اتخذت حكومتا اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية في نيسان من هذا العام, قراراً مشتركاً بمقاطعة هذا المؤتمر من تحوله إلى تظاهرة معادية لإسرائيل بسبب انتهاكاتها المتواصلة لحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة عام ,1967 وممارسة التمييز العنصري ضد العرب في فلسطين المحتلة عام ,1948 كما حصل في مؤتمر دوربان الأول في عام ,2001حيث تم الإعلان عن أن إسرائيل دولة عنصرية وأن (المحرقة) لم تكن حدثاً استثنائياً, إنما حدث مماثل لأحداث تاريخية أخرى, وأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 هو عملية تصفية عرقية ضد الشعب الفلسطيني.
ويأتي قرار المقاطعة على أثر التوقعات في إسرائيل أن المؤتمر سيركز على خروقات إسرائيل اليومية في مجال حقوق الإنسان, وارتكاب الجرائم المتواصلة بحق الشيوخ والأطفال والنساء في قطاع غزة.
وكانت وزيرة الخارجية في الكيان العنصري الصهيوني (تسيبي ليفني) قد أعلنت في 24 شباط الماضي, أن اسرائيل لن تشارك في مؤتمر (دوربان) الثاني الدولي لمكافحة العنصرية في عام ,2009 بذريعة إمكانية استخدامه كمنبر لمعاداة السامية.
وقالت ليفني وقتها: (إن إسرائيل لا تعتبر هذا الملتقى الذي تنظمه الأمم المتحدة شرعياً, مالم تتلق دليلاً على أن هذا المكان لن يستغل مرة أخرى كمنبر لمعاداة السامية, أو لأنشطة معادية لإسرائيل.
واستناداً إلى صحيفة (هآرتس) فإن إسرائيل ومنظمات يهودية في العالم بدأت منذ إعلان موعد انعقاد المؤتمر الثاني حملات دبلوماسية وإعلامية ضد المؤتمر أثمرت إلى الآن إعلان كندا مقاطعتها المؤتمر, فيما تواصل إسرائيل محاولاتها لإقناع دول أخرى بعدم الحضور أو اشتراطه بامتناع المؤتمر الأول.
وذكرت الصحيفة أن 25 شخصية سياسية أميركية سابقاً, نشرت إعلانات كبيرة في الصحف الأميركية تطالب الإدارة الأميركية بمقاطعة المؤتمر.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاسرائيلية للصحيفة إنه في حال تلقت اسرائيل تعهداً بأن جدول أعمال المؤتمر لن يتطرق إلى الصراع العربي الإسرائيلي كموضوع رئيس, فإنها ستعيد النظر في قرارها بالمقاطعة.
ويذكر أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا قد انسحبتا من مؤتمر دوربان الأول, لأنه حسب زعمهما معادياً للسامية وإسرائيل لكونه ندد بإسرائيل واعتبارها دولة عنصرية.
ولولا أحداث 11 أيلول ,2001 لكان من الممكن أن تهز نتائج مؤتمر دوربان الأول أركان المجتمع الدولي, ولا سيما أن الرسالة الجوهرية التي أطلقها المؤتمر آنذاك تقول: إن الصهيونية واللاسامية هما حركتان عنصريتان غذت إحداهما الأخرى, وأن الشعب الفلسطيني دفع في نهاية الأمر ثمناً باهظاً, على الرغم من أن المؤتمر أكد أن أنظمة عنصرية مثل (إسرائيل) وحركات عنصرية, كالصهيونية محمية أكثر من ضحاياها.
مضمون مؤتمر دوربان الأول, مازال ماثلاً للعيان, ومازال قائماً وملموساً على الصعيد الفلسطيني, وعلى صعيد المجتمع الصهيوني, الذي تصر حكومته العنصرية على أن تكون إسرائيل (دولة يهودية خالصة) على حساب فلسطين وشعبها.
فالفلسطينيون, وعلى مدار الساعة يواجهون مجتمعاً صهيونياً متطرفاً مدججاً بأفكار ومشاريع عنصرية, تقوده مجموعة إجرامية تحرضه بشكل دائم ضد كل ما هو عربي بشكل عام وفلسطيني بشكل خاص, ونظرة بسيطة إلى ما يصدر من تصريحات يتفوه بها الحاخامات والقادة الصهاينة وتكشف لنا ما يتمتع به المجتمع الصهيوني من التعالي والحقد والعنصرية, وما يحمله من أفكار غريبة عن الآخر غير اليهودي.
فقتل الأطفال والشيوخ والنساء وهدم المنازل فوق رؤوسهم, وإبادة من بقي من الفلسطينيين سياسة مباحة, استناداً إلى فتوى حاخام إسرائيل الأكبر.
وقتل عشرات الآلاف في لبنان وفلسطين وسورية واجب من أجل إخضاعهم وفرض الاستسلام علىهم وفق مادعا إليه العميد الاحتياط آفي إيتام.
وهي النتيجة التي توصل إليها (يارون لاندن) حينما دعا إلى تلقين العاقين في غزة درساً, وإبداء الوحشية الأخلاقية حسب وصفه, وتدمير غزة حياً بعد حي, ما سيؤدي إلى اخضاعهم وفرض الاستسلام عليهم.
ومن هنا, بات لزاماً على العالم أن يعزل نظام الفصل العنصري في إسرائيل, وخصوصاً بعد فشل حكومة تل أبيب, في ضمان احترام حقوق الإنسان, ومحاسبة اسرائيل بموجب القانون الدولي والقرارات الدولية العديدة, التي لم تنفذ حتى الآن.