وتحت ضغوط من الكونغرس تراجع اوباما عن نشر صور التعذيب وخاصة في سجن ابو غريب في العراق خاصة بعد ان اكد جنرال اميركي متقاعد ان هناك صوراً لانتهاكات جنسية بين الصور التي امر اوباما بعدم نشرها حسب صحيفة ديلي تلغراف البريطانية.
وكما كانت منظمة العفو الدولية بالمرصاد لكل الانتهاكات في السجون الاميركية تحت الاحتلال في عهد الرئيس السابق جورج بوش وها هي الان تتدخل لتقييم سياسة أوباما حيث قالت المنظمة العفو الدولية امس ان سجل الرئيس الاميركي باراك اوباما المتعلق بتغيير سياسات الادارة السابقة الخاصة بمكافحة الارهاب متباين لوجود نقاط سلبية واخرى ايجابية فيه.
ونقلت (اف ب) عن المنظمة قولها في تقريرها السنوي.. ان الامال الواسعة في اجراء التغيرات الكبيرة التي اثارتها كلمة اوباما اثناء تنصيبه في كانون الثاني الماضي بعد ثماني سنوات من حكم ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش تبددت موضحة ان الوعد المبكر والخطوات الاولية الهامة التي اتخذت لاصلاح الانتهاكات لم يتبعها سوى تحرك محدود.
واعربت المنظمة الدولية عن اسفها لان الادارة الجديدة لم تتخذ سوى تحركات محدودة لضمان تطابق الاعتقالات المرتبطة بالارهاب مع التزامات الولايات المتحدة الدولية وقالت ان غياب المسؤولية ونقص معالجة الانتهاكات السابقة لحقوق الانسان امور لاتزال متأصلة.
ومن بين الاخطاء التي اوردتها منظمة العفو الدولية قرار ادارة اوباما في شباط الماضي تفعيل امتياز اسرار الدولة للتخلص من دعوى قضائية قدمها ضحايا برامج وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي اي ايه لنقل المعتقلين كما فعلت ادارة بوش سابقا.
كما دانت المنظمة طعن الادارة الاميركية في قرار اصدره قاض فدرالي اميركي في نيسان جاء فيه ان ثلاثة معتقلين محتجزين في قاعدة باغرام الجوية يمكن ان يطعنوا في قانونية اعتقالهم امام محكمة اميركية.
واكد تقرير المنظمة كذلك ان استخدام عقوبة الاعدام لايزال يتسم بالتفرقة العنصرية خاصة بشان عرق الضحية ولاتزال اعداد الاميركيين السود المحكوم عليهم بالاعدام اكبر كثيرا من غيرهم في الولايات المتحدة.
الا ان المنظمة اشارت الى بعض النقاط الايجابية مثل اعلان اوباما في كانون الثاني انه سينهي ما وصف بسياسات اساليب التحقيق المكثف التي انتهجتها ادارة بوش والتي ترقى الى درجة التعذيب اضافة الى وعده باغلاق معتقل غوانتانامو في القاعدة الاميركية في كوبا خلال عام.
واشارت المنظمة كذلك الى ان الولايات المتحدة انضمت الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة والذي كانت ادارة بوش رفضت الانضمام اليه.
وكانت صحيفة دايلي تلغراف البريطانية قد ذكرت في تحقيق لها أمس ان صور تعذيب المعتقلين التي سمح الرئيس الاميركي باراك اوباما بنشرها ليعود ويتراجع عن قراره تتضمن صورا تظهر اغتصاب معتقلات عراقيات من قبل جنود اميركيين.
ونقلت الصحيفة عن الميجور جنرال الاميركي المتقاعد انتونيو تاغوبا الذي كلف باجراء تحقيق بشان الانتهاكات الاميركية في معتقل ابو غريب بالعراق قوله في مقابلة مع الصحيفة.. ان هناك صورة اخرى تظهر مترجمين اميركيين يعتدون على معتقل ذكر فيما تظهر عدة صور اخرى اعتداءات جنسية بحق المعتقلين ارتكبها الجنود والمتعاقدون الاميركيون مستخدمين ادوات.
واشارت الصحيفة الى ان نتائج التحقيق التي توصل اليها تاغوبا ونشرت في تقرير عام 2004 اكدت حصول عمليات تعذيب واغتصاب في معتقل ابوغريب الا ان حقيقة وجود صور تظهر هذه الانتهاكات لم يتم الكشف عنها أبدا وقد اكد تاغوبا وجودها في لقائه مع الصحيفة.
ولفتت دايلي تلغراف الى ان طبيعة هذه الصور والتي قدر عددها بنحو الفي صورة قد تفسر محاولات اوباما لمنع اصدارها واقر تاغوبا ان هذه الصور تظهر عمليات تعذيب واساءة معاملة واغتصاب وكل انواع الانحطاط في الاخلاق.
وفي محاولة للدفاع عن قرار اوباما بعرقلة النشر قال تاغوبا ان اثار اتخاذ مثل هذه الخطوة سيكون كارثيا على الجنود الاميركيين معترفا بان مجرد وصف هذه الصور بالكلمات يظهر كم هى مريعة فكيف ان تم نشرها.
وعلى صعيد متصل قال مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال جيمس جونز اول امس ان الرئيس باراك اوباما جعل الولايات المتحدة اكثر امنا في رد غير مباشر على الانتقادات التي وجهها بهذا الخصوص نائب الرئيس السابق ديك تشيني الى اوباما.
ونقلت (أ ف ب) عن الجنرال جونز قوله.. اعتقد جازما ان الولايات المتحدة ليست امنة فحسب بل انها ستكون اكثر امنا وان الاميركيين هم اكثر فاكثر في امن بفضل القدرة على القيادة التي برهن عنها الرئيس خلال الاشهر الاربعة الاخيرة سواء في الداخل ام في الخارج.
واضاف الجنرال الاميركى خلال لقاء لمجموعة اتلانتيك كاونسيل للابحاث في واشنطن ان الرئيس باراك اوباما قال بوضوح ومن دون مواربة اننا في حرب ضد الارهاب وان الارهاب يمكن ان تكون له اوجه عدة. واوضح جونز ان اوباما عزز امن الولايات المتحدة بقراره اغلاق معتقل غوانتانامو وباستراتيجيته الجديدة القائمة على محاربة الارهاب في افغانستان وباكستان وانهاء الحرب في العراق.