وبالتالي المساحة ضيقة والتزايد العمراني على قدم وساق والهجوم على المناطق الخضراء مستمر.. ومع التوسع العمراني برزت مشكلات طال عمرها تاركة أثرها على الواقع لتتجاوز الحد المسموح في الأونة الآخيرة
وجود نظام ضابطة بناء متكامل حل لم يشهد ولادة بالرغم من شيخوخة وقدم هذه المشكلات..وهو ما استفاقت عليه محافظةومجلس مدينة طرطوس,فما من اجتماع يعقد ويؤكدون فيه أهمية تعديل نظام ضابطة البناء للمدينة والعمل على تطوير الشكل المعماري والتنظيمي لها..
وآخر أشكال هذه التأكيدات والتصريحات جاء بورشة عمل خاصة بتعديل نظام ضابطة البناء ,أقامها مجلس المدينة بعنوان(تطوير نظام ضابطة البناء انترادوس مدينة التاريخ إلى طرطوس مدينة الحداثة والمستقبل),افتتحها السيد المحافظ بقوله:(هناك إشكالات في ضابطة البناء الحالي الذي سبب الإغراق بالتفاصيل المملة والمزعجة,والآن لا نرى مدينة حديثة على الرغم من الجهود المبذولة,ونريد من اللجنة إكساب ضابطة البناء المرونة ).
أما رئيس مجلس المدينة فسلط الضوء على (أهداف دراسة تعديل نظام الضابطة للمدينة),بتطوير الشكل المعماري والتنظمي بتحرير النظام من الحدود الجامدة وتحفيز المعماريين على الإبداع بما يتماشى مع العصر,ومعالجة الحالات الظاهرة التي لم تحل في النظام الحالي,بالإضافة لوضع معايير يتم الالتزام بها فلا يسمح بالمخالفات والتسويات إلا بالحدود الدنيا,والسيطرة الكاملة على أعمال البناء في المدينة تفادياً للمشكلات,والاستفادة من المساحة المبنية ,وحل مشكلة المرائب,إضافة لخلق مواقع مناسبة لخدمة الأعمال التجارية..
باعتبار أن الورشة والدراسة هما اعتراف بواقع سيئ ,وأمل البدء برؤية مستقبلية نحو نظام ضابطة بناء متكامل,فإن تحديد مهلة شهر على إنجاز توصيات هذه الورشة هو بدوره خطوة جيدة إن تحققت.
وهذه التوصيات تنص على ضرورة قيام مجلس المدينة بالعمل على تقويم المخطط التنظيمي المصدق بما يتلاءم مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية للمدينة بالإضافة إلى متابعة دراسة تعديل نظام ضابطة البناء الحالي كنظام مؤقت يعمل به إلى حين تقييم المخطط التنظيمي للمدينة ووضع نظام ضابطة بناء جديد يتفق معه,كما تم التأكيد على موضوع نظام عامل الاستثمار وتشجيعه ضمن المخطط الحالي,ووضع الحلول لمشكلات المرور ومواقف السيارات في النظام المقترح..
الواقع يقول نحن بحاجة لنظام ضابطة بناء جديد لا يهمل البنى التحتية ولا سيما في حالات التوسع الشاقولي من جهة,يحقق جمالاً عمرانياً,وهو الفن الذي افتخرت به مدن العالم القديمة والحديثة.