وذلك بالتعاون بين مديرية الثقافة بحلب وفعاليات ثقافية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية, بحضور ومشاركة السفير الإيراني في سورية الأستاذ محمد رضا باقري, وعدد من الأساتذة والعلماء ورجال الدين في سورية وإيران ومصر ولبنان.
وقد أبرزت محاضرات المؤتمر عمق العلاقات الوطيدة التي تجمع البلاد الإسلامية, والانعكاسات الايجابية للتعايش المشترك على وحدة الهدف والمعيار.. والمواقف المبدئية الثابتة تجاه مجمل الأحداث والظروف السياسية التي تشهدها المنطقة عموما.. وسورية بشكل خاص.
(الثورة) انطلقت من هذا المنحى تحديدا خلال حوارها مع بعض الشخصيات المشاركة والبداية كانت مع الشيخ الدكتور جعفر المهاجر باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية.. والقاضي في المحاكم الجعفرية في لبنان.
فحول أهمية الندوة أجاب إنها تعكس موقفا ثقافيا يتلخص في عدة أمور أولها: التصميم وتحت كل الظروف على أن تكون أمتنا في المكان الذي يليق بها وسط العالم تحت راية العدل. الأمر الثاني: التشديد على ثقافة الانتظار.. وقد علمنا من خلال التاريخ أنه على مر الزمان هناك فريق يتقبل الخضوع حتى لو شمل الأمة كلها والتنازل عن الحقوق.. (حق الأمة والإنسان كإنسان) وفريق بالمقابل راح يتحرك بطريقة عشوائية غالبا ما تكون مدفوعة برغبة الانتقام من الظالم.. وهي حالة انفعالية.. تفتقد للحسابات الدقيقة.. وتشكل بلاء آخر على الأمة العربية.. وثقافة الانتظار هي التي تقف بين هذين الفريقين ويعني استحقاقات مبرمجة قوامها جمع القوة ورفع المقدرة للوقوف في الموقف الصحيح دفاعا عن الحق.. وقد تعزز هذا النموذج من خلال المقاومة في لبنان, وكذلك في انسحاب العدو الإسرائيلي من غزة مؤخرا ولا شك أن هذا الانسحاب أصاب المشروع الصهيوني عند المعتقدين به في الصميم.. فالصهيونية تراجعت في لبنان من جراء ضربات المقاومة.. لكن الانسحاب من غزة جاء بضربات صهيونية.. فرضتها إرادة شعب رابط وصبر وقاوم.. ابتداء من أطفال الحجارة إلى الأمهات اللواتي قدمن فلذات الأكباد شهداء, وصولا إلى الشباب الذين قاموا بالعمليات الفدائية, إلى الشعب الفلسطيني كله وقد أقر حكام إسرائيل بهذه الحقيقة.
فإسرائيل لم تعد تتحمل العبء السياسي والأعباء الاقتصادية والأمنية التي تشكلها الانتفاضة الفلسطينية.. وهي ملامح حية ونابضة لثقافة الانتظار.
ولدى سؤالنا عن علاقة هذا المفهوم بالموقف السوري من الضغوطات السياسة وأبعادها حاليا أجاب: إن سورية في موقف مماثل.. فهي مستهدفة في الصميم من المشروع الأمريكي وما يسمونه الشرق الأوسط الكبير.. وأضاف: نحن نثمن مواقف سورية ممثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد.. ونعرف تماما ماذا حقق القائد الخالد حافظ الأسد في لبنان.. وندرك أن صمود سورية هو صمود الأمة العربية.. إن موقف الجدار السوري هو خندقنا وإن سورية ليست وحدها.
أما عن مستجدات الأوضاع في لبنان فقد أوضح أن الشعب اللبناني لديه قناعة حقيقية بمواقف سورية ودورها في الاستقرار اللبناني, إلا أن هناك هجمة هائلة حاليا لا يعرف مداها.. هناك إسكات للأصوات وشراء مباشر لوسائل الإعلام.. إنها معركة حقيقية.. لكن الشعب اللبناني يعرف تماما من الذي أسقط اتفاق 17 أيار, ومن الذي فرض تقويض أهداف عملاء إسرائيل ومن الذي دعم المقاومة في لبنان.
وضمن ذات المحور التقينا أيضا سماحة الشيخ الأستاذ عبد الصاحب الموسوي من إيران:
نحن أمة إسلامية واحدة كما عبر عن ذلك القرآن الكريم وبالتالي يجب أن تكون أحاسيسنا مشتركة تجاه الظروف والأحداث الجارية حاليا.. فالعالم الإسلامي اليوم أصبح هدفا واضحا لأعداء البشرية.. هناك محاولة لقلب الحقائق وتضليل الناس وجعلهم يعيشون في ظلام حالك تجاه كل المفاهيم الصحيحة والقيم الإنسانية والهدف تقسيم العالم إلى قسمين (مهيمن ومستضعف).
في الوقت الذي يحاولون فيه إظهار انفسهم في موقف الدفاع عن القيم والإنسانية.. والسؤال ما هو موقفنا كمسلمين..?! فالإسلام هو الدين الكامل سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا, وقد أثبت جدارته في القرون السالفة على أنه القادر على إدارة المجتمع بكل مراحله.. وهو الذي أعطى الغرب نورا وعلما.. لكن المشكلة فينا كمسلمين.. حيث أننا لم نعرف حقائق القرآن الكريم فنستعيد حقنا وبالتالي عزتنا وكرامتنا, ويمكن تحقيق ذلك من خلال الوحدة الإسلامية والإنسانية وجمع الكلمة وتوحيد الصفوف.
نحن اليوم مسؤولون أمام مجتمعاتنا.. كل منا مسؤول من خلال موقعه وحقل عمله ولذلك يجب أن نسعى لجمع الأمة على هداها.
أما عن عمق العلاقات بين سورية وإيران فقد أوضح أن البلدين في خندق واحد.. خندق الكرامة والصمود والدفاع عن الحقوق.. وأضاف أن سورية تدفع ضريبة مواقفها الثابتة في ظل ضياع القيم والمفاهيم والقدرة الإعلامية على تشويه الحقيقة.. من قبل أعداء الإنسانية وهذا شأن كل بلد لا يدور في فلكهم.
ونعتبر أن الوضع السياسي لسورية في أفضل حالاته مستذكرا قول الإمام الخميني رحمه الله: إذا رضيت عنا أمريكا فلا بد أن نشك في أنفسنا.
ولذلك كلما ازدادت أمريكا ضغطا على بلد ما فهذا توقيع الحقيقة لعظمة هذا البلد وثباته والشعوب الإسلامية تقدر لسورية مواقفها الصامدة والأبية.