تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آن الآوان ..

آراء
الأثنين 3/11/2008
جلال خير بك

ها هي يد الغدر- وأصابع آلة الحرب الأميركية: راعية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان!! : تمتد إلى بلدة البو كمال لتطول أسرة آمنة فتقتل أفرادها جميعاً وتقتل آخرين معهم وتجرح أعداداً من المدنيين العزل الوادعين في بيوتهم.

سمعت ظهر الجمعة حديث السفير الأمريكي السابق ( مورفي). في برنامج قدمته قناة العالم.. فبرر تصرفات بلاده (الولايات المتحدة) بكذا وكذا من الأسباب وفي مقدمتها حديثه عن تسلل عناصر إلى العراق.. وأن الولايات المتحدة تشجب ذلك!1‏

إنهم يتحدثون عن العراق وكأنه لهم!! أو كأن الشعب العربي هناك : غير موجود !.. وأن (هدوء العراق) يعني لهم الكثير !!‏

بل يصل تبجحهم إلى حدّ التدخل في الشؤون الداخلية للدول.. فيطلبون من سورية الحفاظ على حرية الإنسان وعلى الديمقراطية والعدالة!!‏

في حين إن ( عدالتهم وحفاظهم على الإنسان )‏

قد وصلت إلى حدّ قتل مواطنين أبرياء عزل , في منازلهم بالبوكمال !!‏

ليكن ما يكون شأن الدول , فما دخلهم في ذلك?!‏

وإذا كانت حريتهم ودفاعهم عن الإنسان : على تلك الصورة .. فهم مطالبون بدفع ثمن جرائمهم في تلك الدول, وتدخلهم السافر الوقح: في شؤون البشر على امتداد الكرة الأرضية والإساءة إلى إنسانية الإنسان في مختلف بقاع العالم!.‏

لقد تحدث السفير ( مورفي) حديث راعي البقر ( الكاوبوي) ونسي أن تدخلهم في شؤون العالم هو العدوان بعينه.. وإلا كيف يفسرون جرائمهم في العراق وفلسطين والصومال والسودان وأفغانستان ?? عدا عن جرائمهم الأخرى التي يرتكبونها أو يقفون وراءها في دول وأماكن متعددة من الكرة الأرضية!!‏

إن ما حدث ويحدث من تدخلاتهم في شؤون الدول العربية, وجرائمهم فيها: يواجهه صمت عربي ثقيل ومن الدول العربية الكبرى!!‏

ففي ذلك إذعان العبد لسيده أو صورة من بانوراما تصفية الحسابات والتشفي: من الأقطار التي لا تشاركهم الاستزلام للسيد الأمريكي الذي ما زال يعيش على دماء الشعوب وقتل السكان العزل الآمنين!!‏

لقد هان الدم العربي, إلى درجة مذهلة.. والأكثر من ذلك أن بعضنا يستقبل ذلك الكاوبوي الهمجي ويفرشون له ترحيباً: السجاد الأحمر بلونه القاني فيطأه وكأنه يطأ دماء الشهداء والضحايا الذين تقتلهم آلة الحرب الأمريكية..‏

حتى لكأنّ منظر هذا الدم العربي المسفوح: لم يعد يحرك في العرب شرشاً واحداً أو موقف حياء!! فأي أهل هؤلاء?‏

وأي انتماء لهم ?? وأي نخوة فيهم تناشدها الجماهير العربية?? لقد هانوا إلى درجة ما بعدها ذلّه..‏

هانوا حتى سمت عنهم ضغينتنا وحقدنا.‏

إن نظرة شاملة لمعظم ما تنتجه السينما الأمريكية من الأفلام: يتجلى فيها عطشهم للدم البشري.. وإشاحة وجه قادتهم العسكريين عما يسقط من ضحايا : إرضاء لخططهم العسكرية التي لا تقيم وزناً ولا تبدي رادعاً من ضمير أو ندم على الدماء التي يسفكونها تنفيذاً لخططهم وتفوقهم العسكري حتى لو كانت دماء مواطنيهم أنفسهم كما رأينا في أفلام عديدة!!‏

ولعله واجب على سكان هذه الأرض أن يتذكروا : أنياب هؤلاء (الكاوبوي) التي لم تفرغ من إبادة الهنود الحمر (سكان أمريكا الأصليين) حتى انقضت على المواطنين الأمريكيين السود فقتلت إنسانهم ومارست عليهم » أعظم صور الحرية والعدالة والإنسانية !!) فكتبت على أبواب المطاعم عبارة : » يمنع دخول الكلاب والزنوج) !! فأي حرية هذه? وأي عدالة وأي حقوق للإنسان ينادون بها وهم العدو الأول لهذا الإنسان??‏

ففي أفلامهم نفسها, يصورون للمشاهد كيف ضحوا بسكان بلدة بكاملها عندهم بعد أن انتشر فيها (الفايروس) الذي صنعوه كي يلقوه على أراضي الاتحاد السوفييتي فانعكست الآية وارتدت الحربة إلى نحورهم! لم تعد المسألة أن الجماهير العربية تقف ضد سياسات حكام الولايات المتحدة الأمريكية وقادتها العسكريين.. بل هي في أنه آن الآوان كي تضع هذه الجماهير حدّاً لتواطؤ الحكام العرب مع الأنياب الأمريكية و هي تمزق لحم العرب وغير العرب .. وتتصرف وكأن الكون لها فتتدخل حتى في أنفاسه!!‏

الشهداء الذين طالهم غدر القوات الأمريكية في بيوتهم بالبوكمال: هم جزء من الدم العربي المسفوح في فلسطين والعراق وفي كل قطر عربي .. وإذا كان لا يزال للعرب نخوة: فإنّ الأوان قد آن للوقوف في وجه الوحش الأمريكي وطرده من البلاد العربية كلها أو على الأقل: أن يقال له كما قالت السيدة السورية صاحبة مطعم »أوكسجين) للقائم بالأعمال الأمريكي في دمشق: إثر احتلالهم العراق: » اخرج من هذا المطعم.. فطالما أنت تمثل دولتك: فأنت غير مرحب بك هنا) !!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية