ثورة طبية .. تصنيع أوعية دموية دقيقة
كل جديد الأحد 9/11/2008 أنجز باحثون, في معهد ماساتشوسيتس للتقنية وكلية هارفرد الطبية, خطوة مهمة باتجاه إنتاج أعضاء بشرية مثل الكبد والكلية.
تتمثل هذه الخطوة العملاقة في تطوير جهاز مجهري يحاكي في عمله النظام الوعائي من حيث نقل الدم والعناصر الغذائية إلى خلايا الأعضاء. كان نجاح الجهود السابقة على هذا الصعيد محدوداً, بينما تمكن الخبراء في السابق من إنتاج جلد وغضاريف, استعصى عليهم إنتاج الأعضاء الحيوية, والمشكلة كما يقول الباحث محمد كازمبور مفراد من معهد ماساتشوستس, إنه بالرغم من إمكانية استخدام تقنية هندسة الأنسجة لإنتاج سقالة تدعم خلايا النسيج المعني, إلا أنها غير قادرة على تشكيل البنية الوعائية اللازمة لتغذية أعضاء مثل الكبد والكليتين. وللتغلب على هذه المشكلة, استخدم كازمبور مفراد وزملاؤه نماذج حاسوبية لتصميم شبكات تحاكي شبكة الأوعية التفرعية الحقيقية. وقام الفريق بوضع تلك الشبكات الدقيقة على أسطح سيليكونية تعمل بمثابة شرائح بوليمرية تنحل بيولوجياً. وتتمثل المرحلة الثانية في وضع غشاء مسامي دقيق بين شريحتين من هذا النوع ولصقهما معاً بإحكام. ويضيف قائلا: النظام الجديد تمكن من توصيل الدم والعناصر الغذائية بكفاءة عالية والحفاظ على حيوية خلايا الكبد والكلية البشرية لمدة أسبوعين على الأقل في المختبر فقد أظهرت التجارب أن 96 % من الخلايا الكلوية تفاعلت مع الشبكة الوعائية الاصطناعية وتمكنت من البقاء على قيد الحياة لمدة أسبوع, في حين أن 95 % من الخلايا الكبدية تمكنت من البقاء على قيد الحياة لمدة أسبوعين. وقد تمكن نظام كبدي تم زرعه في جرذ, من العمل لمدة أسبوع. وقد أجرى الفريق حتى الآن تجارب على أجهزة مكونة من طبقة واحدة. ويقول الخبراء إن الأمر يحتاج إلى ما بين 30 إلى 50 طبقة لتمثيل كبد قادر على القيام بالمهمة, لكن الهدف الأساسي حسب قول كازمبور مفراد هو إنتاج عضو كامل قابل للعمل.
|