|
ورش ومكاتب التنظيف ...جمهور من الراغبين .. والمرابح تتضاعف ...اللفاية من التشرّد إلى التنظيم ظواهر اجتماعية -هي الحاجة أولاً.. التي روجت لوجود الخادمة وكان سبب انتشارها بعض السيدات المسافرات , لتتطور هذه المهنة وتنظم ضمن ورشات للتنظيف افتتحها أشخاص أذكياء استغلوا حاجة المجتمع عامة لها والمرأة خصوصاً. -فكيف طبقت في مجتمعنا...?? وماذا تخفي وراءها...?? ابنة الظروف القاسية على لوحة الواقع حيث تكون الصورة أكثر وضوحاً, كان لنا وقفة مع بعض أصحاب مكاتب التنظيف, الذين أكدوا أن الطلب المتزايد على هذا العمل هو من قبل النساء والفتيات والشباب الذين لهم ظروف اجتماعية ومادية قاسية, وأيضاً الطلب المتزايد على هذه الخدمات من قبل العائلات وأصحاب ال لل والشركات حتى إنها أصبحت موضة متبعة لدى جميع الطبقات ويرى بعضهم أن هذه الظاهرة تحمل نوعاً من التباهي والتصنع لدى بعض الفئات الاجتماعية الميسورة, وهي أيضاً نوع من الثقافة المجتمعية الجديدة.. لأن غالبية الناس في هذا الزمان لهم مشاغلهم الخاصة والكثيرة, والذي ترافق مع خروج المرأة للعمل, وبالتالي احضار الورش للتنظيف بين المواسم وفي المناسبات هو حاجة ضرورية لهم, وهي بقناعة الأكثرية توفير للصحة والعافية, وربما توفير للمال لأن تنظيف الجدران أقل كلفة من إعادة الطلاء. رهن مالي للمكتب أبو نبيل صاحب مكتب للتنظيف في جرمانا, قال: هناك أشخاص كثر يأتون إلينا طالبين العمل في التنظيف, وطبعاً هذه المهنة موجودة في مجتمعنا بالأساس (وهي اللفاية) إلا أنها اليوم أكثر انتشاراً. وعن آلية العمل أجابنا:لايوجد نظام معين سوى أننا نحدد عدد العاملين لدينا, بحسب طلبات الزبائن, ونأخذ رهنية مادية بسيطة من كل عامل معنا لكي يبقى على تواصل مع المكتب, وهناك نسبة يأخذها المكتب وهي تختلف من مكتب إلى آخر. ثم عاد ليؤكد: نحن مجرد وسطاء بين الزبائن, وعمال التنظيف والذين يعملون بهذه المهنة منذ سنوات, لكنهم الآن يفضلون المكاتب لأنها أكثر ضماناً لحقوقهم وأكثر أماناً لهم وبخاصة النساء, لأنهن الأكثر طلباً للعمل والأكثر تعرضاً للمخاطر, ولهذا نحن في غالبية الأحيان نرسل إلى البيوت الكبيرة أو ال لل والشركات (نساء وشباب معاً). مردود اقتصادي جيد وبالتأكيد: لكل مكتب ظروف عمل معين ويشغل عدداً لا بأس به من العمال الذين لا يجدون عملاً (فهم طلاب جامعيون, ومنهم عدد كبير من النساء العراقيات). بعض هذه المكاتب تعمل منذ سنوات وأصبحت بمثابة شركات للتنظيف, لديهم أجهزة كاملة ومكنات خاصة لهذه المهنة وتعمل على مستويات عالية وبطرق نظامية. وبالمقابل هناك مكاتب تتعدى على المهنة ويكون لها غايات أخرى من وراء افتتاح هذه المكاتب. ولكن وبكل الأحوال هي تحقق دخلاً جيداً فقد تصل يومية العامل في بعض الأيام إلى 3000 ل.س. أما مرابح أصحاب المكاتب فلم يصرحوا عنها بشكل واضح سوى أنها تحقق دخلاً كبيراً قد يصل إلى 60 ألفاً في الشهر للمكاتب العادية. ويكفي أنها مهنة بدون تكاليف وذات مرابح صافية. أجور جيدة وزبائن ميسورون السيدة أمينة عباس صاحبة مكتب للتنظيف, بدأت مشروعها منذ أربع سنوات ولديها مجموعة كبيرة من العاملين (شباب وفتيات ونساء). اختارت هذه المهنة لأنها وجدتها مريحة ومربحة ومطلوبة كثيراً. وحول سؤالنا لها حول آلية العمل قالت: إن ذلك يتم عن طريق الاتصال أو حضور الزبون إلى المكتب, ويحدد طلبه (هل هو تنظيف منزل, مكتب شركة) ثم يحدد عدد الأشخاص الذين يريدهم ويضع رعبوناً لذلك. بدورنا نحن نتصل بعمالنا ونرسلهم إلى العنوان المطلوب أو الجهة المحددة. وإن كانت الخدمة من أجل شركات أو مكاتب, نرسل شباباً وليس بنات. وطبعاً جميع الاتفاقيات تتم على الثقة لا على الورق, فلا توجد ثبوتيات معينة, لدينا عمالنا, ولدينا زبائننا الدائمون أما الأجور, فهي بحسب مايدفع الزبون, فيأخذ العمال نسبة من هذه المبالغ ويأخذ المكتب حصة. وحول سؤالنا لها عن القيمة التي يحصل عليها العامل بشكل وسطي أشارت إلى أن ذلك يختلف بحسب الخدمة, فهناك زبون يطلب عاملاً أو عاملين لمدة يوم واحد, أو عدد من الساعات وهنا تكون الأجور عادية, لكن لا يوجد يوم أقل من 500 ل.س وفي بعض الحالات تصل نسبة العامل إلى 2000ل.س وهذا يعود للقيمة التي يدفعها الزبون. والزبائن (والكلام لصاحبة المكتب): هم على الأغلب من الطبقة الميسورة ومن العائلات الكبيرة, وبعض المنازل التي يذهب إليها عمالنا تصل قيمتها إلى 60مليون ليرة, ونادراً مايكون الزبون من الشرائح الاجتماعية العادية, والتعامل معه يكون مشروطاً مسبقاً, بالإضافة إلى وجود حالات مرضية يطلب منا عمال للقيام بمساعدتهم ضمن فترة زمنية معينة, وطبعاً لكل شيء سعره الذي يتناسب مع حجم العمل وعدد الأيام أو الساعات. الحاجة هي السبب -فتيات وشباب ونساء مطلقات وأرامل, رجال التقيناهم خلال تجوالنا على المكاتب أكدوا حاجتهم لهذا العمل, إضافة لعدم إيجادهم لعمل آخر فمنهم يعمل منذ سنوات طويلة ولكن بشكل فردي أو عن طريق المعارف أو البحث في البيوت لمن يريد خدمة تنظيف. -أما الآن فاختلفت الظروف بوجود هذه المكاتب وأصبح إيجادهم للعمل أسهل, ولكن كما قالوا إنهم يشتكون من قلة المال الذي يأخذونه مقابل عملهم, فالنسبة التي يأخذها صاحب المكتب كبيرة, حتى إن هناك منافسة بين العاملين ذواتهم. لا أمان لهذا العمل -أم محمد أرملة وأم لثلاثة أولاد تعمل في تنظيف البيوت منذ أكثر من /18/عاما, تذهب إليها عن طريق صديقاتها اللواتي يعملن بنفس المهنة أو من جاراتها أو من ربات البيوت التي تنظفها تخبر صديقاتها عنها... التقيناها أمام أحد المكاتب في جرمانا وكانت منهكة فسألتها عن حالها فأجابت: تعبت من البحث وقد قرأت عن وجود مكاتب هنا من جريدة للإعلانات, ولكن يوم أمس ذهبت إلى مكتب للتشغيل في باب توما وطلبت منهم عملاً ودفعت /300/ ل.س كرهنية للمكتب وليضمن التزامي معه وكنت قد أكدت لهم أنني أفضل العمل في منزل مؤلف من أسرة, ولكن تفاجأت عند وصولي للمنزل بوجود صاحبه وابنه فقط وأن السيدة متوفاة. فرفضت العمل على الرغم من أنهما كانا سيدفعان/10000/ل.س شهرياً لأنه لا يناسبني وعملنا هذا لا أمان فيه دائماً. 20%لصاحب الورشة أما الحاجة أم نعمة فقالت: أعمل منذ أكثر من سنة عن طريق الورش ولكن أشعر أن ماأقوم به من جهد لايناسب ما آخذه من نقود فصاحب المكتب يأخذ 20% من المبلغ, صحيح أنه يمتاز عن غيره أني أعود لبيتي آخر النهار ولكن أكون منهكة القوى, ولكن ماباليد حيلة فلا دخل لي غير هذا. الواحدة تجر الأخرى -وحسب ماقيل لنا, إن العاملة تخبر الأخريات, وإنهن يعملن ضمن اتفاق مع صاحب المكتب ويتقاضى المكتب نسبة من الأجر, وقد يكون العكس أي المكتب يتفق مع الزبون وتكون للعاملين نسبة. المقابل المادي ليس هناك شيء ثابت أوقاعدة ثابتة يعمل بموجبها هؤلاء مثلاً شقق ب 5 آلاف ليرة وأخرى بثمانية, والبعض بأربعة آلاف, تبعاً لظروف أصحاب المنزل, وعدد العمال الذين يريدونهم, ولكن على الأغلب يوجد 500 ل.س لكل عامل في اليوم الواحد. وبحسب ماذكره لنا بعض العاملين بالنظافة قالوا: بعض أصحاب المكاتب يستغلون حاجتنا للعمل ويأخذون المبلغ بأكمله من الزبون, ويعطوننا أجرة قليلة, وفي بعض الأحيان لا نأخذ شيئاً, بحجة أنه سيعطينا أجرتنا دفعة واحدة, أما من يترك العمل, فبالتأكيد سيفقد أجرة آخر عمل له. أما شروط العمل, فليس للعاملين حق في التدخل فيها, لأنها محصورة بأصحاب المكاتب والزبون. مخاطر أخرى ماذا تخفي وراءها هذه الظاهرة? هي قصص أخرى سمعناها ممن التقيناهم, وجعلتنا نشعر بخطورة تهميش هذه العمالة, حيث هناك نوع من العاملات أو الفتيات يبحثن عن المال تحت اسم هذه المهنة, فيذهبن إلى البيوت على أساس أنهن عاملات تنظيف, ومنهن من تجول على المكاتب وتطلب العمل في منزل لشاب أو رجل عازب, وذلك بشكل صريح وواضح. ذلك أكده لنا أحد المكاتب الذي ذهبنا لسؤاله عن عملهم بالتنظيف فوجدنا الباب مغلقاً من الداخل, مع أصوات لفتيات وأحاديث, مع تمويه حيث وضع على المحل لوحة تدعي أنه محل لبيع الملابس. فما سبب هذا التخفي ? هذا الموضوع أكده لنا أصحاب مكاتب التنظيف وبعض المكاتب العقارية أن هناك فتيات يأتين لسؤالهم إن كان لديهم زبون شاب تحديداً وبالمقابل هناك اعتراض من قبل العاملين في هذه المهنة, حيث وجود هذه الحالات يؤثر على عملهن وقد يحدث التباس بسبب وجود أشخاص معدومي الضمير وإن كان ذلك نادر الحدوث, لكنه موجود بشكل أو بآخر. ربات البيوت: أفضل من التسول ولدى لقائنا إحدى السيدات ممن استفادوا من هذه الخدمة على مر عامين على التوالي قالت أم أنس-موجهة: انتشرت في محافظة حمص وجود نساء معهن أولادهن والجميع يعمل في تنظيف البيوت وترى هذه الظاهرة أفضل من وقوفهن أمام المحال والمشافي وإشارات المرور يطلبون الحاجة. فهم فقراء وبحاجة للعمل. فالأم تجتمع مع أولادها معاً في تنظيف البيت ويقومون بكل شيء من تنظيف للبيت والأثاث والحديقة وتقليم الأشجار ولاسيما في البيوت الكبيرة والفيلات, وتقول إن هذه المكاتب أعطت فرص عمل جيدة لهؤلاء العاطلين عن العمل بحيث تؤمن لهم دخلاً لا بأس به تمنعهن من السؤال. وبنفس الوقت تجعل ربات البيوت يشعرن بالثقة نحوهم لأن المكتب مسؤول عنهم وترى أن الورشة تنظف بطريقة أفضل من الخادمة الأجنبية التي يصعب التعامل معها. فرص عمل جديدة ضمن ماوجدناه من جمهور للراغبين في هذه الأعمال سواء كانوا أصحاب المكاتب أو العاملين لديهم, ناقشنا المردود الاقتصادي لهذه الظاهرة مع الدكتورة ليلى الجزائرلي من كلية الاقتصاد جامعة دمشق. فكان رأيها: إن هذه العمالة أو هذا النوع من الاستثمار قد يوفر مبالغ معينة كانت تدفع للخادمات الأجنبيات, ومن جهة أخرى هي وليدة لثقافة جديدة (لثقافة الدخل) وفيها العديد من النواحي: فمن الناحية الايجابية تشغل القوى العاملة التي تكون عاطلة عن العمل, وهذا يولد دخلاً, وتوليد الدخل يؤدي بالنتيجة إلى تشغيل الاقتصاد, لأنه بالأساس ينفق على السلع الاستهلاكية, وهذا يعني وجود زيادة طلب على انتاج السلع فتكتمل الدائرة بزيادة التشغيل حيث تتولد لدينا مجالات تشغيل جديدة ناتجة عن الدخل الأولي الذي تم انفاقه. وعلى مستوى الاقتصاد الكلي, تقول: إن ذلك يدخل فيما يسمى المضاعف الاستهلاكي الذي يقوم على مبدأ (انفاق مبلغ معين سيؤدي بعد عدة دورات اقتصادية إلى ايجاد دخل يبلغ أضعاف المبلغ الأولي) قد يكون ضعفين أو ثلاثة, حسب الميل الاستهلاكي في المجتمع, وبالتالي إن أي عملية تشغيل للقوة العاطلة عن العمل ستؤدي إلى زيادة الدخل بعد فترة بشكل أكبر من الانفاق الأولي, وذلك ما يدعونا دائماً للمطالبة بفرص عمل للقوة العاطلة عن العمل في أي مجال كان ولو كان بشكل مؤقت, ريثما يتم تطبيق (الشخص المناسب في المكان المناسب). وهذه المكاتب يمكن تصنيفها بالمشاريع الخدمية الصغيرة وتنشط فرص استثمار صغيرة. ودليل آخر للبطالة أما الناحية السلبية في هذه المسألة, فتراها الدكتورة الجزائرلي بسبب وجود طلاب جامعيين وأشخاص مثقفين يعملون في هذه الورش وفي هذه المهن التي يمكن أن يقوم بها أشخاص عاديون ليس لديهم شهادات وهذا دليل على وجود شريحة مثقفة لا تجد عملاً يناسبها, فتلجأ للعمل في هذه المكاتب وبالتالي يفترض أن تكون هذه الأعمال بالنسبة لهؤلاء تلبية لحاجة مؤقتة ريثما يجدون عملاً يناسب شهاداتهم. خارج الرقابة والترخيص هل يمكن حصر هذه الظاهرة والوقوف على أعدادها الحقيقية, ما عدد المنح والتراخيص الصادرة من مديريات المهن وهل هي عمالة مسجلة? للأسف لم نحصل على أرقام أو إحصائيات تتعلق بذلك, والسبب أنه لاتوجد دراسات من قبل أي جهة, ولايوجد أي بند قانوني أو رخص تخصه, هذا ماأكده لنا الأستاذ المهندس طارق النحاس مدير مكتب المهن والتراخيص عندما توجهنا لسؤاله عن أعداد المكاتب المرخص لها? حيث قال: إن هذه الأعمال ليست بحاجة لوضعها تحت الرقابة والترخيص مثلها مثل بيع الهدايا ومحال بيع النظارات..ولكن يمكن طرح الموضوع وإخضاعه للترخيص بعد رفعه إلى مجلس المحافظة إذا وجدنا حاجة لذلك, إلا أنه حتى الآن لايوجد شيء من هذا. وقال أيضاً: إن هذه المكاتب لها سجل تجاري وقد تكون حاصلة على موافقات أمنية, وبالتالي كان واضحاً أنه لايملك فكرة حول هذه الأعمال والمكاتب أن إعلاناتها تملأ صفحات الجرائد الإعلانية والحواري والشوارع ورغم الأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يعتاشون تحت مظلة هذه الأعمال. ومن جهة أخرى أوضحت الردود من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن مالديها هو تراخيص لمكاتب الخادمات فقط, أما مكاتب التنظيف فليس لها صلة بها, وأن هذه الأعمال تدخل بما يسمى العمالة الحرة وهي غير منظمة ومجهولة العدد. بدأت كتقليد الدكتورة ايمان حيدر, قسم الاجتماع ترى أنها انتشرت بعد عام 1982 ودول الخليج هي أول من بدأت باستقطاب الخادمات والمكاتب التي تشغل الورش وعمليات التنظيف وامتدت إلى مجتمعنا السوري تقليداً عن طريق السيدات المسافرات مع أزواجهن إلى هناك. وهذا لفت نظر الآخرين لهذا الموضوع بشكل جدي فهو مريح مادياً, ولايحتاج للقيام به الشيء الكثير سوى وجود مكتب وبعض أدوات التنظيف, ففي موسم الصيف تحتاج السيدة القادمة لقضاء فترة الإجازة إلى حجز مسبق بالمكتب لتأمين ورشة لتنظيف المنزل عند وصولها, إضافة إلى تأمين خادمة ترافقها بشكل دائم طوال هذه الفترة. بطالة الشباب وتعزو د. حيدر وجود فئة الشباب في هذه الأعمال لانتشار البطالة بينهم وتقول: من المستغرب وجود شباب حاصلين على الشهادة , قد لمست ذلك بنفسي والسبب عدم حصول هؤلاء على وظيفة بشهادتهم ولاغيرها تناسب الخبرات الموجودة لديهم. ومثال على ذلك أحد الشباب الجامعيين ألّف مع أصدقائه ورشة للتنظيف يذهبون إلى البيوت عن طريق الهاتف وذلك حسب الطلب. أما العائلات التي ترغب بخدمة هؤلاء فهم الذين يرغبون بالتنظيف مرة واحدة في العام أو في أوقات الأعياد, وليس بالضرورة أن يكونوا أغنياء فهي منتشرة لدى الفتيات المتوسطة ولاسيما إذا كانت المرأة موظفة فهي غير قادرة على طلب خادمة أسبوعية لأسباب مادية واجتماعية. المكتب مسؤول عنهم استقدام هؤلاء عن طريق المكتب أمر جيد وفيه مصداقية لأنه يعرف كل المعلومات ويتم تسجيل بطاقتهم الشخصية لديه وبشكل رسمي وهو مسؤول عنهم في حال حدوث مشكلات كالسرقة أو العبث بأثاث المنزل.. إضافة إلى مسؤولية في توصيلهم إلى البيت المراد تنظيفه قبل وبعد الانتهاء منه وهذا يؤمن راحة نفسية للطرفين ولكن حتى الآن هناك تخوف من استقبال الشباب بمفردهم, ولهذا بعض السيدات يفضلن وجود نساء في الورشة. وحالياً توجد جنسيات مختلفة وحسب مكتب التشغيل ويتعامل معهم لقاء أجر معين ومحدود, فهو يأخذ النسبة العظمى ولايبقي للعامل إلا القليل فإذا كان المبلغ /500/ ل.س يأخذ المكتب 200 وحجته أن لديه مصاريف مكتب ونفقات. مشروع مربح هومشروع مربح للغاية, وهو نوع من الأعمال نحن بحاجته, نلجأ لأشخاص يساعدوننا ولكن يوجد جشع مادي من قبل أصحاب المكاتب يأخذون تعب وجهد هؤلاء مقابل تقديم مسؤوليتهم عنهم فقط. إضافة لتقديم الطعام والمنامة للعاملات من خارج سورية. أما العمال المحليون فيعودون إلى بيوتهم في آخر النهار منهكين ومحطمين, لأن المبلغ الذي يتقاضونه لايناسب جهدهم ولا الغلاء الموجود, فهم دائماً في حالة انكفاء للذات. منهم من يتعامل بطبيعة قاسية مع غيره بسبب الظروف التي دفعته لذلك ومنهم من يحسد ربة المنزل ومنهم من تكون نفسه راضية ويرضى بالقليل. مايدعو للحزن وجود فئة من الفتيات تقمن بهذا العمل لقاء تأمين طعامهن وكسوتهن ولايعني هذا أن العمل شيء معيب ولكن بحسب رأي د. ايمان أنه يحدث حالة نفسية لوجودهن في أماكن لاتناسب مستواهن التعليمي. أما الكثير من الشباب فيعتبر إن هذا العمل ليس عيباً مثله مثل الذي يقوم بدهن البيت أو ترميمه, ومثل سائقي التاكسي فمنهم من يحمل شهادة جامعية ويعمل عليها. فهو عمل مؤقت حتى /يفرجها الله/ على حد قولهم. وتضيف إن بعض السيدات تعامل أفراد الورش بفوقية جداً وهذا يعود للتربية والخلفية الاجتماعية للسيدة, لأنه قد يكون موضوعاً جدياً عليها أو كنوع من التقليد. وقد يتأثر العامل أو العاملة من هذا التعامل وقد يسبب لهم الإحباط.
|