وهو في استعادته هذه لمدينته المفقودة يقدمها دون حضورٍ للبشر على الرغم مما تقدم ذكره من إشارات عاطفية.
تتزاحم العديد من العناصر في لوحة كأشكال مصاغة بأسلوب معين من بيوت بتفاصيلها المختارة وأبراج وأسوار وجدران متنوعة وبقايا قلاع وكل هذا التصدر يبدو تعبيرياً بمستوى عالٍ من خلال رمزيته والبساطة التي يتسم بها إضافة للتلقائية التي تحيلنا إلى مفهوم اللعب الذي يتضمنه الفن وهذا ما بدا في أعماله المعروضة في صالة المركز الثقافي الفرنسي.
والتي يبدو فيها الفنان جديد متجدداً مبتكراً لصياغات تتوالد باستمرار إضافة لتقدمها على الصعيد التقني الذي يرسي إلى خصوصية تمتاز بها تجربة الفنان التي تمر بمراحل فنية متعددة على الرغم من الموضوع الواحد والمتفرد الذي يتناوله.
تخضع سطوحه لفعل تشكيلي ساخن وهادىء في آن فلكل تأثير دلالته ويبدو مشبعاً بشجن الماضي والطفولة والحياة المعاشة والتي سبقتها فتحضر التضاريس المتعددة بين مكان وآخر محمَّلة بألوان مختلفة منها القاتمة ومنها تلك التي تشع بالضوء والحرارة وبالعموم فإن ألوانه غنية بتنوعها , فطيفه اللوني واسع إلى حد كبير وتحضر بعض تلك القمم بشكل واسع كالأزرق والأحمر والأبيض على سطح يكتنز تكوينات فيها من الحيوية بقدر ما فيها من الاتزان والثبات والاختلاف بين لوحة وأخرى.
يرسم الفنان جديد النوافذ والخطوط الخارجية للبيوت بحساسية الطفل العاشق للخط واللون ويجعل أشياءه تتجاور بشكل يفضي إلى جمالية واضحة عبر ابتكار حلول فنية تنزع العمل من رتابة التراكم, فهناك نظام فني يسيطر على هذا التزاحم يبتكره الفنان تلقائياً أثناء أدائه وهنا تبدو الصياغة جلية حيث تظهر في أعمال الفنان بحساسية المبدع المبتكر الذي يتأرجح بين ماضٍ آسر وتطلعات حالمة سعياً لاستحضار المكان بالجماليات المعهودة.