وتلك المهارات المتصلة بفهم الأفكار ونقلها.
وإذا نظرنا إلى الدرجة الجامعية من حيث الحصول على نوع العمل الذي نرغب فيه لوجدنا أنها مفيدة بلاشك, ولكن الشهادة الجامعية من ناحية العمل أقل أهمية من القدرة والتخيل والطاقة ففي كل حرفة من الحرف يستطيع الفرد - رجلاً كان أم امرأة- الذي يرضى بأن يبدأ السلم من أولى درجاته, ويهتم بتعليم نفسه أن يشق طريقه بنجاح إلى أعلى المراتب.
ومن الممكن تخطي الفوارق الأساسية التي يتميز بها خريج الجامعة عن غيره من الذين لم يتلقوا تعليماً عالياً فالناس يلتحقون بالكليات لأسباب كثيرة منها إعداد أنفسهم لمهن فنية معينة, أو لوظائف في ميدان الصناعة ومنها الرغبة في الظفر بالمكانة التي تتاح لحامل الشهادة الجامعية ولدعم الثقة بالنفس, وزيادة فهم الفرد لحقيقة مركزه في هذا العالم المعقد, ولتعلم كيفية التفكير الواضح, والانسجام مع الغير, والأمور التي تهم حقيقة هي الثقة بالنفس وحسن الإدراك واكتساب النظرة الواسعة والاتجاه الدينامي نحو الحياة وكل هذا يمكن اكتسابه خارج الجامعة أو داخلها.
وفي هذا تقول السيدة مريم بيضون خريجة تربية أطفال:
علينا أن نعيد التفكير في وصولنا لحياة الكبار بدلالة قدرات الأفراد وحاجاتهم, ولابد من أن نتخلص من الفكرة القائلة إن السبيل الوحيد للإعداد للحياة أو الظفر بالمكانة في المجتمع هو الالتحاق بالجامعة.
وما عليك إلا أن تنظر حولك لتدرك صدق قول السيدة غادة الكسبي فلا شك أنك تسمع عن بعض الكبار من الرجال والنساء الأكفاء المثقفين الذين لم يتسن لهم قط دخول الجامعة, والعالم حافل بعشرات الألوف من هؤلاء, وليس منهم من يعاني من أي عجز في حياته بالقياس إلى من تلقوا تعليمهم وتدريبهم في الجامعات, ولديهم من الاستعداد الذهني, والكفاية العقلية والرغبة في الاستزادة من العلم, ما يجعلهم قادرين على تخطي مراحل التعليم جميعها.
حتى يحصلوا على أعلى المؤهلات التخصصية التي تجعل منهم قوى بشرية أرقى انتاجاً للمجتمع وأكثر فائدة لأنفسهم فيدركون أن في وسعهم أن يفعلوا ذلك بالكد والجد وشعلة الطموح التي لا تخبو.