تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مصطفى العقاد وعمر المختار... مجد النضال و إبداع الخلود

ثقافة
الأحد 13/11/2005م
ديب علي حسن

عمر المختار البطل العربي الليبي الذي قاوم المستعمر الايطالي واستطاع أن يذيقه مرارة الهزيمة وأن يحيل رمال الصحراء الى ثبير بوجه الطغاة, وريح صبا بوجه المدافعين عن حقهم..

عمر المختار البطل الذي لم ييئس أو يستسلم, ولم تغره أموال الدنيا آثر أن يبقى الرمز والأصالة, ظل في كبريائه حتى حين عضت السلاسل قدميه ويديه.. عمر المختار الذي أعدمه المستعمر الايطالي ألهب خيال المبدعين وأضرم نار المقاومة في قلوب الملايين, عمر المختار في رائعة أحمد شوقي هو اللواء الذي يستنهض الوادي صباح مساء وهو السيف العربي الذي استلّ من غمده ونافح حتى آخر قطرة من دمه, بطولة عمر المختار أسطورة حقيقية هي في قرائح الشعراء حيّة نابضة بالحياة, وفي عيون المبدعين على مختلف ألوانهم ومشاربهم مصدر إلهام.. وما بين عمر المختار ومصطفى العقاد ملحمة نضال تبعث في ملحمة إبداع.. فيلم (عمر المختار) رائعة من روائع المخرج الراحل مصطفى العقاد, ومن تمثيل: أنطوني كوين, رودستايغر, أوليفرريد, إيرين باباس, جون جيلغود..‏

عن هذا الفيلم كتب الناقد السينمائي الأستاذ محمد الأحمد في كتابه: (أفلام أثارت العالم). كتب قائلاً: التطرق الى فيلم عمر المختار, يستدرجنا الى رحلة في عالميين عالم مصطفى العقاد وعالم عمر المختار وبل يحثنا على إفشاء السر الذي يشد العقاد الى المختار, ويربطه به وبنا.كما يربطنا به, لكوننا من ذات الجنس والبشرة وذات الصلة وذات الدم.‏

> استعراض باذخ...‏

ويضيف الأحمد قائلاً عن هذا الفيلم: ما ينتابك طوال تتبعك عرض الجزء الأول أن المخرج السوري المولد -أهدى( جمهوره المتحمس استعراضاً باذخاً منذ بداية الفيلم يضعنا في مناخات سينمائية مألوفة أقصد الاستهلالية الشروحية في إعطاء النبذة التاريخية والتعليق عليها مروراً الى تقديم الشخصية الروائية والانتقال من ثم الى الشخصية المناقضة التي عادة تمثل طرفاً من ضفة مناوئة كاستعراض البطل والخصم.‏

عند رؤية الفيلم كان في ذهني توقع بشرود -والكلام للأحمد- فأتى الجزء الأول شبه منافٍ, ومصطفى العقاد ظهر كرجل يتقن صناعته السينمائية يغرف من طرق في تصوير مشاهد عنف وإعدامات ومواقف شهمة وبطولة جاسرة حيث الكائنات البشرية رموز وكليشهات انسانية تشحنها تصرفات نبيلة أو حيوانية, كما يتغذى من أجواء ملحمية باهرة...‏

السيناريو في (عمر المختار) يرسم شخصيات واضحة بقوة وبغير تعقيد عمر المختار الرزين الهادىء, التقي, المتأني البعيد عن أي انفعال وتحجر... هكذا يتداول العقاد مع الأشياء والناس يبسطها ولا يدعها تتمادى في رمزيتها لتشكيل الواقع ورسم البديهيات فمن تصادم الخيول والدبابات بدا أن المعركة بين حضارتين, بين آلة عسكرية متطورة وقبائل مسلحة بإيمانها.. مصطفى العقاد يتعلم من عمر المختار, ومن إحدى آخر حقب وفاء الفرد لروحانيته, إنه يتفحص أرضاً صحراوية يراها مجهر السينما خصبة ومن هنا نقطة التقائه بعمر المختار...‏

رحل العقاد وبقي إبداعه, ورحل المختار من قبله وبقي بطولة وتاريخاً وحدهم المبدعون في ألوان الحياة كلها يهزمون الرحيل ويستمرون بقبسات الابداع التي تركوها لنا, والوفاء لهم تقدير إبداعهم والاحتفاء به دائماً دون أن تكون ذكراهم محطات عابرة نتذكرها كل عام نكتب ونرثي وننتظر العام القادم... مصطفى العقاد.. المبدع الكبير رحل والجعبة ملأى بكل ما هو جميل ولكن الرحيل الفاجع حرمنا مما استعد له هذا المبدع منذ سنوات.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية