الدكتور صلاح كفتارو المدير العام لمجمع الشيخ أحمد كفتارو رئيس جمعية الأنصار الخيرية تحدث ( للثورة) عن ذلك الصرح قائلاً:
أسسه سماحة الشيخ الراحل أحمد كفتارو في العام 1970 وهو مجمع إسلامي وخيري نهضوي يؤكد على تبادل الحضارات وتعايشها وتكاملها من خلال ما يفده من الوفود ا لغربية الكثيرة التي تخرج بانطباع يؤكد على وسطية الإسلام وعالمية رسالته ولاشك بأن ذلك الأمر ظهر من خلال النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي يستشعر منها عظمة هذه الرسالة الإسلامية التي آمنت ورسخت ماجاء به الأنبياء والمرسلين قبل رسالة الإسلام.
فمن خلال كلام الله تعالى } يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم{,.. نراها دعوه للبشرية جمعاء للتلاقي والتعارف وفيها يكمل كل منهم الآخر وهي دعوة لحوار الحضارات وتعارفها.
وجاءت دعوة نبي الإسلام- محمد لتؤكد أن الناس جميعاً أمة واحدة وذلك في قوله: }الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله{ من هذا المنطلق فنحن في مجمعنا هنا نؤكد على تعزيز الجانب الاجتماعي لاسيما أن بلاد الشام بقلبها سورية هي بلاد مباركة انطلق منها السيد المسيح لينشر المحبة والسلام ومنها عرج النبي محمد إلى ربه ليعزز فيها الهدى والرحمة, من خلال باكورة إنتاجنا في هذا المجمع فقد أسسنا مشروعاً كبيراً لكفالة اليتيم السوري والذي بلغ عدد المنتسبين إليه أكثر من 1500 يتيم ويتيمة, وليس الهدف تقديم مال لليتيم فحسب وإنما الهدف الرئيسي هو أن نربي هذا اليتيم على الأخلاق الحميدة وعلى العلم الراسخ ليكون عضواً صالحاً في المجتمع الذي يعيش فيه فهذه أمانة ومسؤولية حمّلنا الله إياها وبشرنا رسوله الكريم بدخول الجنة من خلالها حيث يقول: } أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين {. وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.
مشروع كفالة اليتيم
وأشار الدكتور صلاح إلى أن مشروع كفالة اليتيم يتضمن قسمين:
قسم الكفالة الخارجية وقسم الكفالة الداخلية.
حيث قال عن قسم الكفالة الداخلية: انطلقنا من مشروع الرحمة للبنات والذي بلغت مساحته 6000م2 ضمن سبعة طوابق ,سيتسع لإقامة أكثر من مئتي يتيمة من بنات دمشق وريفها وسيزود هذا المشروع بكل وسائل التعليم والترفيه لليتيمات, أيضاً فقد بدأ المجمع وجمعية الأنصار الخيرية- وهي المؤسسة المالية التي تنفق على النشاطات المختلفة في المجمع التي أسسها الشيخ أحمد كفتارو رحمه الله عام 1959 على تشييد القرية النموذجية للأيتام على أرض تجاوزت مساحتها ثمانين ألف م2 في منطقة الكسوة جنوبي مدينة دمشق وهذا المشروع سيتسع لأكثر من 1000 يتيم تقوم على نظام البيت المتكامل يؤمن فيها السكن بما فيه من طعام ولباس ودواء, والتعليم المدرسي والتعليم ا لمهني والرعاية التربوية. وسيشاد عليه عدة مبان للإقامة الداخلية والتعلم لحرفة تكفيه السؤال بعد تخرجه من المشروع مع توفر الملاعب والمستوصف والمكتبات, وتستمر كفالة اليتيم من الولادة حتى سن 13 عاماً وحتى دخوله الجامعة أو اختياره لتعلم الحرفة في حال الداخلية.
وهناك قسم الكفالة الخارجية حيث بلغ عدد الأيتام المكفولين في بداية عام 2005م 1350 يتيماً ويتيمة يقدم فيها:
-الرعاية التربوية والاجتماعية لرفع مستواهم النفسي والأخلاقي, وتربيتهم على القناعة والاستغناء عن الناس, والاعتماد على النفس وفق توجيهات الشرع الحنيف.
-رعاية صحية ومالية من خلال صرف مبلغ نقدي يقدم لهم منحة شهرية بالإضافة إلى الألبسة والمساعدات العينية مرتين في العام, مع تأمين الكشف الطبي والعلاج الصحي وصرف الدواء للأيتام وجميع إخوتهم وأمهاتهم.
ويتم إخضاع الأيتام في هذا القسم لدورات علمية في علوم المعلوماتية ودورات محو الأمية لأمهات اليتيم, وإقامة الرحلات الترفيهية للأيتام ودورات حفظ القرآن الكريم هم في بيوتهم- كفالة خارجية-.
نشاطات المجمع
ويضيف الدكتور صلاح كفتارو قائلاً: إن المجمع يقوم برسالة العلم والتعليم فاحتضن أكثر من 7000 طالب وطالبة في المراحل الدراسية التي تبدأ في الإعدادي والثانوي والجامعي حتى يحصل طالب العلم على درجة الدكتوراه في العلوم الإسلامية.
وبالطبع فإننا نهتم بالمواد الحياتية مثل اللغتين الإنكليزية والفرنسية ومادة المعلوماتية والفلسفة والجغرافية والتاريخ والرياضيات ونؤكد على طالب العلم الشرعي أن ينهل من مادة المعلوماتية لمواكبة العصر الذي يعيش فيه, فالإسلام هو دين الحياة ودين المعاملات حيث يقول ربنا في القرآن الكريم:} وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك{ .
وكما نعلم بأن الدين هو رسالة علم وحياة حيث يقول النبي : }ليس مني إلا عالم أومتعلم{ والدين بحسب الأزمان التي نعيشها يدخل عليه الكثير من الأدران التي لابد من تنقيتها في كل مرحلة من المراحل التي نعيش فيها, مما علق به من فكر متعصب جامد يدعو إلى التقوقع ونبذ الآخر لذلك كان نبي الإسلام يقول: } يبعث الله على رأس كل مئة سنة من يجدد لأمتي دينها{ .. فرسالتنا هي رسالة تجديد تقف عند الثوابت وتحافظ على الأصالة والهوية.
وفي ميدان التعليم كان الخليفة الرابع للمسلمين علي بن أبي طالب يقول:} علموا أولادكم لأنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم{, وهذا مدلول كبير على أن الدين أمرنا بالتسابق في ميدان العلوم والمعلوماتية ليؤكد على رسالته الحقيقية في النهضة والتقدم والبناء وهذا ما يجسده الله تعالى في القرآن حيث يقول:} يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم{ فالدين هو رسالة نهضوية تنموية علمية حياتية تدعونا لمواكبة العصر وإلى التناغم مع الآخرين لتبني المجتمعات التي نعيشها من خلال التعاون والتلاقي واحترام الآخر.
فمجمع الشيخ أحمد كفتارو يستقبل الكثير من الوفود من القارات الخمس ليؤكد لهم أن الإسلام هو مواكبة العصر واحترام الآخر والوسطية والاعتدال.
ولذلك شارك المجمع في قضايا الحوار مع الآخر في الكثير من المؤتمرات الدولية وعقد العديد من الاتفاقيات مع جامعات دولية كانت في مقدمتها جامعة لوند في مملكة السويد وجامعة دوشيشا في اليابان وهو عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بلندن وفي المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية -ايران- وأيضاً في إتحاد الجامعات الإسلامية وفي المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة- مصر- وفي المنظمة العالمية -سلام بلا عنف-أوروبا- وفي الهيئة الإسلامية العالمية الخيرية ومقرها في الكويت.
وقد شارك المجمع في الكثير من المؤتمرات الدولية والإقليمية المتخصصة بالحوار والسلام منها مؤتمر المنتدى العالمي للحوار الحضاري في جزيرة -رودس- والمنبر العالمي للسلام الذي انعقد في الأمم المتحدة عام 2000 والمؤتمر الدولي سلام الله في الأرض -بروكسل- وكذلك المؤتمر الدولي لتاريخ الأديان-طوكيو- ويتم مشاركة الطلاب الأيتام في مؤتمر اليتيم العربي بيت الزكاة في الكويت وهو الذي يدعو الأيتام سنوياً إلى مهرجان كبير والذي يتألق في دراسته نرسله إلى العمرة مكافأه له.
أبرز أهداف المجمع
ومن أبرز أهداف المجمع قضية التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في سورية فمن خلال رسالتنا نؤكد على وحدة العائلة السورية وتماسكها وندعو إلى المزيد من تعزيز الوحدة الوطنية فكثير من الوفود التي تزور مجمعنا تخرج بانطباع رائع جداً, فقضية التعايش الديني في سورية أصبحت نموذجاً فريداً في العالم.
ولدينا طلاب من 60 جنسية يتم التأكيد عليهم من خلال تعليمهم اللغة العربية وبعدها العلوم الإسلامية أن يكونوا صمامات أمان في بلادهم ومجتمعاتهم حيث نعلمهم حب أوطانهم كما نعلمهم حب الدين وهؤلاء الطلبة هم رسل حقيقيون لسورية..
نشاطات أخرى
يتبع للمجمع منتجع في ريف دمشق يتضمن مسبحاً دولياً وملعبين يذهب إليهم الطلاب للترفيه كما يتم عرض أفلام ترفيهيه, وكذلك دورات خياطة للفتيات.
وهناك برنامج كفالة طالب العلم حيث تعمل الجمعية على تأمين كفالة طالب العلم ويقدم البرنامج:
- الرعاية الصحية للطلبة من خلال المعالجة والدواء.
- الدعم المالي للطلبة المحتاجين ومساعدتهم حتى التخرج.
الرعاية والتكريم للطلبة المتفوقين وتلبية احتياجاتهم من الكتب ووسائل الدراسة اللازمة..
تعاون دولي
وعن تعاون المجمع مع العالمين العربي والدولي قال د. صلاح:
لقد قدمت مؤسسة جايكا اليابانية منحة لإحداث مخبر متطور في علوم المعلوماتية للأيتام وسيكون هذا المختبر خلال برهه بسيطة قيد الإنجاز وهذا ما يؤكد على رسالة المجمع في التزود بعلوم المعلوماتية, وعقد المجمع عدة مؤتمرات في سورية, أولها مؤتمر الاجتهاد بين التجديد والتفريق, يقوم المجمع بدورة عالمية للأئمة والخطباء الدينين من القارات الخمس لمدة شهرين, يستضيف أكثر من 200 إمام وخطيب وداعية تلقى عليهم المحاضرات بقضايا تخص السلام واحترام الآخر وحقوق المرأة بالإسلام ومواضيع أخرى .
-ندوة الوحدة الإسلامية للتقريب بين المذاهب.
- مسلمون ومسيحيون في مواجهة التحديات أكد على التعايش والوحدة الوطنية في سورية.
-مؤتمر علماء بلاد الشام في نصرة قضايا الأمة في 26/12/2002 بالتعاون مع جامعة دوشيشا اليابانية حول الأقليات المسلمة في أوروبا والشرق الأقصى.
وأخيراً حول الاعتراف بالشهادات التي يمنحها المجمع قال د. صلاح:لقد افتتحنا فروعاً لجامعات أم معترف بهافي وزارة التعليم العالي مثل:جامعة الأزهر مصر- أم درمان في السودان- كلية الدعوة الإسلامية ليبيا- الأوزاعي لبنان- وتجري الآن دراسة في وزارة التعليم العالي عبر لجنة خاصة لمعادلة شهادة هذه الفروع مع شهادة جامعة دمشق-كلية الشريعة, وهذا الأمر بغية استقطاب الطلاب السوريين والحد من ظهور فكر مغال أو متعصب بل طالب يؤكد على الوسطية والاعتدال ويعادي التعصب.