فنادراً ما يفوت سائح غربي, فرصة زيارة أسواق المشغولات اليدوية لأي بلد في الشرق, لأنه يعتقد أنه في هذا السوق دون سواه, يكمن سحر الشرق وشذاه.. ومهما كان ثمن القطعة المشغولة يدوياً, لا بد أن يقتنيها ليحدث أقرانه عنها في بلده, بشغف من يروي حكاية لوحة فنية لمشاهير الفن العالمي.
وفي واقع الأمر, إن احترام الغرب لمشغولات الشرق اليدوية, نابع من إحساسه العميق بما استغرقه إعدادها من وقت وجهد ولو كلف - شاغلوها- ذلك بعض الأمراض المهنية في سن مبكرة من الحياة.
ودمشق كما هو معروف, قبلة كل سائح, وسوق مشغولاتها اليدوية غرامه.. إلا أن ما يحز في النفس, أن بعض الصناعيين لجأ لإدخال التكنولوجيا في بعض الحرف اليدوية, لإنتاج أكبر كم من المشغولات يطرحها في السوق, من أجل تحقيق الربح السريع. كما أن بعضهم استبدل قشر الصدف -مثلاً- في قطع الموزاييك بشيء تجاري, رديء ومن الصنف العاشر, بحيث راح يطرح في السوق قطعة -بازارية- مشوهة عن تراث عريق.
والسؤال:
ألا يسيء هؤلاء لتاريخ بلد هويته الأغباني والبروكار والدامسكو.. ومن يراقب جودة بضاعة هؤلاء.. وما العقوبات المفروضة بحقهم?
أعتقد أننا بحاجة إلى لجنة من المعنيين بالأمر, لدراسة نماذج مما يطرح في السوق من بضائع باسم -التراث الدمشقي كخطوة أولى للسيطرة على مروجي هذا -الاتجاه- لأن المسألة في النهاية تتعلق بهوية وتراث بلد.