله في ذلك أحر رفع المنكر والأمر بالمعروف.
***
هدايا للموظفين
< أتعامل مع موظفي الدولة وأقدم بعض الهدايا هنا وهناك من أجل تيسير الأمور فهل علي من إثم؟
<< قال صلى الله عليه وسلم: (هدايا العمال غلول)، ولا يحل للعامل على رأس عمله أن يأخذ من الناس شيئا.
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما بال الرجل نرسله في الخراج فيقول هذا لكم وهذا أهدي إلي!! ألا جلس في داره فينظر أيهدى إليه أم لا؟ ثم قال والذي نفس محمد بيده لا يغل مسلم غلولاً إلا جاء به يوم القيامة مغلولاً إلى عنقه إن كان بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر).
فلا يحل للموظف منازعة الناس في حق لهم، أو استبطاء تنفيذ معاملاتهم حتى يدفعوا الأتاوة والرشوة فهذا كله حرام، وهدايا العمال غلول، وما أخذ بسيف الحياء فهو ربا، وعلى المرء أن يرضى بما قسم له الله، وأن يسعى لتغيير وضعه من سبيل حلال والله تعالى أعلم.