فقد وصل عدد الجنود الاميركيين الذين انتحروا العام الماضي ( 133) جندياً مقابل ( 115) في العام الذي سبقه والذي كان بدوره الرقم الاعلى منذ بدأت السلطات باحصاء عدد المنتحرين في صفوف الجيش.
وذكرت شبكة (سي ان ان) الاخبارية الاميركية أمس نقلا عن تقارير للجيش الاميركي ان عدد الجنود الاميركيين الذين انتحروا في كانون الثاني الماضي فاق عدد زملائهم الذين لقوا مصرعهم في ساحات القتال.. وحتى ضمن القوات البحرية الامريكية المارينز اذ بينت الاحصاءات أن عدد المنتحرين من جنودها قد زاد عام 2008 ليصل الى 33 جنديا مقارنة بـ 25 منتحرا عام 2007.
وكان نائب رئيس هيئة الاركان الامريكية الجنرال بيتر تشياريلي قد أبدى قلقه حول ارتفاع معدل انتحار الجنود في شهادته أمام لجنة الكونغرس المصغرة للجيش الامريكي.
وفي تطور مثير لهذه الظاهرة أعلنت قاعدة فورت كامبل العسكرية الامريكية في كنتاكي في بيان لها عن اغلاق أبوابها لمدة ثلاثة ايام بعد توالي حوادث الانتحار بين جنودها التي وصلت الى 11 جنديا منتحرا منذ بداية العام الجاري.
وبحسب البيان فان القاعدة ستقوم بعملية لتدريب جنودها حول طرق منع الانتحار أو تجنب الاقدام عليه وتقديم المساعدة النفسية لهم لتفادي خطر الانتحار بسبب الضغوط التي يعانونها نتيجة الحرب.
وقال البريغادير جنرال ستيفن تاونسند انه بين شهري كانون الثاني واذار كان معدل الانتحار في القاعدة جنديا واحدا كل اسبوع وقد انتحر جنديان الاسبوع الماضي فقط وهو ما اثار حفيظة الجيش الذي لا يرغب ابدا بان تصل الامور الى هذه الدرجة من الخطورة.
وطالب (تاونسند) في كلمة له امام اربعة الاف جندي بضرورة وقف عمليات الانتحار والتخلي عن اي افكار تراودهم بهذا الشأن ويطور قادة الجيش مجموعة من التوصيات الجديدة لتوزيعها على القادة على الارض لمساعدة قاعدة فورت كامبل لمعالجة مشكلة الانتحار.
وقال (تاونسند) انه بين شهري كانون الثاني و اذار ارتفعت الحالات الى 56 حالة مشيرا الى ان تكرار عمليات الانتشار للجنود منذ عام 2001 ساهمت بشكل كبير في الضغوط التي يشعر بها جنود فورت كامبل فيما قال الكولونيل كين براون ان الالوية الثلاثة في الفرقة المجوقلة 101 خضعوا لثلاث عمليات اعادة انتشار في العراق.
وخدم اللواء الثالث ايضا لسبعة اشهر في افغانستان فيما عاد اللواء الرابع توا من انتشار تواصل لـ 15 شهرا في افغانستان وقال براون ان الجنود في هذه الفرقة يخوضون الحروب منذ سبع سنوات الامر الذي اثر بشكل كبير على معنوياتهم وصحتهم النفسية.
وكانت وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون كشفت في وقت سابق أن معدلات الانتحار في صفوف جنود الجيش في كانون الثاني الماضي تجاوزت جميع الارقام التاريخية ونوهت بأن أعداد المنتحرين فاقت أعداد الذين قتلوا في معارك بالعراق وأفغانستان وفاقت بست مرات الفترة نفسها من عام 2007 ما دفع القيادة الى اخطار الكونغرس وكبار المسؤولين.
ووصف ضابط كبير الوضع بالقول انه مرعب وان القوات المسلحة تحاول البحث عن اسباب هذه الظاهرة وتصل نسبة حالات الانتحار المؤكدة الى 20.2 من بين كل 100 الف حالة واذا ما تاكدت الحالات الباقية فهذا يعني حدوث ارتفاع في النسبة.
وسبق أن أعلن كبار المسؤولين في الجيش الامريكي الشهر الماضي أن معدل الانتحار على مستوى البلاد بلغ 19.5 شخصا عن كل مئة الف حالة.
ويلجأ الجيش الى وضع قوائم باسماء الجنود الذي يعانون مشاكل نفسية وقد يرتكبون عملية الانتحار ودعاهم الى اللجوء لطلب المساعدة من قادتهم لاصلاح اوضاعهم غير ان الجنود يخشون في حال طلبوا المساعدة النفسية ان يؤثر ذلك سلبا على مهنتهم وسجلهم ويسيء الى صورتهم في اعين زملائهم.