منذ عام 2005 والمقاومة الأفغانية مستمرة في الاتساع,في البداية استقرت في المناطق البعيدة عن الحدود الباكستانية وعن تخوم البلاد لكنها أخذت بالاتساع لتصل اليوم إلى المناطق الجنوبية والشرقية لأفغانستان.
في عام 2005 كان بإمكان الغرباء العودة بسياراتهم من كابول إلى قندهار,لكن اليوم بات الأمر مستحيلا بسبب تمركز طالبان على هذا المحور والتي تعمل جاهدة لضرب معبر للجيش الأفغاني, هذا الجيش الذي يعتمد عليه حلف الناتو بحال سحب قواته تدريجيا من البلاد.
على مسرح العمليات ترك حلف الناتو نفسه ينقاد خلف هذه الصراعات,ففي كل مرة يكون فيها الجنرالات (على وشك) كسب المعركة, تراهم يطالبون بالمزيد من المجموعات العسكرية والعتاد لكسب الحرب ,وتتولى العمليات ومكالمات الانتصار, لكن المتمردين حاضرون دوما مثل حلقة مفرغة فكل عملية تترافق بضحايا مدنيين ورفض للوجود الأجنبي.
هذا الإخفاق لا يعني الهزيمة بعد فالثوار غير مؤهلين للسيطرة الدائمة على المدن, وباقي المناطق لا تزال هادئة, وعلى حلف الناتو مراجعة استراتيجيته لأنه لن يتمكن من السيطرة على الأمور فالعدو الذي تحاربه قوات الناتو معروف بوضوح مثل (طالبان) .كذلك هناك مجموعات مختلفة ,البعض منها قريب من القاعدة ومدفوع لمحاربة الغرب عموما وهناك مقاتلون أهدافهم سياسية أفغانية بشكل خاص وآخرون هم قادة حرب رتبوا حساباتهم مع الحكومة أو تجار مخدرات عوّق عملهم وجود القوات الأجنبية.
لم يعد هدف حلف الناتو واضحا في هذه المنطقة فإذا كان المقصود حماية حكومة كرزاي من الانقلاب إلا أننا نلاحظ أن الواحدات النظامية المنتشرة في أفغانستان ليست بالضرورة مهيأة لهذه المهمة.
فوجود قوات خاصة مدربة جيدا يعني عدم ضرورة وجود قوات كبيرة بشكل مستمر في الدولة وتقليص دور الطيران سيكون قادرا على التوصل إلى نفس النتائج دون تحرك واسع للناتو.
بالمقابل.. إذا كان هدف الغرب فرض سياسات بنيّة حسنة في الأراضي الأفغانية لكن يبقى العمل بها محفوفا بالخطر, يخشى ألا تنتهي مسألة أفغانستان بشكل جيد.