تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سياسة الإقصاء.. فشلت

نيويورك تايمز
ترجمة
الأربعاء 7/5/2008
ترجمة: حكمت فاكه

من بين السياسات التي اتبعتها الإدارة الأميركية في الأعوام الأخيرة, وقادت إلى نتائج عكسية, تلك السياسات الخاصة بمعاقبة ومقاطعة بعض الحكومات أو الفصائل السياسية التي ترفض الخضوع لأوامرها, إذ أثبتت تلك السياسة من واقع التجربة العملية.القائمة على أرض الواقع, أنها تقود إلى تقليص احتمالات إقدام هؤلاء الساسة على التخفيف من تطرف سياستهم.

توجد نماذج عدة بارزة لتلك السياسة في عدة مناطق في العالم, لعل أبرزها القائمة في الشرق الأوسط, فخلال زيارتي الأخيرة إلى المنطقة والتي بدأتها باسرائيل,إذ كان هدفي من الزيارة هو الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات للمساعدة في دعم مبادرة السلام المتعثرة التي يرعاها بوش ووزيرة الخارجية رايس, وبالرغم من معرفتي بأن سياسة أميركا الرسمية تقوم على مقاطعة سورية وزعماء - حماس - فإنني لم أتسلم أي رسالة سلبية أو تحذيرية حول الزيارة باستثناء زيارة غزة التي قد تكون خطرة في المرحلة الراهنة.‏

فقد راقب ( مركز كارتر ) ثلاثة انتخابات فلسطينية, آخرها الانتخابات البرلمانية التي حصلت في كانون الثاني عام 2006 وفازت حماس بتلك الانتخابات ضد منافستها الرئيسة فتح وبعد تلك الانتخابات اقترحت الحركة تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة محمود عباس مع التنازل عن الوزارات الرئيسة لحركة فتح, من ضمنها وزارتا الخارجية والمالية.‏

وكانت الولايات المتحدة قد صنفت حماس سابقاً على أنها منظمة إرهابية, وبالتالي فإنها أصبحت مطالبة بحل نفسها بالرغم من كونها حكومة منتخبة لكن - حماس - رفضت ذلك ونجحت في سيطرتها على قطاع غزة, بينما استمرت فتح بحكم الضفة الغربية, التي لاتزال اسرائيل تسيطر عليها.‏

وتظهر استطلاعات الرأي أن حماس تزداد شعبيتها بشكل ملحوظ. لهذا السبب, وبما أن السلام لايمكن أن يتحقق بينما الفلسطينيون منقسمون على أنفسهم, فإننا في مركز كارتر كنا نؤمن باستمرار, بأنه من الأهمية بمكان البحث عن الظروف المناسبة التي تسمح بعودة حماس ثانية إلى المشاركة التي تجري في هذا الإطار ( ففي استفتاء عام جرى أخيراً للاسرائيليين العارفين بهذا التاريخ أظهر أن 64 بالمائة منهم يؤيدون ويشجعون على إجراء محادثات مباشرة بين اسرائيل وحماس ).‏

وفي هذا الخصوص, لاتستطيع اسرائيل تحقيق السلام مع سورية, مالم يتم التوصل إلى حل النزاع القائم بين البلدين بخصوص مرتفعات الجولان, وهنا نجد أيضاً أن سياسة الإدارة الأميركية تقوم على رفض الحكومة السورية ومنع محادثات السلام الثنائية بينها وبين اسرائيل بالرغم من رغبة كبار المسؤولين الاسرائيليين.‏

فأثناء زيارتي للمنطقة اجتمعت بمسؤولين من غزة والضفة الغربية وسورية وبعد إجراء مباحثات مكثفة استمرت لمدة يومين مع هؤلاء المسؤولين, أفادونا بالمعلومات التالية على المقترحات المقدمة لهم والهادفة إلى تعزيز احتمالات السلام.‏

1- مستقبل حماس بأي اتفاق يتم التوصل إليه من خلال التفاوض بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزارء الاسرائيلي ايهود أولمرت, بشرط أن تتم الموافقة على ذلك الاتفاق عن طريق استفتاء شعبي فلسطيني أو بواسطة حكومة منتخبة.‏

2- ستسمح حماس للأسير الاسرائيلي الجندي - جلعاد شاليط - المحتجز لدى الفلسطينيين منذ عام 2006 بتوجيه رسالة إلى أهله, وذلك عندما توافق اسرائيل على الإفراج عن قائمة من السجناء الفلسطينيين.‏

3- إضافة إلى ذلك , أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن رغبته الدخول في مفاوضات سلام مع اسرائيل.‏

لكن الرئيس الأسد يطلب مشاركة الولايات المتحدة في محادثات السلام وأن تكون تلك المحادثات علنية وغير سرية.‏

فمن خلال إجراء المزيد من المباحثات الرسمية مع هؤلاء القادة, ربما يتم إحياء وتسريع عملية السلام المتوقفة بين ( اسرائيل ) وجيرانها. لأن المفاوضات, وليس الإقصاء والعزل, في الشرق الأوسط هي الطريق الوحيد للسلام المنشود والمطلوب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية