|
قراءة في حدث.. احتضانٌ هنا , قتلٌُ هناك.. آراء
ومن المفارقات التي كان لابد أن يتوقف عندها متتبعو أحداث الأسبوع الأخير من الشهر الفائت , استشهاد أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 15 شهرا وست سنوات ومعهم أمهم , في بلدة بيت حانون وذلك إثر تعرض منزلهم لقذيفة دبابة إسرائيلية , هذا فضلا عن استشهاد عدد آخر من سكان الحي بينهم شاب في السابعة عشرة من عمره. حين يقارن قارىء الصحف الصادرة في اليوم التاسع والعشرين من الشهر الماضي سوف يتلمس معاني المفارقة التي أشرت إليها في مطلع أسطري هذه . ففي الصحف السورية واللبنانية معا سوف يرى قراؤهاصور هؤلاء الأطفال ضحايا المجزرة الاسرائيلية تنطق بما لايقدر الإنسان على وصفها بأكثر من أنها مجزرة وحشية لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلا لها إلا في سياق ممارسات إسرائيل ضد أهلنا في فلسطين المحتلة , وفيما العالم يرصد الصوت والصورة من النادر أن يرى أو يسمع أحدنا عن رد فعل يوازي في ثقله مثل هذا الحدث وتبعاته الأخلاقية والوطنية . على النحو الآخر , نرى في صحفنا المحلية كما في صحف لبنانية وتحديدا في صحيفة السفير , نرى صورة مميزة للسيدة أسماء الأسد , وهي تحمل على ظهرها فتاة صغيرة من أطفال دير القديسة تقلا في بلدة معلولا وذلك إثر زيارتها والسيد الرئيس بشار الأسد لهذا الدير, حيث شاركا في الجناح المخصص لتربية الأيتام الاحتفال بعيد الفصح وتناولا معهم غداء العيد , وقد ارتسمت على قسمات وجهها معالم فرح أم حين تحتضن بلهفة واحداً من أطفالها , هذا فيما أشرقت عينا الطفلة الصغيرة بنظرات معبرة عن سعادة لاتوصف. بين هذه الصورة التي تعبر عن معاني الأمومة بحق ولاتحد ابعادها , وبين تلك الصورة التي تعبر عن معاني الحقد حتى ضد الأطفال الآمنين في بيوتهم , مسافات شاسعة إن دلت على شيء فإنما تدل على مقدار التباين بين ماتختزنه النفس من قيم ذات صلة بالمثل الانسانية , وبين خلوها من هذه القيم , ولاسيما في زمن بدأت القيم العليا تتساقط في أماكن عديدة من العالم كما في بنية الكيان الصهيوني في منطقتنا العربية. ومن هنا تبدو هذه المفارقات , حين يتلمس أحدنا أطرافها , تبدو كأنها مؤشرات تختزن الحزن في أعماقها على الضحايا الأبرياء حين يتساقطون إثر اعتداءات مبرمجة تستهدفهم كما في أيامنا هذه , ومن هنا أيضا تبدو الصورة على نحو السماء الملبدة بالغيوم السوداء ولاأمل في انفراج الضوء إلى أمد غير منظور أو متوقع. إن تخبط الاسرائيليين في ارجاء الوطن الفلسطيني كافة , غدا ظاهرة مرئية للعيان , ومن معالمها العمليات العسكرية المستندة الى قواهم البرية والجوية والبحرية الدائرة على مدار الساعة في الليل كما في النهار وفي ضوء هذا الواقع المؤلم, واقع القتل والتدمير والتجويع وسوى ذلك , يتنامى أمل في أعماق كل منا , ونحن نرى صورة أخرى تعبر عن محبة وحنان , أن يوماً لابد أن يأتي يمكننا من حمل أطفالنا على أكتافنا فنشعرهم بالأمن والأمان . لابد أن يأتي Dr-louka@maktoob.com"اليوم. Dr-louka@maktoob.com">ذلك Dr-louka@maktoob.com"اليوم. Dr-louka@maktoob.com
|