وأكد المهندس عطري في كلمته خلال افتتاح المؤتمر أن خطط الدولة وبرامجها التنموية أولت اهتماماً كبيراً لتطوير منظومة التعليم في سورية إذ ركزت توجهات الخطة الخمسية العاشرة للتنمية على ضرورة ربط الجامعات بالمجتمع وتوفير متطلبات النهوض بالبحث العلمي وإحداث تغيرات نوعية في العملية التعليمية وهذا ما عملت على تجسيده استراتيجية وزارة التعليم العالي ضمن برامج وخطط قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى.
وأشار المهندس عطري إلى أن الجامعات السورية تسعى إلى تطوير منظومة التعليم الهندسي والآلية الناظمة له بدءاً من مراحل التعليم الجامعية الأولى إلى مستويات الدراسات الجامعية العليا وما يتبع ذلك على التوازي من حيث إعادة النظر بمناهج وطرائق التدريس النظرية وتطبيقاتها العملية والتركيز على الاختصاصات النوعية ولاسيما الاختصاصات التقنية التي تحتاجها عملية التنمية مثل الهندسة الإلكترونية والتقنية والمعلوماتية وغيرها التي يحتاجها سوق العمل.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن مسؤولية الجامعات بصفتها صروحاً علمية تنتج ذوي الأفكار الخلاقة تبدو كبيرة من حيث إدراكها وقدرتها على تحقيق التوازن بين تدريس الاختصاصات الهندسية وبين التوجهات التنموية وتلبية الاحتياجات المستقبلية وبشكل خاص الجامعات العربية العامة منها والخاصة ما يوجب عليها اعتماد استراتيجية واضحة تفسح المجال أمام الاختصاصات النوعية الجديدة وتتبنى سياسات تعليمية تخدم مستلزمات الحاضر وتستشرف آفاق المستقبل وتتواكب مع تطورات العلم والتقانة وتلبية متطلبات القطاعات الخاصة والأسواق الإنتاجية الأمر الذي يؤكد أن الارتقاء بالهندسة تعليماً ومهنة وتدريباً مهمة جماعية مستمرة يجب ألا تقف عند حد وهي مهمة تقع على عاتق المؤسسات التعليمية والجامعية والنقابية في كل بلد والتي عليها أن تنفتح على التجارب والإنجازات الهندسية العالمية وتتواصل معها وتستفيد منها وتضيف إليها بما يغني الخبرات والمهارات المحلية والعربية.
ولفت عطري إلى أن المحاور التي يتضمنها برنامج المؤتمر تغطي مساحة واسعة من فروع الهندسة المعمارية والمدنية والكهربائية والإلكترونية والميكانيكية والمعلوماتية والتقنية فضلاً عما يندرج في إطارها العام من التخصصات الفرعية وتتناول جوانب التخطيط الإقليمي والعمارة المحلية وتأهيل المدن التاريخية والإدارة الهندسية للمنشآت والموارد المائية والسلامة المرورية وبتركيزها على هندسة الاتصالات وتطبيقاتها وأنظمة القيادة المتقدمة وتطبيقات التحكم الصناعي والنظم الإلكترونية والهندسة الطبية والطاقات المتجددة والذكاء الصنعي فضلاً عن قضايا البيئة وسواها من الاختصاصات الهندسية.
وأوضح أن أهمية هذه الموضوعات لا تقتصر على تناول المعلومات والأفكار الجديدة بشأنها في إطار ما يمكن أن نسميه الاغتناء المشترك لتطوير العلوم الهندسية فحسب وإنما تتعداه إلى غاية أساسية اخرى هي الربط بين نتائج التطور الهندسي والعملية التنموية.
وأشار إلى الترابط الوثيق بين الهندسة والتنمية وقال إننا لا نعدو الحقيقة حين نؤكد أن العلوم الهندسية هي المفتاح الرئيسي والمحرك الفعال لأي عملية تنموية ولأي تقدم يحرزه المجتمع إذ يصعب علينا أن نتصور إمكانية إحراز أي إنجاز ذي شأن في مجالات الحياة العمرانية والصناعية والتكنولوجية والبيئية والزراعية والنقل والاتصالات ما لم يؤسس هذا الإنجاز على الهندسة ويستفيد من وظيفتها التنظيمية وطاقتها الإبداعية وقدرتها على الابتكار وتقديمها الحلول العلمية لاحتياجات الواقع ومتطلباته الراهنة والمستقبلية وعليه فإن انعقاد مثل هذه المؤتمرات النوعية يشكل استجابة علمية هدفها إذكاء الروح البحثية والتعرف على مستجدات الأفكار والاكتشافات الهندسية بما يشكل قوة دفع جديدة تغني الحياة الإنسانية وتخدم متطلبات التطور ورفاهية تقدم المجتمعات البشرية.
من جانبه اكد الدكتور محمد نزار عقيل رئيس جامعة حلب رئيس المؤتمر ان جامعة حلب تحرص على القيام بواجباتها في تطوير المهارات والقدرات العلمية للموارد البشرية والاستمرار في اداء مهامها في التعليم والبحث العلمي.
مشيرا الى ان جامعة حلب اولت اهتماماً خاصاً لمشروعي انشاء الحاضنة التكنولوجية في المدينة الصناعية بحلب واستضافة مقر الاكاديمية العربية للأعمال الالكترونية التابعة لجامعة الدول العربية.
بدوره اكد الدكتور محمد يوسف الهاشم امين فرع جامعة حلب للحزب رئيس اللجنة العلمية والتحضيرية للمؤتمر, ان اعمال المؤتمر ومن خلال سبعة محاور سيتم التركيز على التعليم الهندسي والحواضن التكنولوجية والتعرف على التقنيات الحديثة في التعليم الهندسي لافتاً الى أن الاوراق المقدمة تبحث في الاستفادة من الجامعات في احتضان ورعاية الشركات الصغيرة وتوفير الدعم العلمي والتقني لها ونقل التكنولوجيا وتوطينها.
ثم ألقى الدكتور سليم الحسني كلمة الباحثين اشار من خلالها الى ان المؤتمرات العلمية تناقش مواضيع تتعلق بما وصل اليه العلم من تطورات واكتشافات, لافتاً الى انها تعمل على توثيق العلاقات بين الباحثين والعلماء من خلال المداخلات واللقاءات ما يؤدي الى تطوير البحوث.
ثم قام السيد رئيس مجلس الوزراء بتكريم من شغلوا عمادة كليات الهندسة في جامعة حلب منذ التأسيس حيث تم تكريم 21 عميداً. ويستمر المؤتمر ثلاثة ايام ويشارك فيه 49 جامعة وهيئة عربية ودولية يمثلون 17 دولة عربية واجنبية حيث تجاوز عدد المشاركين 400 مشارك ب176 بحثاً موزعين على سبعة محاور رئيسية تغطي مختلف مجالات العلوم الهندسية.
وقد حضر افتتاح المؤتمر السادة وزراء الصناعة والكهرباء والري والاسكان ووزير الدولة لشؤون مجلس الشعب ووزير الدولة لشؤون المشاريع الحيوية وامين فرع الحزب في حلب ورئيس جامعة حلب والسيد المحافظ وقائد شرطة المحافظة ورئيس مجلس المدينة وعدد من الكادر التعليمي والتدريسي في جامعة حلب.