كثيرون منهم عاشوا فيها أو مروا بها أو عملوا فيها, فالشاعر اللبناني خليل حاوي يذكر بدور تلك السنوات التي قضاها في الجولان وهو يعمل في البناء, وفيها عرف قصة حب جميلة.
وقفتنا اليوم مع الشاعر السوري الكبير زكي قنصل الذي عرف مرارة الغربة وابتعد عن الوطن لكنه ظل معلقاً بأرضه يعود إليه ليذوق حلاوة اللقاء شاعرنا من مواليد يبرود 1916 هاجر إلى البرازيل عام 1929 وقد عاد إلى الوطن أكثر من مرة كانت الأولى عام 1968 والثانية 1984.
كان وفياً لوطنه وأصدقائه حتى إنه سمى ابنه عمر تيمناً باسم الشاعر السوري عمر أبو ريشة.
زكي قنصل عاش في الجولان فترة من الزمن في طفولته وشبابه, ويوم أصدرت إسرائيل قرارها الجائر بضم الجولان وهو القرار الباطل اللاغي وكانت انتفاضة شعبنا ضد هذا القرار ورفضهم للهوية الصهيونية كانت قصيدته الرائعة (الجولانية) ومنها نقتطف بعض الأبيات:
اشمخ بأنفك وانطح قبة الجلدللبُطل يوم ويوم الحق للأبد
مهما تبخرت من غيّ ومن صلفِلابد للغيّ مهما طال من أمد
يافرع صهيون ثار الحقد في دمنا
فاحذر عواقب ما استنفدت من جلد
سل إن جهلت غزاة الروم هل
دفعتعنهم كتائب أزجوها بلا عدد
وسل جحافل كسرى هل جنت وجنى
من غزوة الغاب إلاّ غضبة الأسد
لسوف تخفق في »بدر« بيارقنا
فلا يغرك ما أحرزت في احد
لا لن يعود حزيران بمحنته
إنا محوناه من أيامنا الجدد
تشرين يوم تلاقي الخيل رايتنا
أما قرأتم عليها سورة المسد?
صيحات خالد دوت في زمازمه
يا ابن الوليد وردنا نارهم فرد
قدنا إلى النصر أو للموت يحصدنا
لا فرق بينهما للفارس النجد
جولان يا بنت عم الشمس يحملني
شوق لوجهك ما اطفئه يتقدي
حضنتني أمس طفلاً وابتنيت غدي
فكيف أمحوك من قلبي ومن خلدي?
في كل شبرين من هذا الثرى
عبقمن الشهادة أو شلوان من جسد
قضيت في ظلك الريان من عمريحولاً
هو العمر في صفو وفي رغد
لي في ترابك ذخر لست أرخصه
مهما افترقنا وماض كالرجاء ندي
لولا عيونك ما غنيت قافية
ولا تنقلت من ملد إلى ملد
يبرود حلم جميل أنت يقظته
ما أقرب الدرب بين القلب والكبد
يا إخوتي في ربى الجولان جرحكم
جرحي وزفرتكم من صدري الكمد
دار العروبة أنى يممت قدمي داري
وسكانها أهلي ومستندي
يا أمتي في فمي ماء سألفظه
ما أبعد الغش عن قولي ومعتقدي
إن كنت تبغين في العلياء منزلة
يا أمتي اتحدي, يا أمتي اتحدي