في مقارعة المستعمر الذي دنست قدمه أرض الوطن وأمام نضاله الطويل الذي استمر ربع قرن من الزمن ورغم كل المجازر الوحشية التي ارتكبها جنود الاحتلال الفرنسي والتي بلغت ذروتها بمجزرة البرلمان مساء التاسع والعشرين من أيار عام 1945 حين رفضت حامية البرلمان من رجال الشرطة والدرك (بإباء وشمم ووطنية صادقة ووفاء لتراب هذا الوطن الغالي وبتجرد ونكران ذات) رفضوا تأدية التحية للعلم الفرنسي، أمام عظمة المقاومة التي أبداها هذا الشعب فقد اندحر المستعمرون أذلاء ورحلوا عن أرض سورية في 17 نيسان عام 1946 بعد أن لُقنوا دروساً في الكفاح والمقاومة من قبل هذا الشعب الذي لم يعرف في قاموسه معنى الهزيمة واليأس وجاءت معارك تشرين التحريرية في عام 1973 ضد الكيان الصهيوني تتوج هذه البطولات والانتصارات ولا تزال ملاحم سورية متواصلة حتى التحرير الشامل للجولان السوري وكافة الأراضي العربية المحتلة.
إن من حق سورية وشعبها إحياء ذكرى ذلك اليوم بكل الفخر والاعتزاز والتعبير عن تلك المحبة الوجدانية الصادقة وذلك الوعي الخلاق وتلك الإرادة المثلى إرادة التضحية والعطاء والشهادة.
لقد أثبتت سورية في خضم العواصف والأعاصير التاريخية أنها مؤسسة على قواعد راسخة ترتبط فيها المبدئية الصلبة بواقعية الأداء والممارسة، فكل نهج تعتمده في سياق العمل الوطني تستلهم فيه مصالح الأمة وأفضل السبل والأساليب وصولاً إليها.
لقد واجهت سورية وتواجه اليوم بالقوة اللازمة مع الحكمة بقيادة الرئيس بشار الأسد صلف وتعنت الكيان الصهيوني ، هذا الكيان الذي يواصل سياسته الإجرامية ومشاريعه الاستيطانية التوسعية الأمر الذي يؤكد على أن المضي قدماً في تنفيذ تلك السياسة يعرض عملية السلام بكاملها للانهيار ولا يترك أي مجال للحديث عن السلام، فضلاً عما يجب أن يؤدي إليه ذلك من زيادة العنف والعنف المضاد وإعادة منطقة الشرق الأوسط بكاملها إلى دوامة التوتر والصراع .
إن العبر والدروس المستقاة عبر التاريخ تؤكد أن حقوق الشعوب وخاصة منها الحقوق التاريخية والحقوق المتعلقة بالأرض والسيادة وتقرير المصير لا تضيع مهما طال الظلم وزمن الاستيلاء.
إن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد وهي تتصدى لمشاريع الكيان الصهيوني إنما تكافح وتناضل من أجل سلام عادل وشامل لهذه الأمة يكون أساسه الاقرار بحقوقها القومية المشروعة والانسحاب من جميع الأراضي المحتلة دون التنازل عن أي شبر.
إن الرئيس الأسد بنهجه هذا يمثل أرقى أشكال العمل السياسي القومي وهذا ليس ما شهد به العرب فقط بل الوفود الأوروبية التي زارت سورية في الآونة الأخيرة والتقت الرئيس بشار الأسد أكدت على الدور المحوري والمهم لسورية في تحقيق السلام بالمنطقة، وأن لا جدوى للحديث عن السلام بدونها.