المسبب الأول للانبعاث الغازي والاحتباس الحراري, على تخفيض الغازات الضارة بالبيئة, وتطبيق معاهدة كيوتو التي يتم انتهاء العمل بها سنة/ 2012 , ودعا المشاركون العلماء إلى خفض كمية الانبعاث الغازي إلى 50% لغاية 2050 وقد تبين أن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر إضرارا بالبيئة وقد بدأت الحديث عن دور محركات الاحتراق الداخلي بتلويث البيئة حيث قامت معظم الدول المتقدمة بإصدار التشريعات الناظمة لتلوث البيئة من خلال:
إعادة النظر في تصميم المحرك ومتمماته المختلفة وإعادة النظر كذلك في تركيب الوقود العادي, ما أثمر أخيراً في الحصول على الوقود الخالي من الرصاص, والوقود الحاوي على نسبة قليلة من الكبريت, إلى جانب بدائل للوقود السائل وتشجيع استخدام الغاز والكهرباء والطاقة الشمسية. وضبط تركيب غازات العادم والسيطرة على مكوناتها والإقلال من انبعاث الغازات الضارة الملوثة للبيئة بالاعتماد على حفازات أو منقيات للغازات المنبعثة من عوادم السيارات, وبناء عليه هل تعلم مثلاً أن نسبة الغازات المنبعثة من عوادم السيارات في مدينة دمشق, تزيد عدة أضعاف على النسب المسموح بها وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية WHO وان دخان العوادم مسؤول عن 70% من تلوث الهواء في مدينة دمشق, وهذا يعتبر مؤشراً خطيراً على ارتفاع نسبة التلوث, وما يسببه هذا الارتفاع من أمراض رئوية وتحسّسية, وسرطانات تحصد الآلاف من المواطنين سنوياً. وهل تدرك أن زيادة عدد السيارات بهذا الكم الهائل وغير المدروس أحد أسباب المشكلة, لأنه لم يضع في الاعتبار تأثيراتها البيئية الضارة, الناجمة عن مواصفات الوقود المستخدم حالياً, وخاصة - المازوت - الذي يحوي نسبة عالية من الكبريت ذي التأثيرات المسرطنة, والذي لايتوافق مع شروط المواصفات الدولية التي تحمي البيئة. ولاسيما مع عدم وجود المحول الحفاز CATALIST في السيارات القديمة وبعض الحديثة, ومايساهم بشكل كبير في عملية التلوث الهوائي.
أضف إلى ذلك الاعتماد على وسائط نقل قديمة انتهى عمرها (سكراب) مثل الباصات والسرافيس والتي تشكل نسبة 13%.
وأن الاسطول القديم للسيارات الحكومية, هو أحد أسباب التلوث الهامة بدمشق, لأنه غير مزود بالمحول الحفاز الذي يعمل على التخفيض بنسبة 80% من كمية الغازات الضارة مثل غاز أول أوكسيد الكربون والهيدروكاربونات وأكاسيد الكبريت والآزوت بتحويلها بعملية الأكسدة والارجاع إلى غازات غير ضارة مثل الأوكسجين وغاز الكبريت والآزوت والماء.
من هنا فقد عقدت الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق راعية البيئة المرورية الآمنة ندوة بعنوان: دور الحفازات في التخفيف من تلوث هواء دمشق, بالتعاون مع مرفق البيئة العالمي للأمم المتحدة تحت شعار:
(لنتعاون جميعاً لتنقية هواء مدينتنا الجميلة)
بهدف إطلاق حملة توعوية شاملة, ورسم إستراتيجية مستقبلية وقائية لمواجهة أضرار سموم دخان السيارات المتزايد باضطراد.
وحول ذلك أفاد الدكتور ستالين كغدو قائلاً:
- إن أهالي دمشق وبقية المدن المكتظة بالسيارات لايستنشقون الهواء العليل, ولايشمون عبق الياسمين, وأريج الورود والرياحين, بل يستنشقون عبق المازوت, ومخلفات السيارات التي تجوب شوارعها الضيقة بلا انقطاع في الليل والنهار, وقد بينت الاحصائيات أن عدد الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء يزيد بثلاثة أضعاف على عدد الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق, وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية يموت كل سنة 3 ملايين شخص بسبب تلوث الهواء وقدر عدد الوفيات في سورية لذات السبب بأربعة آلاف سنوياً, والخسائر الاقتصادية قدرت ب 5 - 11 مليار ليرة سورية هذا وقد بينت الدراسات أن استنشاق الهواء الملوث بعوادم السيارات أكبر خطورة على الصحة العامة للانسان: من تناول الاغذية الملوثة, لأن الغازات المنبعثة من العوادم تصل إلى رئة الانسان ودمه بنسبة 100% , أما التي تصل إليه عن طريق الاغذية فلا يمتص منها في الأمعاء إلا نسبة معينة والباقي يخرج مع البراز كمركبات غير ذائبة.
وأضاف كغدو حول مشروع تنقية هواء دمشق باستخدام الحفازات قائلاً: انه مشروع ممول من مرفق البيئة العالمي, برنامج المنح الصغيرة (GIF/SGP) الذي يديره برنامج الأمم المتحدة الانمائي بالنيابة عن المنظمات الثلاث المنفذة لمرفق البيئة العالمي وهي: برنامج الأمم المتحدة الانمائي, وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة, والبنك الدولي.
وقيمة المنحة (000.42) دولار أمريكي, اضافة إلى (000.8) دولار كمساهمة عينية من الجمعية المنفذة و (500.22) دولار كمساهمة عينية من شركة دولة وبحيث يبلغ إجمالي قيمة المشروع: 500.72 دولار.
وعن نتائج ومخرجات المشروع قال كغدو بعد توقيع الاتفاقية في 3 نيسان/ 2007 , نصبو إلى تخفيف التلوث البيئي الهوائي باعتماد المحول الحفاز كأحد الوسائل الهامة لتحقيق هذا الهدف, وإشراك الجهات العامة المعنية في العمل الجاد لتحقيق هذا الهدف عبر اتخاذ الاجراءات اللازمة لتركيب المحول الحفاز على كل الآليات المستخدمة حالياً والتي يمكن تركيبه فيها, وكذلك إلزام كل السيارات المستوردة حديثاً بجعله أحد مكوناتها الأساسية.
وأخيراً خلصت ندوة دور الحفازات في التخفيف من تلوث هواء دمشق إلى المطالبة بوضع خطة وطنية لدراسة إدخال السيارات إلى القطر, بعد التنسيق مع كل الجهات المعنية لدراسة النواحي السلبية, ووضع الاجراءات الوقائية لمعالجة هذه الآثار الضارة, وسجلت مطلبا بايقاف الاستيراد العشوائي للسيارات قبل وضع شروط السلامة البيئية والمرورية والصحية, من حيث توفر الجودة والنوعية, وكذلك التوسع بالمساحات الخضراء التي تمتص الغازات الضارة الناجمة عن العوادم وسواها وتنقي بيئة دمشق التي عرفت عبر التاريخ بياسمينها النقي, فالحل من وجهة نظر القائمين على الندوة ليس مستحيلاً ولابعيد المنال إذا توفرت النوايا الصادقة والرغبة في العمل المشترك والتعاون الفعال ما بين كافة الجهات المعنية ذات العلاقة - الرسمية والأهلية والمنظمات الدولية الداعمة, فالتعاون عنوان بل أساس النجاح.