إنه الزمن..?!
اعطاء الاعتبار لعنصر الزمن, هو جوهر فكرة النسبية التي جاء بها ذاك المفكر العالمي الذي قد لا يكون له مثيل, إلا باستخدام عنصر الزمن.. عندها -بحساب دقيق لفروقات الزمن- قد يصبح إنساناً من العصر الحجري, نصف متوحش, بأهمية أينشتاين من حيث اضافة أضافها الى علوم البشرية.
عصرنا الراهن هو عصر اينشتاين.. هو عصر الزمن.. فلتحسب جيداً..
إن جئت قبل الموعد أنت متسرع..
وإن جئت بعد الموعد أنت متأخر..
ولا مناص أمامك من أن تأتي على الموعد تماماً.. ومن أجل ضبط حركتك كي يكون قدومك مرتبطاً بدقة مع الزمن يجب أن تسبق حساباتك وتوجهاتك وحركتك.. فحسابات الماضي هي التي تحدد مستوى اللحظة.. حسابات اللحظة هي التي تحدد المستقبل.
نحن اليوم في ظرف أكثر من خاص أكثر من صعب ومن حولنا تدلهم الأخطار وتكثر التهديدات ويتزايد المعتدون.. أصبح مصطلح (عقوبات على سورية).. مصطلحاً سهل التداول.. لا يخافه صغير, ولا يتأنى بإطلاقه كبير.. وقد كان كبيراً في ذهن هذا الشعب ولعله يعرف ذلك فخامة الرئيس الذي أجاب على نداءات سورية وتوجساتها بأنها موعودة بالعقوبات?!? .. يا للحزن.. يا للحسرة.. أهكذا ببساطة تنذر سورية بالعقوبات..?!
على كل حال لا مجال لحل مشكلتنا برسائل الشعر والعتب أبداً.. وهي محسوبة بالنسبة
لنا.. وكما حددها الرئيس بشار الأسد.. إننا اليوم في مرحلة دفع ثمن تقاسم المصالح بين الدول الكبرى. ولهذا اعتباره الزمني الحقيقي وطالما نحن متربطون بهم دون تحكم بحركتنا سيكون من السهل عليهم تحويلنا إلى سكر احتراق يخدم تضخم إمكاناتهم .
ما العمل ..?
يحدد الرئيس الأسد :
1- نكرس الاعتماد على أنفسنا وقدرتنا الذاتية.
2- نستثمر طاقاتنا بالشكل الأفضل .
3- نوسع دائرة القرار .
4- نعمل للإفادة من كافة الجهود الوطنية المخلصة في سيرة الإصلاح والتطوير .
هل هناك من يقول : هذا أمر سهل ..?!
لا .. هذا أمر يطرح بسهولة أموراً تتطلب الكثير من العلم والدقة والعمل ..
أكرر .. العلم .. ..الدقة .. العمل أي لايمكن أن تتحقق مع الجهل والخلل أو الكسل ,فلتعد طرح الأسئلة .
1- هل نحن كرسنا الاعتماد على أنفسنا ?.
2- هل نستثمر طاقاتنا بشكل أفضل? ..
3- هل نوسع دائرة القرار? ..
4- هل أطلقنا الجهود الوطنية وأعلن زمن البطولة .. أم مازلنا نعيش زمن الأحاديث والتبريرات المتقاعسة? .
الرئيس الأسد في كل خطاب له يعلن بجرأة مايحاول كثيرون من القائمين على إدارة أمورنا نفيه وتجنب ذكره .. وهو بجرأة أعلن أننا بطيئون ..
رفض أننا أسرعنا ثم أبطأنا .. وقال: نحن بطيئون ..
هذا كلام فيه أمران :
1-احترام وتقدير وعدم نفي أن ثمة خطوات فعلية قطعت وثمة توجهات تغيرت وثمة إطلاق للكفاءات قد تحسن.
2-انه نقد حقيقي للبطء..لأن الزمن لاينتظرنا..
هكذا قرأته..وأرجو أن لا يقرأه أحد أنه يبرر لهم الابطاء..ضمن تلك الرؤية العصرية الملحمية لحقيقة ما يجري في بلادنا ومنطقتنا والعالم..والقراءة لمستقبل صعب لابد أن نستعد له..لايمكن أن يكون ذكر السرعة والبطء الامن قبيل الدعوة لاختيار السرعة الأنسب..ولأننا بطيئون..فلابد من إسراع الخطى..ولذلك قواعده وحساباته..خوفاً من مصادمة الزمن في التسرع أو التأخر على الموعد.
أن نكرس الاعتماد على أنفسنا يطرح سؤالاً..?
من نحن..?!
في رؤية الرئيس الأسد الواضحة في خطابه, وفي الرؤية الوطنية الجديدة التي رفعت العلم السوري..يجب أن نكون (نحن) كل مواطن لايرتبط إلا بوطنه ويعادي خيانة الارتباط بالخارج..
فهل نحن جميعاً وضعنا في هذا المستوى أي مستوى المواطنية كأساس أول و أخير..
وهل ترك لنا نصيب من القرار حتى في توظيف طاقاتنا كما نريد لها كي يبدأ زمن البطولة..هل نحن شركاء في القرار..?!
الوضع أفضل..لكن السرعة أبطأ..والمستقبل متحد لنا..والأسد يقول: ( ما نقوم به اليوم هو لأزمات مقبلة..وعلينا ألا نتعلق بقشة..يجب أن نقوم بأعمال نعرف تماماً ما هي نتائجها والتعامل مع أي أزمة أو مشكلة أو وضع صعب راهن..يكون فقط بالامكانات التي نمتلكهااليوم..
لذلك ننتظر أن يعلن زمن البطولة..وهو الزمن الذي سيفرز الخونة الذين قصدوا الخارج ليستعينوا به على أبناء وطنهم..وهو الزمن الذي سيعلن كم في هذا الشعب من أبطال ينتظرون أن يطلقوا من عقالهم..
فلنتساوى جميعاً دون إبطاء..أمام الحرية والمسؤولية والقانون كي نكون الشعب البطل.