الذين قاموا بالاعتداء على العرب ومحاصرتهم وتهديم وحرق منازلهم ومحالهم وسط هتافات عنصرية من بينها (الموت للعرب), بحجة خرق سائق سيارة عربي لحرمة يوم الغفران اليهودي وكان يعيدها إلى داره.
الصهاينة اعتمدوا في تحركهم على حصار المنازل العربية في عكا بأعداد كبيرة وقذفها بالحجارة وإحراق بعضها تماماً, بالإضافة إلى تحطيم محال تجارية وسيارات مملوكة لمواطنين عرب, دهش كثيرون بما )جرى( في مدينة عكا وأخبث المفاجآت جاءت على ألسنة أصحاب السلطة الإسرائيلية الذين فتحوا عيونهم المندهشة قائلين: كيف يمكن لمثل هذا الأمر أن يحدث في مدينة يسكنها التعايش ? أمامنا احتمالان: إما أن هذا غباء أو أنه استغباء. والأرجح جداً أن هناك استغباء للعقول. طبعاً المشكلة أن ممارسة الاستغباء الحكومية تجد لها أرضاً خصبة حين تكون الغرائز قد طغت على العقول وابتلعتها. ولسطوة الغرائز بين الشرائح الإسرائيلية نتائج متنوعة: خوف من العربي, كراهية للعربي واستعلاء على العربي, وحين تجتمع هذه الثلاث معاً, يصبح من الصعب إطفاء الحرائق الناجمة عنها, برذاذ من الماء الكلامي, لا يوجد في عكا, ولا في غيرها.
إن الحملة الصهيونية على عكا لم تكتف بحرق المنازل وتدمير المحال والسيارات العربية والتنكيل بالمواطنين العرب, وإنما وصل الأمر إلى حملة الكترونية تنادي بمقاطعة المحال التجارية التي يملكها العرب في المدينة العربية, وجاء في الموقع الصهيوني )لا نشتري من محالهم, لا نحترم أعيادهم, ولا نحترم أي مكان تابع لهم, فليخرج العرب من عكا ويذهبوا إلى القرى العربية.
إن أحداث عكا خير مثال على ديمقراطية اسرائيل المزيفة فقد تحولت إلى كابوس محكم على صدور العرب مسلمين ومسيحيين يعيشون في مدينتهم منذ أكثر من ألف عام متحابين يعيشون في أملاكهم التي حوصروا فيها بعد أن نهب أكثر من نصفها. والتعايش في حيفا محدود بضرورات الحياة. وللعرب في حيفا تاريخ طويل من الثقافة والعلم والمعرفة والأدب.
في الخليل يقيم أربعمئة يهودي عنصري متعصب وسط المدينة, يحيط بهم ستمئة ألف من السكان العرب ويستخدم الصهاينة المتعصبون في المدينة لأسباب دينية ويحافظ العرب على المقدسات المشتركة لقبور الأنبياء لكن الصهاينة كانوا يخرقون الحرمات ويقتلون العرب أثناء الصلاة. السلطة الفلسطينية تدخلت بالقوة المسلحة للتهدئة لأن الخوف الصهيوني قد اشتد على حفنة من المستوطنين. وهنا سمح لقوات الأمن الفلسطينية بالعمل في المدينة, لملاحقة المسلحين فقدمت السلطات الصهيونية المساعدات وسهلت لهم دخول المدينة. فأي عنصرية بعد كل ما يجري في حيفا ومدن فلسطين العربية.