تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حركات التمرّد تطارد الكونغو الديمقراطية..

شؤون سياسية
الأثنين 3/11/2008
حسين صقر

الكونغو الديمقراطية أوزائير هذا البلد الغني بثرواته الطبيعية والبشرية وذو المساحة الشاسعة عرف ثلاث محطات للعنف وحربين الأولى بدأت 1998 وانتهت بتوقيع اتفاق سلام في آب عام 2003

والثانية بدأت في 2003 وانتهت ايضاً بنشر قوة لحفظ السلام قوامها 17 ألف رجل بعد توقيع اتفاقات سلام لانهاء الاشتباكات المتفرقة وذلك في كانون الثاني عام 2007.‏

ففي عام 1998 بدأت أولى مؤشرات العملية التمردية في الكونغو الديمقراطية عندما أقدم الرئيس السابق لوران ديزري كابيلا على إبعاد رئيس هيئة الاركان العامة ضابط الجيش التوتسي الرواندي المعروف باسم الجنرال جيمس كابري والذي ارسله الرئيس الاوغندي آنذاك نوري موسيفيني الى كابيلا لهندسة العملية التي احاطت بنظام الرئيس موبوتوسيسي سيكو واوصلت كابيلا الى الحكم في 1997.‏

وطائفة التوتسي الموزعة بين الكونغو ورواندا وأوغندا ساعدت في تعبيد الطريق أمام ثورة كابيلا الذي ظل مديناً لهذه الطائفة وحبيساً لخياراتها ورغباتها في العيش تحت مظلته في وقت واصل فيه زعيم التوتسي نشاطه لاعتلاء أعلى المناصب الحكومية والعسكرية في الكونغو إلا أن هذا التوجه لم يرق لرفاق كابيلا خصوصاً المتشددين منهم والذين يعارضون منح الجنسية الكونغولية للتوتسي واتباعه واعتبارهم مواطنين كاملي الحقوق ومع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي الذي وعد به النظام الجديد زادت طموحات التوتسي في تحقيق نوع من المشاركة السياسية والحفاظ على المصالح التي اكتسبها وطائفته مع ذلك النظام لكن الرئيس كابيلا كانت له حساباته الخاصة وكشف عن اوراقه لاسيما بعد تعرضه لمحاولتي انقلاب فاشلتين في ذلك العام واعتقد بوقوف التوتسي وراءهما عندها اعلن كابيلا قراره بطرد كابري وترحيل اعضاء طائفته من البلاد وكان ذلك بداية تخلصه من التوتسي وبداية الأزمة ما دفع كابري لجمع المقاتلين الناقمين على كابيلا ودارت عدة معارك بين الطرفين ولولا تدخل انغولا وزيمبابوي الي جانب الرئيس الكونغولي ورواندا و اوغندا الى جانب المتمردين لتحولت منطقة وسط افريقيا بأكملها الى برميل بارود قابل للانفجار بأي لحظة لتعقد بعدها اتفاقات السلام بعد معارك استمرت خمس سنوات تجددت فيما بعد ودامت أربعاً أخرى.‏

قبل ايام تجددت هذه الاشتباكات بعد قيام قبائل التوتسي المسماة المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب بزعامة لوران نكوندا بطرد القوات الحكومية من بلدة كيبوما في اقليم كيفو شرق الكونغو بحجة أن القبائل تتعرض لأعمال العنف في الاقليم المذكور وتدخلت بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة وقصفت مقاتلي المؤتمر الوطني ما دفعهم للانسحاب من منطقة استراتيجية كانوا قد احتلوها إضافة الى محاصرة حوالي 300 عنصر من القوات الأوروغوانية والهندية التابعة لقوات حفظ السلام في قاعدتهم شرق الكونغو وبدأت الجهود الأقليمية والدولية لاحتواء الأزمة الناشبة وأعلنت الأمم المتحدة أن زعماء الاتحاد الافريقي يدعون لعقد اجتماع اقليمي لهذا الغرض بالإضافة لطرح أوروبي لمبادرة السلام لحل الأزمة وإعادة عشرات الآلاف من السكان الذين فروا إثر المعارك الصاخبة بين القوات الحكومية والمتمردين, لأن أي حل عسكري سيكون له مخاطره على المنطقة هناك وسيؤدي لانقسامات كثيرة على خلفية تبادل الاتهامات.‏

إن توجه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ونظيره البريطاني ديفيد ميليان الجمعة الماضي الى الكونغو وراوندا اللتين تتهم كل منهما الأخرى بمساندة الجماعات المتمردة ولقائهما رئيسي الكونغو ورواندا جوزيف كابيلا وبول غامي فقط من أجل طرح حلول إنسانية وليس عسكرية ولتقريب وجهات النظر بينهما وبين زعيم القبائل لوران نكوندا.‏

والخلاصة إذا كان الكونغو الديمقراطي غني بثرواته فإنه متميز بثوراته وحركاته المتمردة التي استمرت عبر محطات عديدة من تاريخ الحكم السابق ودشنت للعهد الجديد وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول آفاق السلم الاجتماعي والسياسي لهذا البلد لأن الشعب بالنتيجة لن يرضى بسهولة عن الوضع الذي يعيشه هناك خاصة فيما يتعلق بالجنسية والتي هي أساساً موضوع قديم وتمكن التوتسي المنحدر من أصل رواندي عبر هجرات متعاقبة من الحصول عليها وساعدتهم في ذلك القوانين الخاصة .. بمنحها.. لكن هناك آخرين وصلوا عبر هجرات متجددة وأقاموا في الكونغو بصورة غير مشروعة ولم يتمكنوا من الحصول عى الجنسية لذا ينبغي البحث حسب الخبراء عن حل جذري في اطار الحوار داخل مؤسسة تتمتع بثقة الشعب لحل الأزمة وإنهاء الصراع وخاصة أن هناك طروحات يتكلم عنها البعض وهي إن التوتسي الذين يطالبون بالحصول على الجنسية والاعتراف بحقهم في المواطنة إنما يفعلون ذلك ضمن مخطط محبوك ومدعوم من قبل الغرب يهدف الى قيام دولة ذات ظروف خاصة.. فإذا كان الحل هكذاكما يقول المحللون لماذا لا تحل الأزمة عن طريق الحوار..?‏

**‏

الكونغو الديمقراطية‏

* العاصمة: كينشاسا‏

* تاريخ الاستقلال: 30/6/1960‏

* الموقع: وسط إفريقيا‏

* المساحة الإجمالية: 2345410‏

* عدد السكان:‏

53624718 نسمة‏

* النظام السياسي: جمهوري‏

* رأس الدولة: جوزيف كابيلا‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية